د. حسن محمد صندقجي

TT

* ابني مُصاب بمرض التوحد، ولا أجد فائدة في العلاج، ما هو السبب في إصابته بالمرض؟ وهل للغذاء دور علاجي لحالته؟

أم غازي ـ الإمارات.

ـ هذا ملخص سؤالك. ولا يُوجد سبب واحد للإصابة بالتوحد، بل ربما هناك عدة أسباب قد يكون أحدها هو السبب. وهناك أبحاث تدل على أن ثمة أنواعا مختلفة من الاضطرابات الجينية التي قد تكون هي السبب. وغالبية هذه الاضطرابات الجينية قد لا تكون لها علاقة بالوراثة. وتتحدث دراسات أخرى عن دور لعوامل بيئية، كالإصابة بأحد أنواع الفيروسات أو التعرض لأحد المواد الملوثة. كما يدور الحديث عن تفاعلات غير منضبطة لجهاز مناعة الجسم. وغير ذلك. ولكن ما لا يزال محل جدل علمي هو دور تلقي الطفل لأحد أنواع اللقاح في الإصابة بمرض التوحد، وخاصة اللقاح الثلاثي للحصبة والحصبة الألمانية والنكاف، وأنواع اللقاح المحتوية على مادة «ثيرموسال» التي تحتوي على الزئبق. وهناك منْ يجزم بعدم وجود أي علاقة للقاح، أو لهذه المادة بالذات، بالإصابة بالتوحد. ومعالجة تتطلب العمل على عدة أمور وبرامج في المنزل والمدرسة والمجتمع، والعلاج الدوائي له دواعيه المحدودة في ضبط تصرفات الطفل وتفاعلاته. والعلاج المعتمد على محاولة تنقية الجسم من مادة معدن الزئبق، لا يزال بلا وضوح في النتائج العملية لجهة تحسين حالة الطفل. أما العلاج الغذائي، والذي يلقى اهتماما متزايدا، نظرا لعدم وضوح فوائد للعلاج الدوائي ومحدودية لجوء الأطباء إليه. وهو قد يُفيد على نطاق ضيق كما يبدوا حتى اليوم.

والمهم في غذاء الطفل المُصاب بالتوحد هو الحرص على تناوله العناصر الغذائية الأساسية اللازمة لنموه ولعمل أجهزة جسمه بشكل طبيعي. وخاصة فيتامينات الفولييت وإيه وسي وبي ـ12 ومعادن المغنسيوم والبوتاسيوم ودهون أوميغا ـ 3.

والحمية التي يجري الحديث عنها لمرضى التوحد تشمل تقليل أو منع تناول عنصرين. وهما عنصر مادة بروتين «غلوتين» الموجودة في القمح، وعنصر مادة بروتين «كاسيين» الموجودة في الحليب. ولا يستطيع أحد الجزم بعدم استفادة الطفل المُصاب من حمية عدم تناول هاتين المادتين. ولذا فإن المحاولة قد تُظهر الاستفادة أو عدم ذلك. ولكن مع أخذ الحيطة بأن لا تتسبب هذه الحمية بنقص العناصر الغذائية الأساسية في جسم الطفل. وتطبيق الحمية يجب أن يكون بإشراف الطبيب وأخصائية التغذية.

فيروس «سي» والجنس

* أنا مُصاب بالتهاب الكبد الفيروسي من نوع «سي». هل ينتقل المرض مني لزوجتي؟

زوج ع. ـ بريطانيا.

ـ هذا ملخص سؤالك. وبداية علينا ملاحظة أن فيروس التهاب الكبد من نوع «سي» ينتقل عبر وصول دم إنسان مريض إلى دم إنسان سليم، أي مثلما يحصل لدى نقل الدم من شخص مُصاب إلى داخل أوردة شخص سليم. وهنا ينتقل الفيروس مباشرة من المريض إلى السليم. وكذلك حينما يقع دم الشخص المريض على جروح في جسم الشخص السليم، أو حينما يستخدم شخص سليم إبرا علاجية ملوثة ببقايا من دم شخص مُصاب. والسائل المنوي للرجل المُصاب، قد يحتوي على فيروس التهاب الكبد من نوع «سي». ولذا من الممكن أن ينتقل المرض عبره من الرجل إلى زوجته أو شريكته في ممارسة العملية الجنسية.

وما لاحظته الأوساط الطبية، أن من النادر انتقال المرض من رجل مُصاب إلى زوجته السليمة. ولكن الذي ليس من النادر، أي الذي ترتفع احتمالات حصوله، هو انتقال الفيروس حينما يتكرر من الرجل ممارسة الجنس مع نساء متعددات. وكذلك ينتقل الفيروس إلى الرجل السليم حينما يتكرر منه ممارسة الجنس مع مُصابات بالمرض الفيروسي هذا. ولذا، في حال الزواج والالتزام بعدم ممارسة الجنس خارج نطاقه، فإن الإرشادات الطبية لا تُوصي الزوج بإتباع سبل الوقاية من انتقال الأمراض عبر ممارسة العملية الجنسية. وتحديدا لا تُوصي الرجل بوضع الواقي الذكري مثلا لدى ممارسته العملية الجنسية. كما أنها لا تنصح بعدم الزواج في ما بين مُصاب وسليمة، أو بين سليم ومُصابة. ولا تنصح أيضا بالانفصال أو عدم ممارسة الجنس فيما بينهما.

ولكنها تنصح الزوجين، إن كان أحدهما مُصابا، بأن لا يشتركا في استخدام فرشاة الأسنان أو أمواس الحلاقة أو مقلمة الأظافر.

والمشكلة ليست في حال الزواج، بل هي في حالات الانفلات في ممارسة العملية الجنسية مع شركاء متعددين في أوقات مختلفة. ولذا حينئذ يجب اتباع إرشادات الوقاية لمنع انتقال الأمراض الفيروسية عبر ممارسة العملية الجنسية، أي وضع الواقي الذكري وغير ذلك.

القهوة وضغط الدم

* هل تناول القهوة يرفع ضغط الدم؟

محمد ـ الرياض.

ـ إن كنت تقصد أن المداومة على شرب القهوة تُؤدي إلى الإصابة بمرض ارتفاع ضغط الدم، فهذا غير صحيح. والأدلة العلمية أثبتت عدم تسبب شرب القهوة، ولو لسنوات طويلة، في إصابة الشخص السليم بمرض ارتفاع ضغط الدم. أما إن كنت تقصد أن شرب قدح من القهوة يُؤدي إلى ارتفاع طفيف ومؤقت، أقل من نصف الساعة، في مقدار ضغط الدم، فهذا صحيح. ولذا تلاحظ أن النصيحة الطبية تُوصي بعد قياس ضغط الدم خلال نصف الساعة التالية لشرب القهوة أو الشاي، نظرا لتسبب الكافيين بارتفاع مُؤقت في ضغط الدم، يزول بعد ذلك، ويُمكن بعدها قياس ضغط الدم بكل حرية وتعطينا القراءة آنذاك أرقاما صحيحة لمقدار ضغط الدم.

استشاري باطنية وقلب مركز الأمير سلطان للقلب في الرياض