استشارات

د. حسن محمد صندقجي

TT

ألم في الساق

* عمري 47 سنة، وفي الفترة الأخيرة أصبحت أعاني من ألم في الساق، وخاصة بعد الوقوف أو الجلوس لوقت طويل نسبيا. هل هذا علامة على وجود مشكلة صحية؟ ما تنصح؟

(فؤاد هـ ـــ المنصورة).

ـ هذا ملخص سؤالك. وبداية، شكوى الإنسان من أي أعراض جديدة في الساقين يتطلب مراجعة الطبيب، سواء كان ألما أو تقلصات عضلية أو شعورا بوخز أو فقدان الشعور بالإحساس أو تورما أو غيرها من الأعراض.

وعليك ملاحظة أن هناك عدة أسباب للشكوى من ألم الساقين. وعند الشكوى من ألم جديد في الساقين بُعيد الوقوف أو الجلوس على المقاعد لفترات طويلة، فإن من المحتمل أن يكون السبب تجمّع السوائل في أوردة الساق. ومعلوم لديك أن أوردة الساق تعمل على توصيل الدم من الساق إلى الأوردة الكبيرة في البطن، ومن ثم توصيله إلى القلب. وحينما تتجمع كميات كبيرة من الدم في أوردة الساق، وتُصبح بالتالي مُحتقنة، فإن المرء لا يرى بالضرورة أي تغيرات على جلد الساق، لأن الأوردة ليست على السطح. بخلاف حالات دوالي الأوردة السطحية للساق، التي حينما تحتقن فإنها تبرز وتتضح للعيان.

وقد يكون سبب احتقان الأوردة، خلل في تراكيب الصمامات الداخلية للأوردة، نتيجة إما لحصول إصابة سابقة في الأوردة، كالتهاب أو الجلطة، أو لأسباب حادثة أخرى لا مجال للاستطراد فيها. وقد تكون هناك أسباب فيزيائية تتعلق بوضعية الجلوس أو بالوقوف، وتأثيراتهما على سهولة جريان الدم إلى أعلى خلال الأوردة.

وغالبا ما يصف الأشخاص الذين لديهم احتقان في الأوردة، الأعراض التي يشكون منها بأنها ألم شبيه بالحرقة أو ألم التقلصات، وخاصة في عضلة الساق الخلفية، أو ما يُطلق البعض عليه «بطّة الساق». وغالبا ما يُبدون زيادة الشعور بهذه الشكوى بُعيد الجلوس أو الوقوف لفترات طويلة. وما يزيد الطين بلّة، كما يُقال، اعتياد المرء على عدم الحركة والمشي اليومي، أو وجود حالة السمنة لديه، أو وقوفه لفترات طويلة دون عمله على تحريك عضلات الساقين والقدمين، أو جلوسه واضعا ساقا على ساق، أو عدم ارتدائه لجوارب طويلة تصل إلى ما دون الركبة بقليل.

وغالبا لا يُجدي إجراء فحص أوردة الساق بالأشعة الصوتية، لأن هذا الفحص يتتبع بدقة وجود دوالي في أوردة الساقين، وليس مجرد احتقانها بفعل الوقوف أو الجلوس الطويل. وما أنصحك به هو مراجعة الطبيب، الذي سيفحص الساقين والقدمين، والأوعية الدموية فيهما. كما سيُجري الفحوصات اللازمة لمعرفة السبب. وإن كان الأمر كما هو متوقع، أي احتقان أوردة الساق، فإن الاعتياد على المشي، وارتداء جوارب سابغة لغالبية الساق، وتحريك القدمين حال الوقوف، ورفع القدمين قليلا حال الجلوس، كلها وسائل لتخفيف هذا الألم. عدد ساعات النوم

* ما هو العدد الكافي من ساعات النوم؟

(إلهام عبد الكريم ــ جدة).

ـ هذا ملخص سؤالك المهم، الذي لا يتلفت الكثيرون إليه. وصحيح ما ذكرت من أن قلة عدد الساعات التي يتمكن الشخص من النوم فيها خلال اليوم هي سبب بالإصابة ببعض الأمراض المزمنة، كالسكري والسمنة وارتفاع ضغط الدم. وهناك مؤشرات علمية قوية على صحة هذا الكلام.

