«فوبيا» إنفلونزا الخنازير

وداعاً للمصافحة وتحية «الخشم».. الوقاية تبدأ بـ«السلام الشفوي»

TT

* التقدم العلمي والتقني يقف للأمراض بالمرصاد، ولكن الحال اختلف بالنسبة لإنفلونزا الخنازير التي أصابت الكثيرين بالذعر، وأجبرتهم على اتخاذ احتياطات واتباع إجراءات أكثر وغيرت من عاداتهم الاجتماعية، فقلت التجمعات العائلية والزيارات، وتغيرت طريقة السلام لتقتصر على إلقاء التحية أو المصافحة باليد، وقللت هذه العدوى من نشاطاتهم التي اعتادوا ممارستها كما تجنبوا الأماكن المزدحمة واستبدلوها بالأماكن المفتوحة، وزاد استعمال أدوات التعقيم ووجد «الديتول» له مكاناً في كل حقيبة، وزاد استهلاك اليانسون والليمون وفيتامين سي، كما زاد الإقبال على الصيدليات لشراء سوائل التعقيم والكمامات.

أكدت الاخصائية النفسية أمل الجعيد أن الخوف من إنفلونزا الخنازير قد أثر بالفعل على العادات الاجتماعية، وأصبح لدى الكثير من الناس نوع من الاستعداد للخوف المرضي أو القلق، الذي زادت في انتشاره وسائل الإعلام، ما نتج عنه ما يسمى (بالوسواس) وأثر ذلك على كافة الفئات العمرية ولكن الشريحة التي كان لها النصيب الأكبر هم الأطفال.

وذكرت مجموعة من الخطوات العملية التي تساعد في تقديم الدعم النفسي المناسب للأطفال من قبل الوالدين:

* توفير معلومة بسيطة حقيقية تتناسب مع عمر الطفل، وعدم الحديث عن حالة الهلع حول المرض وكيفية الوقاية منه.

* التأكيد أن أعداد الوفيات الناتجة عن هذا المرض قليلة مقارنة بالمصابين به.

* التحدث حول وجود علاج للمرض، وأن اكتساب العلم يتناسب مع كل بلاء، فإذا ما ظهر وباء وجد العلماء له طريقة للتعامل معه.

* الحديث حول الأوبئة التي انتشرت على الكرة الأرضية، ونجاة الكثيرين منها مما يشعره بالاطمئنان ويدخل لديه مفاهيم جديدة.

* القيام بعمل مسرحية بسيطة ممتعة، يتم فيها جمع عدد من الأطفال تُشرح لهم أوجه الوقاية والإجراءات التي يجب أن يقوموا بها، فالطفل يخزن المعلومة بالحالة الانفعالية المصاحبة لها وقت التخزين، وبالتالي فالأفضل أن تكون في صورة مقبولة له بداية ليتذكرها جيداً.

* تحدث له حول الإجراءات التي تقوم بها الجهات المعنية واشرحها له بمنتهى البساطة.

* جهز طفلك بمعلومات حول التغييرات التي ستطرأ على مدرسته، وإن كان عمر ابنك يتجاوز التاسعة فاطلب منه وضع تصور للتعامل مع الأزمة في المدارس، وشجعه على أن تكون الأفكار أكثر عملية وقابلية للتطبيق في الواقع، فسوف يكون ذلك دافعاً له على تقبل الأمر والتعامل معه بوصفه أمرا طبيعيا.

* استثر طفلك عقلياً حول الموضوع، بحيث تستخرج منه كل فكرة تظهر له حول المرض أو تغير حياته إذا ما أصيب أحد ممن يهمونه حتى لا يدخل في صراع مع فكرة أكبر من قدراته فتتشابك مع أفكار وتفسيرات غير حقيقية تظل تؤرقه طوال الوقت من دون أن يعبر عن ذلك.