المخ.. هل يستطيع إنتاج خلايا عصبية جديدة؟

كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية): أنتوني كوماروف*

TT

س: قرأت في رسالتكم الصحية حديثا، تقريرا يحث كبار السن على شحذ أذهانهم لأن ذلك يقود إلى نمو خلايا عصبية جديدة في المخ. عندما تعرض زوجي لسكتة دماغية قبل 40 سنة مضت، أخبرني الأطباء بأن المخ لا يمكنه إنتاج خلايا جديدة. أين الحقيقة إذن؟

ج: لو أنني كنت طبيبا لزوجك قبل 40 سنة لقلت لك الشيء نفسه، لأن ذلك كان من الأمور التي درستها ومن المعتقدات السائدة بين الجميع في ذلك الحين، وهو أن حدوث السكتة الدماغية يؤدي إلى موت عدد من الخلايا العصبية لا يمكن تعويضه. إلا أن الأبحاث أظهرت أن هذه الاعتقادات المتشائمة كانت خاطئة، لأن غالبية الحيوانات وكذلك الإنسان تنتج تلك الخلايا مجددا. وكانت واحدة من أولى الدراسات في هذا الشأن قد أجريت على الطيور المغردة. فخلال أوقات التزاوج، تغني هذه الطيور بهدف تحديد حدود منطقتها ولاجتذاب جنسها الآخر. وقد وجد العلماء أن حجم جزء من دماغ هذه الطيور يكبر أثناء هذا الموسم، وهو الجزء المسؤول عن الغناء، وذلك نتيجة لتشكيل خلايا عصبية جديدة.

ولكن، وعندما يبدأ الحديث عن التفكير والذاكرة، فإن الأمر الأكثر أهمية من مسألة إنتاج الخلايا العصبية الجديدة، على أكثر الاحتمال، هو عملية تشكيل روابط جديدة داخل المخ تربط بين هذه الخلايا العصبية.

وهذه الروابط التي تسمى التشابكات العصبية هي التي تسهل عملية التفكير. فقد يتمكن الإنسان من إنتاج ملايين الخلايا العصبية الجديدة، إلا أنها تكون عديمة الفائدة في عملية التفكير ما لم ترتبط في ما بينها.

وعلى المنوال نفسه فإن تمكنت من تقوية روابط التشابك العصبي بين خلايا عصبية قديمة، فإن بمقدورك تقوية التفكير أيضا.

وهكذا فإن المخ لديه إمكانات لإنتاج خلاياه، أكبر مما كان يعتقد في الماضي. وهذه أنباء عظيمة، إلا أن هذا الإنتاج لا يحدث لوحده. ولذلك فإن شحذ أذهاننا وتنشيطها يمثل إحدى الوسائل في هذا الشأن.

* طبيب، رئيس تحرير «رسالة هارفارد الصحية، خدمات «تريبيون ميديا».

خاص بـ«الشرق الأوسط».