وهناك عدة عوامل يعتمد عليها تحديد عدد الساعات التي يجب على المرء النوم خلالها. وأهم هذه العوامل هو مقدار عمر الشخص، فالطفل الرضيع يحتاج إلى نوم نحو 16 ساعة خلال اليوم. والأطفال ما دون سن سبع سنوات يحتاجون إلى 11 ساعة من النوم الليلي بالذات، يوميا. والأطفال ما بين سن ثماني وثلاث عشرة سنة، يحتاجون إلى عشر ساعات من النوم الليلي. والمراهقون ما دون سن 18 سنة، يحتاجون إلى تسع ساعات من النوم الليلي. وعموم البالغين، من الذكور والإناث، يحتاجون إلى سبع أو ثماني ساعات من النوم الليلي يوميا.

وعلينا أن نحرص على نوم هذا العدد من الساعات بالليل، لأن هناك مؤشرات علمية قوية تُفيد بأن القدرات الذهنية للشخص تقل إذا ما نام لعدد ساعات أقل من سبع ساعات، وبالليل على وجه الخصوص. وكذا ينخفض مستوى أداء جهاز المناعة، وترتفع احتمالات الإصابة بالأمراض المزمنة السابق ذكرها.

وبالرغم من اعتقاد البعض بأن منْ تجاوزوا سن الستين، هم بحاجة إلى عدد ساعات أقل من النوم الليلي، فإن هذا غير صحيح. والمصادر الطبية في الولايات المتحدة وأوروبا لم تجد ما يدعم هذا القول، بل تنصح بنوم سبع أو ثماني ساعات لكبار السن وخلال الليل بالذات. الحمل والسكري

* عمري 29 سنة، ولأول مرة لدي سكري الحمل. سبق لي الحمل أربع مرات، ولم أشكُ من شيء. والطبيبة وصفت لي الأنسولين. هل سيستمر معي السكري بعد الولادة، وهل علي أن أمتنع عن أكل الفواكه؟

(وفاء ــ الرياض).

ـ هذه مجموعة من الأسئلة الواردة في رسالتك. وليست هناك إجابة محددة تُبرر لك لما ظهر عند السكري في هذا الحمل. والإحصائيات تقول لنا إن أكثر من 4 في المائة من الحوامل يُصيبهن السكري خلال فترة الحمل. وما يُعتقد طبيا أن خلال فترة الحمل لدى هؤلاء الحوامل ينشأ نوع من الاضطراب المُؤقت في تعامل الجسم مع الهرمونات وفي تفاعلات الهرمونات مع بعضها البعض. ويُعللون الأمر بخلل في المشيمة وتراكيبها، مما يترك أثره على نسبة سكر الدم، أي ارتفاع نسبة سكر الدم. ولذا، فإنه بالإضافة إلى الحمية الغذائية، ينصح الطبيب بتلقي الحامل للأنسولين، لضبط نسبة سكر الدم. ووسيلة تلقي الأنسولين هي من خلال الحقن بالإبرة تحت الجلد.

القلق لا داعي له، طالما تتابعين لدى طبيب الحمل وطبيب السكري. والمُضاعفات المحتملة، على صحتك أو الحمل أو الجنين، لا تحصل في الغالب عندما تتم المتابعة الطبية الدقيقة خلال الحمل وفي مراحل الولادة.

وغالبية الأمهات يرجعن إلى الحالة الطبيعية بُعيد الولادة. وعليهن الاهتمام بالحركة البدنية واتباع تناول وجبات غذائية صحية تحفظ لهن وزنا طبيعيا للجسم، وتُؤمن لهن تناول العناصر الغذائية الصحية كالفيتامينات والمعادن وغيرها.

وغير صحيح أن على المُصاب بالسكري، سواء في خلال فترة الحمل أو منْ لديه سكري طوال الوقت، أن عليه عدم تناول فواكه معينة لأنها حلوة الطعم أو «حالية» جدا. والحقيقة أن الفواكه، وحتى الحلوة الطعم بالذات، هي غذاء مفيد وصحي، وعلى مريض السكري تناولها. والمهم هو حساب كمية الطاقة في الفاكهة تلك. وعدم تجاوز كمية عدد السعرات الحرارية التي يسمح بها وزن الشخص وحالة انضباط السكري لديه.

وصحيا يُنصح بتناول عدة حصص غذائية من الفواكه التي تحتوي كل حصة منها على حوالي 15 غراما من السكريات. على الأقل ثلاث حصص خلال اليوم، أي إما نصف موزة، أو نصف كوب من المانجو المُقطعة، أو كوب ونصف من البطيخ الأحمر المقطع، أو كوب ونصف من الفراولة، أو نصف كوب من الأناناس، أو غيره مما تُسأل عنه أخصائية التغذية مباشرة.

استشاري باطنية وقلب مركز الأمير سلطان للقلب في الرياض [email protected]