محطات صحية

د. عبير مبارك

TT

معالجة الذئبية الحمراء

* «الذئبية الحمراء» lupus أحد الأمراض الروماتزمية الناشئة عن اضطرابات في عمل جهاز مناعة الجسم. ولذا وعند حصول هذا المرض، تُهاجم خلايا جهاز المناعة الخلايا السليمة في أجزاء مختلفة من الجسم، وذلك عندما تنظر إليها بطريق الخطأ على أنها أجسام خارجية غريبة عن الجسم.

وقد تتأثر نتيجة لهذا الخطأ أعضاء مختلفة بالجسم. وهناك عدة أنواع من مرض «الذئبية الحمراء». منها ما يُصيب عدة مناطق في الجسم في وقت واحد، مثل المفاصل أو الجلد أو الأوعية الدموية أو الكبد أو الكلى أو الرئتين أو غيرهم. ومنها ما يقتصر على الجلد، ومنها ما ينشأ نتيجة لتناول أدوية معينة.

وأي إنسان عُرضة لاحتمال الإصابة بهذا المرض، والنساء أكثر من الرجال، وذوي الأصول الأفريقية أو الآسيوية أكثر عُرضة من ذوي الأصول الأوروبية. ولا يُعرف حتى اليوم سبب حصول هذا الاضطراب في عمل جهاز مناعة الجسم، المُؤدي إلى نشوء هذا المرض.

ومن أشهر أعراض «الذئبية الحمراء» ألم وتورم المفاصل نتيجة لحصول التهب المفاصل، وألم العضلات، وارتفاع حرارة الجسم دونما وجود أي التهاب ميكروبي، وظهور طفح من الاحمرار على طبقة الجلد، وغالبا في الوجه.

ولا يُوجد فحص أو تحليل واحد كفيل بالجزم، لتشخيص الحالة. وهناك عدة حالات يستغرق تشخيصها عدة سنوات نظرا للأعراض الغريبة وغير المترابطة لدى البعض عند إصابتهم بالمرض. وبالرغم من عدم وجود علاج «يشفي» ويُزيل المرض عن الجسم كلية، إلا أنه تتوفر عدة أنواع من العلاجات التي تُهدئ من النشاط غير الطبيعي لعمل جهاز مناعة الجسم، وبالتالي تخفيف حدة نشاط المرض، وتقليل الأعراض المُصاحبة له، والأهم الحفاظ على سلامة عمل الأعضاء المهمة بالجسم، كالكلى وغيرها.

«المركز القومي الأميركي للمعلومات حول صحة المرأة» يُقدم النصائح التالية لبلوغ حالة من النجاح في معالجة هذه الحالة، وهي:

* الحرص على الحضور لمواعيد المراجعات الطبية لدى الطبيب.

* الاهتمام بالصحة العامة للجسم.

* تقليل التعرض المباشر لأشعة الشمس، أو لأشعة الضوء القادمة من مصابيح الفلورسنت أو الهالوجين.

* العمل على تقليل التعرض للظروف ولمسببات التوتر والقلق.

* تناول وجبات صحية متنوعة في محتوياتها من الخضار والفواكه ومشتقات الألبان والحبوب واللحوم.

* الحرص على إعطاء الجسم حاجته من النوم الليلي، وتنشيط الجسم بممارسة الرياضة البدنية التي يراها الطبيب مناسبة لحالة الجسم والمفاصل.

وقاية الأطفال من التسمم

* المواد السامة هي مواد تتسبب في أضرار صحية متفاوتة على الجسم أو على أعضاء محددة فيه. والتسمم قد يحصل إما بتناول المادة السامة، أو استنشاقها إلى الرئتين، أو من خلال ملامستها لطبقة الجلد الخارجية، أو عبر حقنها إلى داخل الجسم تحت الجلد أو في الأوعية الدموية.

والأطفال أكثر عُرضة للإصابة بتناولها عن طريق الخطأ، كما أنهم أكثر عُرضة للتأثر السلبي الضار جراء دخولها إلى أجسامهم. وفي المنازل ثمة عدة أنواع من المواد التي إذا ما دخلت الجسم تسبب بحالات من التسمم. ومن تلك المواد السمّية على الأطفال، وعلى البالغين أيضا:

* الأدوية بأنواعها، سواء التي تُباع دونما الحاجة إلى وصفة طبية، أو الأدوية الموصوفة لمعالجة حالات مرضية مزمنة.

* الأدوية التي لا يُسمح بتناولها إلا في نطاق ضيق، كالأدوية المنومة أو أدوية معالجة الاضطرابات النفسية أو غيرها.

* غاز أول أكسيد الكربون الناتج عن عمليات احتراق الحطب أو الغاز.

* المنظفات المنزلية الصناعية، كمساحيق تنظيف الملابس أو المطابخ أو الحمامات، أو مستحضرات تلميع الأثاث أو غيرها من المواد الكيميائية.

* مواد المبيدات الحشرية لداخل أو خارج المنزل.

* بعض النباتات المنزلية الداخلية، أو الخارجية في الحدائق.

* المعادن، كالرصاص أو الزئبق.

* بقايا الأصباغ التي أزيلت عن الجدران أو غيرها من أجزاء المنزل.

وهناك مخاطر مختلفة لكل نوع من المواد السُمّية. كما تختلف الأضرار والمخاطر وفق ما يتعلق بكيفية دخولها إلى الجسم، أي عبر الفم أو الجلد أو غيره.

وتنبه المراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية عموم الأمهات والآباء إلى أن المنزل يحتوي عادة على العديد من المواد السُمّية الضارة جدا على الأطفال وسلامتهم. وتُقدم مجموعة من المقترحات لوقاية الأطفال من الإصابة بآثارها الضارة، ومنها:

ـ الحرص على إبعاد الأطفال عن المناطق التي يتم إزالة الأصبغة عنها، لأنها قد تحتوي كميات عالية من الرصاص. والحرص على تنبيههم إلى الأضرار المحتملة لتلك الأصباغ. ـ التأكد دائما من حفظ المنظفات المنزلية الصناعية في مستودعات خاصة، وذات أبواب تُغلق بإحكام، كي لا يصل الطفل إليها.

ـ الحرص على حفظ الأدوية في مستودعات خاصة بعيدة عن قدرة الطفل للوصول إليها. واحرص على وضع الأدوية في عبوات ذات قدرة على مقاومة محاولات فتحتها من قبل الأطفال.

ـ الحرص على الكشف الدوري لتمديدات أنابيب الغاز المنزلية.

ـ عند استخدام مواد المنظفات المنزلية الصناعية، أو عند دهن الجدران بالأصباغ، احرص على تهوية المنزل والغرف بفتح النوافذ وضمان دخول تيار الهواء.

* استشاري بقسم الباطنية في المستشفى العسكري بالرياض [email protected]