محطات صحية

TT

* نفق الرسغ وتنميل الأصابع

* الرسغ هو المنطقة التي تفصل ما بين الساعد وكف اليد. وفي منطقة الرسغ، ثمة عدة أوتار وأعصاب وأوردة وشرايين، تعبر من الساعد إلى اليد، ومن اليد إلى الساعد. وتحديدا، هناك ترتيب عجيب لمعظم هذه الأشياء ضمن ما يُعرف في علم التشريح بـ«النفق الرسغي».

ولهذا النفق أربعة جدران، ثلاثة منها تتكون من جدران عظمية، والجدار الرابع عبارة عن رباط ليفي قوي. وهو ما يعني أن هناك حجما محددا وضيقا يكفي بالكاد الأشياء التي تمر من خلاله.

وأحد الأشياء، المصفوفة بعناية ودقة مع بعضها البعض داخل النفق الرسغي، هو العصب المتوسط. وحينما يحصل ضغط على العصب المتوسط في داخل المنطقة الضيقة للنفق الرسغي، تبدأ في الظهور أعراض التنميل والألم وضعف العضلات في أجزاء من اليد. وهذه الحالة تعرف طبيا باسم «متلازمة النفق الرسغي» (carpal tunnel syndrome).

ويحصل الضغط على العصب إما نتيجة لزيادة حجم أحد الأشياء التي تمر مع العصب داخل النفق الرسغي، أو نتيجة لنقص حجم النفق نفسه.

وتبدأ الأعراض كألم في منطقة الرسغ نفسه، وقد يبدأ المصاب بالشكوى من تنميل في أصابع الإبهام والسبابة والوسطى. أي دون وجود تنميل في الخنصر أو في البنصر. ويلاحظ تزايد هذه الأعراض في الليل، ما يدفع المصاب إلى هز اليد وتحريكها عدة مرات ابتغاء تخفيف الشعور بالألم. وقد تتطور الأمور، ويبدأ الضعف يعتري قوة عضلات اليد، وبالتالي يجد المصاب صعوبة في الحفاظ على إمساك الأشياء بيده، وربما سقوطها منه.

وغالبا ما يتمكن الطبيب من تشخيص الحالة إذا استمع جيدا لوصف المصاب حول ما يشعر به، وإذا ما أتم فحص المريض بعناية وأجرى بعض الفحوصات التي تتطلب إثارة العصب بالضغط الخارجي عليه أو بإثارته عبر الطرق عليه.

والنساء والرجال عرضة للإصابة بهذه الحالة، ولكن النساء أكثر إصابة ومعاناة من الرجال عموما.

وحول أسباب نشوء الإصابة بهذا المرض، يقدم «المركز القومي الأميركي لصحة النساء» قائمة بالعوامل الشائعة التي ترفع من احتمالات خطورة الإصابة بهذه الحالة. وهي ما تشمل:

* وجود عظام صغيرة بشكل غير طبيعي داخل النفق الرسغي.

* إصابة الرسغ بضربات متكررة في السابق، أو تكرار استخدام مفصل الرسغ بطريقة منهكة في لوحة مفاتيح الكومبيوتر أو هواتف «بلاك بيري» أو الآلات الكاتبة.

* حصول إصابة سابقة أتلفت الوضع الطبيعي لتراكيب مفصل الرسغ.

* مرحلة الحمل.

* مرحلة ما بعد بلوغ سن اليأس.

* السمنة.

* الخضوع لعملية جراحية لاستئصال الثدي.

* نتيجة للإصابة ببعض الأمراض الأخرى، مثل كسل الغدة الدرقية أو مرض السكري أو مرض الذئبية الحمراء أو التهاب المفاصل الرثوي الروماتويدي.

وهناك عدة طرق لعلاج الحالة، غير الطريقة الجراحية، مثل استخدام المصاب لسنّاد ضاغط يثبت منطقة الكف والرسغ والساعد، كي تخف الحركة ويقل الشعور بالأعراض. كما قد يستفيد البعض من استخدام موجات الأشعة فوق الصوتية لعلاج الآلام العميقة في العضلات، أو التدليك، أو حقن مادة عقار «كورتيزون» في منطقة النفق الرسغي لتقليل التورم المصاحب لعمليات الالتهابات، أو تناول عقاقير مسكنة للألم ومخففة للالتهابات.

وقد لا يجدي مع البعض إلا الخضوع لإجراء عملية جراحية تخفف الضغط لما في داخل النفق الرسغي. وهذه العملية تتطلب توفر جراح ماهر في هذا النوع من العمليات الجراحية العصبية.

