كم مرة يجب إجراء الفحص بمنظار القولون؟

اختبار جيد للكشف عن أخطار السرطان فيه

TT

س: كم مرة يتوجب على امرأة في الـ55 من عمرها الخضوع للفحص بمنظار القولون؟ وهل أن الفوائد المجتناة منه تفوق أخطار مضاعفاته، مثل ثقب الأمعاء؟

ج: أن الفحص بمنظار القولون هو واحد من عدة أنواع من الفحوصات المستخدمة لرصد سرطان القولون، وهو النوع الثالث من السرطانات الشائعة الذي يتسبب في الوفيات السرطانية (بعد سرطاني الثدي والرئة) للنساء الأميركيات. وقد شخص هذا السرطان في عام 2008 لدى 149 ألفا من الأميركيين، توفي 50 ألفا منهم. ويعتقد الخبراء أن إجراء المسوحات المناسبة ربما يكون بمقدوره درء حدوث 60 في المائة من هذه الوفيات. أما كم مرة يجب عليك إجراء واحد من الاختبارات، فيعتمد على خطر حدوث سرطان القولون لديك. فإن كنت من اللواتي يصنفن في خانة الخطر المتوسط وتختارين الفحص بالناظور، فيمكن إجراء ذلك كل 10 سنوات ابتداء من عمر 50 سنة.

وقد يتم إجراء هذا الفحص في وقت مبكر، أو مرات عديدة، في حالة وجود خطر أكبر للإصابة بهذا السرطان، ويشمل هذا الأشخاص الذين لديهم تاريخ شخصي أو عائلي، بوجود زوائد في الأنسجة المخاطية (السليلات المخاطية) أو سرطان القولون، أو أمراض التهابات الأمعاء، أو متلازمة متوارثة مثل داء الأورام المخاطية الغدية العائلية adenomatous polyposis أو سرطان القولون والمستقيم من دون الزوائد (متلازمة لينتش Lynch syndrome). وعموما يبدأ فحص سرطان القولون والمستقيم عند عمر 50 سنة، لأن خطر سرطان القولون يزداد مع تقدم العمر، وترصد أكثر من 90 في المائة من إصاباته لدى الأشخاص من عمر 50 سنة فأكثر. وغالبية حالات سرطان القولون تنشأ مما يسمى بداء الأورام المخاطية الغدية. ويتطلب التحول من السليلات المخاطية ما قبل السرطانية إلى سرطان كامل، نحو 10 سنوات على ما يعتقد، رغم أننا لا نعلم ذلك يقينا، لأن الأطباء يزيلون هذه الزوائد حالما يرصدونها. وتسمح الفحوصات بإزالة الزوائد قبل أن تتحول إلى أورام سرطانية، وبالتعرف على وجود السرطان مبكرا، أي في الوقت الذي تسهل معالجته.

منظار القولون إن الفحص بمنظار القولون يتيح الكشف عن زوائد مخاطية وسرطانية أكثر، مقارنة بالفحوصات الأخرى، كما يتيح إزالتها فورا أو أخذ خزعة منها. إلا أن هناك جانبا سيئا له، فهو عالي التكلفة ماليا، كما أن التحضيرات التي تسبق الفحص ليست مريحة، ويخضع الأشخاص الذي يجرونه إلى التخدير أثناء الفحص، ولذلك لا يمكنهم الرجوع بأنفسهم إلى منازلهم. وإضافة إلى ذلك فإن المضاعفات تظهر في حالة واحدة من كل 400 حالة، النزف الخطير، ثقب القولون، العدوى، آلام في منطقة البطن، أو حالات في القلب والأوعية الدموية. وإن كنت قلقة بشأن احتمالات حدوث مضاعفات، فبإمكانك اختيار فحوصات أخرى. وفي عام 2008 أصدرت عدة مؤسسات إرشادات حول شتى الاستراتيجيات الخاصة بفحوصات سرطان القولون والمستقيم، وعدد المرات التي يجب الخضوع إليها.

وتصوير القولون بالاشعة المقطعية (منظار القولون الافتراضي) قد يكون أحد الخيارات. وهو فحص جديد نسبيا، ولذلك فإن هناك القليل من المعلومات حول سلامته وفاعليته مقارنة بالفحص بمنظار القولون وبعض الفحوصات الأخرى. إلا أن هذا الفحص أصبح متقبلا أكثر. وهو يتطلب نفس التحضيرات التي تسبق الفحص بمنظار القولون، إلا أنه لا يوجد هنا منظار لإدخاله في القولون، ولا يتطلب إجراء تخدير.

ولا يتم إجراء فحص إضافي بمنظار القولون إلا عند رصد زوائد أو أي تشوهات غير طبيعية.

وتوصي بعض الإرشادات بالاستمرار في إجراء الفحوص حتى عمر 76 سنة بحيث تكون خيارا للأشخاص بين أعمار 76 و85 سنة، وذلك حسب حالتهم الصحية العامة وعوامل الخطر. ولا يوصى بإجراء الفحص بعد عمر 85 سنة.

وإن وقع اختيارك على الفحص بمنظار القولون، فحاولي استشارة اختصاصي في الجهاز الهضمي له خبرة كبيرة في تنفيذ هذا الفحص في مؤسسة صحية بمقدورها توفير العناية في حال حدوث أي مشاكل.

* طبيبة، رئيسة تحرير رسالة هارفارد «مراقبة صحة المرأة»، خدمات «تريبيون ميديا»