علاج أمراض الكبد.. حلم أوشك أن يصبح حقيقة

علماء أميركيون ينجحون في إنتاج خلايا كبدية من خلايا جلد المرضى

TT

نجح علماء كلية طب ويسكنسن، في ولاية ميلووكي الأميركية، في إنتاج خلايا كبدية من الخلايا الجلدية الخاصة بالمرضى، الأمر الذي كان في عداد الأحلام في ما مضى، فاتحين باب الأمل أمام الملايين من مرضى الكبد الذين يواجهون الموت المحتم، ما داموا غير قادرين على إجراء عمليات زرع الكبد. وتحتل أمراض الكبد المرتبة الرابعة في أسباب الوفيات بالولايات المتحدة الأميركية بين البالغين.

* أمراض الكبد

* يفقد الكبد وظيفته لعدة أسباب منها: التحور الجيني، والإصابة بالفيروسات الكبدية، والاستخدام المفرط لبعض الأدوية، وإدمان الكحوليات. ويتسبب تلف خلايا الكبد في فشل محقق في معظم أجهزة الجسم الأخرى، نظرا لأن الوظيفة الرئيسية لخلية الكبد هي التخلص من السموم الموجودة داخل الجسم البشري، سواء الناتجة عن مخلفات الخلايا أو تلك التي تمتزج بالطعام والشراب، وعند زيادة نسب هذه السموم فإن تأثيرها يكون فتاكا بباقي خلايا الجسم. ويتم التخلص من السموم عن طريق تحويلها إلى مواد غير سامة في الكبد، إما بتفتيت المادة إلى عناصر أولية أو بربطها بعنصر آخر يجعلها لا تؤثر في الخلايا، ثم تخرج من الجسم عن طريق البول أو البراز أو العرق. إلى جانب دور مهم آخر لخلايا الكبد، وهو إنتاج البروتينات داخل الجسم البشري. قام بإجراء التجربة مجموعة من علماء جامعة ويسكنسن تحت إشراف البروفسورين ستيفن دانكن، وكريم سي الطيب، وآخرين. وقد اعتمدت التجربة الجديدة على عمل سابق قام به البروفسور جيمس طومسون وزملاؤه بجامعة ويسكنسن الذين أثبتوا أن خلايا الجلد يمكن «إعادة برمجتها» لتشابه الخلايا الجذعية الجنينية، ثم قاموا بالتلاعب بهذه الخلايا الجذعية، بعد إنتاجها، من خلال تعريضها للظروف الطبيعية التي تنشأ فيها خلايا الكبد أثناء تكوين الجنين. وفي نهاية التجربة، اكتشف العلماء قدرتهم على إنتاج كمية ضخمة من الخلايا الكبدية مختبريا، وأن هذه الخلايا تؤدي دور الخلية الكبدية الطبيعية بشكل كبير. كما أن هذه الخلايا قامت بإنتاج البروتينات الكبدية البشرية عند حقنها في أكباد فئران التجارب.

وتتميز هذه التجربة، عن تجارب إنتاج خلايا الكبد من الخلايا الجذعية للأجنة، بأن الخلايا الجلدية تكون من المريض نفسه، مما يعني انتفاء احتمالية الرفض المناعي للخلايا الجديدة، كما أن الجدل حول مدى أخلاقية استخدام الخلايا الجنينية، وبنوك الخلايا الجذعية يحد كثيرا من استخدام هذه التقنية.

على الجانب الآخر، فمن المعروف أن جراحات زرع الكبد تواجهها مشكلات كثيرة، بدءا من ارتفاع تكلفتها، واحتياج إجرائها إلى فريق طبي كبير العدد والخبرة، والمشكلات الطبية والأخلاقية المتعلقة بنزع الأعضاء من حديثي الوفاة، إلى جانب الصعوبة الكبرى التي تتمثل في رفض الجسم للعضو المزروع، في بعض الحالات، على الرغم من سابق إجراء اختبارات التوافق.

وعلى الرغم من أن التجارب لتصنيع الخلايا الكبدية لا تزال في مرحلة مبكرة، ولا تزال التجربة في حاجة إلى مراحل كثيرة قبل بدء استخدامها في البشر، فإن النجاح الأولي في حد ذاته يضع أملا كبيرا أمام ملايين البشر في أنه، في المستقبل القريب جدا، سيصبح بالإمكان استبدال خلايا صالحة من جلود المرضى، بخلايا الكبد التالفة.