* كبار السن والعناية بالقدمين

* يقول الباحثون من «المؤسسة القومية لطب كبار السن» في الولايات المتحدة: المستوى الصحي لقدميك يعطي معلومات وافية عن المستوى الصحي لكل جسمك. وعلى سبيل، كما قالوا، فإن تيبس وتصلب مفاصلهما قد يعني وجود التهابات في مفاصل أخرى بالجسم. ووجود شعور بالتنميل أو الوخز في أجزاء من جلد القدمين، قد يكون من علامات وجود مرض السكري ومضاعفاته على الجهاز العصبي الطرفي. وتورم القدمين وانتفاخهما، وقد يكون ناجما عن مرض في الكلى أو في عضلة القلب أو صمامات القلب أو ارتفاع ضغط الدم أو ضعف عمل الكبد.

وتقدم «الرابطة الطبية الأميركية للعناية بالقدمين» قائمة بأهم الأمراض التي يمكن أن تكون سببا في نشوء مشكلات صحية في القدمين. ومنها:

* ارتفاع ضغط الدم.

* أمراض القلب والأوعية الدموية.

* الالتهابات الروماتيزمية لصمامات القلب.

* مرض السكري.

والحقيقة الطبية أن فحص القدمين هو جزء أساسي ومهم ضمن عملية فحص المرضى في العيادات وداخل حجرات تنويم المرضى في المستشفى. ومن هذا الفحص الدقيق لحال الجلد والمفاصل والشرايين والأوردة والعضلات والأعصاب وغيرها من أجزاء القدمين، يمكن معرفة الكثير عن الحالة الصحية العامة للجسم وكثير من أعضائه.

وتضيف المؤسسة قائلة: ولكي تبقي على قدمين يتمتعان بصحة جيدة جيدة، عليك أن تقوم بالأمور التالية:

ـ احرص على فحص القدمين بانتظام. وإن لم تتمكن من ذلك لأسباب تتعلق بالنظر أو بالقدرة على الانحناء، اطلب من أحد أفراد أسرتك أن يقوم بهذا الأمر لك. أو احرص على المراجعة لدى المختص بالعناية الطبية بالقدمين، وربما لدى طبيب جراحة العظام أو طبيب الجلدية إذا لزم الحال.

ـ عندما تجلس بعد عناء المشي أو الوقوف أو العمل، احرص على رفع القدمين شيئا ولو قليلا، لأن هذا يساعد في تنشيط حركة الدورة الدموية. ومن المفيد أيضا غمر القدمين في مغطس من الماء الدافئ، أو إجراء بعض التدليك لهما، لنفس الغاية السابق ذكرها. وتذكر أن تتحاشى الجلوس واضعا ساقا على أخرى، لأن هذه الوضعية غير صحية في إعاقتها لجريان الدم بسهولة من وإلى القدمين.

ـ احرص على غسل القدمين وتنظيفهما بعناية باستخدام الماء الدافئ والصابون، وتجفيفهما بعناية باستخدام مناشف أو مناديل غير خشنة.

ـ احرص على تقليم الأظافر بطريقة مستقيمة، ودون جعلها قصيرة جدا.

ـ احم قدميك حينما تخرج من المنزل، عبر ارتداء أحذية مريحة حينما تثبت القدم فيها.

وتقدم «المؤسسة القومية لطب كبار السن» نصائح حول انتقاء الأحذية المناسبة لكبار السن، ومنها:

ـ يمكن أن يتغير مقاس الحذاء مع التقدم في العمر، ولذا اطلب أخذ قياس قدميك عند شراء حذاء جديد. وأفضل وقت لقياس القدم هو في نهاية النهار وليس في الصباح، لأن القدمين في المساء تكونان في حجم أكبر من الذي بعد الاستيقاظ من النوم.

ـ غالبية الناس لديهم قدم أكبر حجما من القدم الأخرى، إما اليمين أو اليسار. واحرص على التأكد من تجربة ارتداء الحذاء الجديد في القدم التي تشعر أنها أكبر.

ـ لا تشتر أحذية بناء على رقم مقاسك المعتاد، بل احرص على تجربة ارتداء الحذاء أولا. والسبب أن هناك عدة عوامل قد تؤثر في الحجم الداخلي للحذاء.

ـ عند تجربة الحذاء الجديد، احرص على المشي به للتأكد من ثبات القدم براحة داخله.

ـ كن واقفا عند تجربة الحذاء الجديد، للتأكد من وجود مسافة نحو نصف بوصة (نحو 1.25 سنتيمتر) بين أطراف أصابعك ومقدمة الحذاء.

ـ لا تشتر أي حذاء ضيق، واحذر خاصة حينما يقول لك البائع إنه مصنوع من جلد قابل للتمدد مع الوقت ومع كثرة الاستعمال.

ـ الأحذية ذات الكعب المنخفض نسبيا هي أفضل من تلك التي لها كعب عال. استشاري بقسم الباطنية في المستشفى العسكري بالرياض [email protected]