بين الخطأ والصواب

TT

* ضعف المناعة مع التقدم في السن

* من الخطأ أن يعتقد الشخص، متوهما، أن قدراته الجسمية والذهنية ستظل على درجة الكفاءة نفسها التي كانت عليها في شبابه، ومهما تقدم به العمر.

تؤكد الحقائق العلمية أنه كلما شاخ جسم الكائن الحي فإنه يصبح في أغلب الأحيان غير قادر على مقاومة الأمراض بشكل عام بنفس مستوى الكفاءة التي كان يؤديها سابقا.

وهناك تغييرات كثيرة تطرأ تدريجيا على جهاز نظام المناعة بشكل خاص وتعتبر جزءا من عمليات الهدم التي تحدث في مرحلة الشيخوخة، وتكون من أهم أعراضها ما يلي:

* ملاحظة تكرار الإصابة بالأمراض المعدية بمعدل يزيد عما كان مألوفا سابقا، وهذه إحدى علامات ضعف المناعة الذي يحدث تدريجيا بحيث لا يستطيع الجسم الحماية ضد العدوى المرضية.

* التأثير على مدة وكفاءة بعض اللقاحات التي تعطى في المواسم التي يكثر فيها انتشار الأمراض المعدية وعند ظهور الأوبئة.

* الخطر المتزايد من الإصابة بأمراض المناعة الذاتية.

* تأخر مدة الشفاء بعد أي إصابة مرضية عادية وكذلك تأخر التئام الجروح والحاجة إلى فترة نقاهة أطول من ذي قبل.

* ضعف القدرة على اكتشاف الجسم للعيوب التي تطرأ على خلايا الجسم والقيام بتصحيحها، الأمر الذي يمكن أن يزيد من خطر الإصابة ببعض أمراض السرطان.

إن وعينا بهذه الحقائق يدعونا لتوخي الحرص في تعاملاتنا اليومية مع تقدم العمر واستشارة الطبيب فور الإصابة بأي مرض طارئ حتى لا يتطور إلى ما هو أخطر في مضاعفاته وأصعب في وسائل علاجه.

* ساعد طفلك للتخلص من عادة طحن الأسنان

* من الأخطاء الشائعة أن يستمر الطفل يشكو من ألم في أسنانه ولا يستطيع الطبيب معرفة السبب، وكذلك الوالدان فلا يتمكنان من اكتشاف سبب ذلك، والذي عادة ما يكون متعلقا بما يتعرض له الطفل في يومه من توتر وانفعالات فيقابلها برد فعل لا إرادي يصدره أثناء نومه، يتمثل في الجز على الأسنان، الذي يعتبر من أكثر الأسباب شيوعا لمشاكل الأسنان خاصة بين الأطفال.

الجز على الأسنان (Bruxism) أو فرك الأسنان ببعضها، عبارة تستخدم لوصف طحن الأسنان وانقباض العضلات المحيطة بالفكين، وهي عادة تحدث لدى الكثير من الأطفال ليلا ونهارا، وتحدث لدى البعض في الليل فقط، ويكون سببها التوتر العصبي الذي يتولد عما يمارسه الطفل في نهاره من ألعاب العنف، وما يشاهد من أفلام الرعب، وما يتعرض له من أساليب التوبيخ والتخويف.

وفي كثير من الحالات نجد أن الأسنان عند مثل هذا الطفل تصاب بالتلف مبكرا، ونجد بعض الأطفال الآخرين يشكون من صداع أو أوجاع في الأذن.

هناك علامات محددة تظهر عادة على الطفل الذي تعود طحن أسنانه، منها:

* صدور صوت من فم الطفل وهو نائم نتيجة طحن الأسنان.

* ملاحظة احمرار وجه الطفل خاصة منطقة الفكين في الصباح.

* إفراط الطفل في ممارسة مص الإبهام.

* ملاحظة أن الطفل يعض أظافر يديه، وكذلك اللعب والأقلام.

* ملاحظة آثار عض على داخل الخد.

ومن الضروري هنا أن يتعرف الوالدان على هذه العلامات والتحذيرات كي يتمكنا من تجنب الأسباب التي تكمن وراءها وتجنيب الطفل عواقب ممارسة هذه العادة مستقبلا.

* التهاب المفاصل وسلامة القيادة

* من الأخطاء الشائعة أن يقود الشخص سيارته في حالة تعرضه لمرض حاد كالأزمات القلبية مثلا التي قد تنتهي بفقدان الوعي أثناء القيادة، وكذلك الذين يعانون من بعض الأمراض المزمنة غير المستقرة كمرضى داء السكري غير المنتظم المعرضين لحدوث غيبوبة السكر في أي وقت خاصة مع التوتر الذي يرافق قيادة السيارات.

ليس هذا فحسب، فهناك أمراض أخرى لا تقل أهمية في أخذ الحذر منها خلال قيادة السيارة، ومنها التهاب المفاصل الذي يحد من مرونة الجسم لمتابعة تحركات السيارات الأخرى في الطريق.

التهاب المفاصل مرض شائع يتعرض له الإنسان في أي مرحلة من مراحل عمره، أي أنه لم يعد يرتبط بكبر السن وتقدم العمر، وإن كانت فرص الإصابة تزداد في مرحلة الشيخوخة. كما أن التهابات المفاصل غير محددة بمفصل معين من الجسم، فهي تصيب جميع مفاصل الجسم خاصة في اليد والذراع والكتف والركبة والورك والعمود الفقري.

وعدم العناية بالتهابات المفاصل وإهمال علاجها يجعل المفصل المصاب منتفخا ومتصلبا (متيبسا) وقد يحيله إلى عضو معاق عاجز عن الحركة.

وقيادة السيارة تعتمد إلى حد كبير بمرونة حركة جميع مفاصل الجسم تقريبا. وتصبح قيادة السيارة عملية تحد بالنسبة للشخص الذي يعاني من التهاب المفاصل خاصة في منطقة الفقرات العنقية الذي يؤثر على حرية حركة الرقبة لرؤية المركبات الأخرى التي تسير على جانبيه أو خلفه، فيرتفع عنده خطر التسبب في وقوع الحوادث المرورية له وللآخرين.

تقول الهيئة الوطنية الأميركية لسلامة المرور على الطرق السريعة إن القيام بعمل التمارين الرياضة بشكل عام ومنتظم يجعل الجسم محتفظا بلياقة صحية عالية وبمرونة كل مفاصل الجسم، مما يساعد على تسهيل قيادة السيارة وجعلها أكثر أمانا وسلامة، ويقلل من الحاجة لأخذ الأدوية المسكنة باستمرار والتعرض لمضاعفاتها على أجهزة الجسم المختلفة، إضافة إلى تأثير بعضها على الوعي والتسبب في النعاس وما يعقب ذلك من وقوع حوادث أليمة.

هناك البعض ممن يعانون من التهابات المفاصل وتوصف لهم وسائل أو أجهزة خاصة يمكن أن تركّب في السيارة لجعل الأمر أكثر سهولة للقيادة، فمن الضروري على هؤلاء أن يتدربوا أولا على كيفية استعمال هذه الأدوات والاحتياطات التي تؤخذ بعين الاعتبار عند استعمالها.

استشاري في طب المجتمع مدير مركز المساعدية التخصصي ـ مستشفى الملك فهد بجدة