«أوميغا ـ 6».. وأهميتها لصحة القلب

أحدث الدراسات تشيد بدورها في خفض خطر أمراضه

TT

أحماض «أوميغا ـ 6» الدهنية هي جزء مهم من الغذاء الصحي المفيد للقلب، ولذا فإن التقليل من تناول كمياتها المطلوبة، قد يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب، وفقا للتوصيات العلمية التي قدمتها جمعية القلب الأميركية.

«أوميغا ـ 6» Omega ـ 6 هي نوع من الدهون المتعددة غير المشبعة التي توجد في بعض أنواع الزيوت النباتية (زيوت: الذرة، عباد الشمس، العصفر أو القرطم safflower، وفول الصويا)، والبذور، والمكسرات.

وبالمقارنة مع فوائد «أوميغا ـ 3» المعروفة على نطاق واسع ـ التي توجد في أسماك المياه الباردة مثل السلمون والتونة ـ فإن دور أحماض «أوميغا ـ 6» في صحة القلب لم تكن واضحة تماما.

وكان بعض خبراء التغذية قد أبدوا قلقهم من أن «أوميغا ـ 6» ربما تكون ضارة، وذلك استنادا إلى اعتقادهم بأنها تحفز على ظهور الالتهابات (وهي العامل الرئيسي في تصلب الشرايين، وبالنتيجة في أمراض القلب والأوعية الدموية). وعلى هذه الأسس، فقد حثت عدة كتب ومواقع إلكترونية متخصصة في التغذية، الناس على الحد من كميات تناول «أوميغا ـ 6».

* مراجعة علمية حديثة

* وللتدقيق في هذه المسألة المثيرة للجدل، قامت جمعية القلب الأميركية بمراجعة الأدبيات العلمية حول فوائد وأضرار «أوميغا ـ 6». وأخذت لجنة من خبراء التغذية في تحليل نتائج عدة تجارب مراقبة عشوائية، إضافة إلى نتائج أكثر من دوزينتين من أنواع من دراسات الملاحظة وغيرها. ونشر الخبراء نتائج دراستهم الجديدة في عدد 17 فبراير (شباط) 2009 من مجلة «سيركوليشن»، وهي النتائج التي أعادت «أوميغا ـ 6» إلى موقعها المشرف، وأشارت إلى أن الحصول على الأقل على 5 إلى 10 في المائة من السعرات الحرارية من «أوميغا ـ 6»، بمقدوره خفض خطر أمراض القلب، مقارنة بالحصول على كميات أقل من هذه الأحماض. كما استنتجت اللجنة أيضا أن تناول كميات أكبر منها، يبدو آمنا وقد يقدم فوائد أكبر بوصفه جزءا من الغذاء القليل في محتوى الدهون المشبعة والكولسترول.

* دور دهون «أوميغا ـ 6»

* ورغم أن دهون «أوميغا ـ 6» غير معروفة جيدا مثل دهون «أوميغا ـ 3»، فإن هذين النوعين من الدهون حاسمان لوظائف القلب والدماغ. فأجسامنا لا تنتجهما، ولذلك فإننا بحاجة إلى الحصول عليهما من الغذاء.

وتوجد أحماض «أوميغا ـ 6» الدهنية في الغذاء بالدرجة الرئيسية في حمض اللينوليك (linoleic acid LA) الذي يحتوي على 85 إلى 90 في المائة من كل متطلبات الجسم من «أوميغا ـ 6». ويقلل حمض اللينوليك من مستويات الكولسترول منخفض الكثافة (الضار) LDL، كما أنه يخفض من مقاومة الأنسولين (وهي المؤشر الأول قبل ظهور مرض السكري).

والالتباس الحاصل بشأن تناول دهون «أوميغا ـ 6» وعلاقتها بالالتهابات، يعود في أصوله إلى حقيقة أن حمض اللينوليك يمكنه التحول إلى حمض الأراكيدونيك (arachidonic acid AA)، وهو مركب يساهم في تركيب الجزيئات الالتهابية خلال المراحل الأولى للالتهابات. ومع ذلك، وكما يشرح واضعو الدراسة الجديدة، فإن حمض اللينوليك وحمض الأراكيدونيك يزيدان أيضا من أعداد الجزيئات المضادة للالتهابات، وهذه بدورها تكبح إنتاج مختلف العوامل الرئيسية التي تلعب دورها في عمليات حدوث تصلب الشرايين.

وقد وجد باحثو جمعية القلب الأميركية أن المستويات العالية من أحماض «أوميغا ـ 6» الدهنية ـ وخصوصا حمض الأراكيدونيك ـ أما أنها تخفض أعداد علامات الالتهاب أو أنها لا تؤثر عليها. وأظهرت بعض الدراسات وجود علاقة عكسية بين محتوى حمض اللينوليك وبين خطر أمراض القلب (كما لم تجد أي خطر يرتبط بوجود حمض الأراكيدونيك). وقد وجدت تحليلات مشتركة لست تجارب عشوائية أن عدم تناول الدهون المشبعة وإحلال أحماض «أوميغا ـ 6» الدهنية محلها، أدت إلى خفض خطر النوبة القلبية وأمراض الشرايين التاجية الأخرى، بنسبة 24 في المائة.

* حصص يومية

* والآن، ما هو عدد الحصص اليومية التي علينا تناولها يوميا؟

التوصيات العامة تشير إلى تناول 5 إلى 10 في المائة من مجموع السعرات الحرارية المتناولة. وتعتمد الكميات الحقيقية على الجنس، العمر، ومستوى النشاط البدني، إلا أنها تتراوح بين 12 و22 غراما يوميا، وفقا لما تقوله جمعية الطب الأميركية.

وللاستزادة من المعلومات يمكن الرجوع إلى الموقع الإلكتروني:

www.health.harvard.edu/fats.

ومن الطبيعي أنه لا يمكن اعتبار غذاء واحد لوحده، غذاء سحريا. وأفضل استراتيجية غذائية لدرء خطر أمراض القلب والأمراض المزمنة الأخرى، تتمثل في تناول حصص مناسبة، وتناول الوجبات التي لا تحتوي على الدهون المشبعة، والدهون المتحولة، والتي تزداد فيها الحبوب الكاملة، الفواكه، والخضروات، إضافة إلى تناول وجبتين من الأسماك أسبوعيا.

*رسالة هارفارد «مراقبة صحة المرأة»، خدمات «تريبيون ميديا»