الأمومة والأبوة.. تساهمان في خفض ضغط الدم

على عكس ما يقال حول مشكلات تربية الأطفال

TT

على الرغم من القول الشائع إن تربية الأطفال قد تصيب الآباء بارتفاع ضغط الدم، كشفت دراسة إحصائية أميركية نتائج عكسية في هذا الصدد. وأثبتت الدراسة من خلال بحث ميداني أجري على عدد من المتطوعين الأميركيين أن تنشئة الأطفال تسهم في خفض معدل ضغط الدم، خاصة لدى السيدات.

الدراسة الإحصائية التي نشرتها دورية «أبحاث الطب السلوكي الأميركية» في عددها الصادر في 14 يناير (كانون الثاني)، التي أشرفت عليها البروفسور «جوليان هولت - لنستاد»، أستاذ علم النفس، خبير العلاقات الاجتماعية بجامعة بيرغام يونغ الأميركية، كشفت عن أن تنشئة الأطفال، على ما فيها من ضغوط نفسية، تسهم بقدر ما في خفض معدل ضغط الدم، وأنها لا تقل أهمية عن التمارين الرياضية وخفض نسب أملاح الصوديوم المتناولة في الأكل كعوامل طبيعية (لا - دوائية) في خفض ضغط الدم.

* الأمومة والأبوة

* أجريت الدراسة على 198 بالغا أميركيا متزوجا، يتراوح معدل أعمارهم بين 20 و68 عاما، 70 في المائة منهم لديهم أطفال بمعدل طفلين في المتوسط. وقام الباحثون بتوصيلهم بأجهزة محمولة تقيس الضغط قياسا مستمرا على مدار الأربع والعشرين ساعة، مع محاولة معادلة ظروف حياتهم العامة أثناء إجراء التجربة، ووضع معايير لموازنة الظروف الخارجة عن الإرادة، كالعمر وكتلة الجسم وطبيعة العمل والتدخين وتناول الكحوليات.

وكان أحد الأسباب الرئيسية لوضع الأجهزة المحمولة للمتطوعين، هو تفادي التأثير الناشئ عن قياس ضغط الدم أثناء وجودهم في المستشفيات أو المراكز الصحية، الذي يؤدي غالبا إلى ارتفاع ضغط الدم بصورة مغايرة للحقيقة لدى الشخص المعرض للقياس في ما يعرف بظاهرة «المعطف الأبيض»، حيث إن الجهاز العصبي يقوم بقبض الأوعية الدموية عند الانزعاج الذي يصيب معظم الأشخاص لدى وجودهم بالمستشفيات، الأمر الذي يخل بالحسابات الإحصائية للأبحاث. كما أراد الباحثون أيضا متابعة مستويات ضغط الدم الخاصة بالخاضعين للتجربة أثناء نومهم أيضا، مما يعطي صورة كاملة وصادقة عن مستويات ضغط الدم لديهم على مدار اليوم ويقلل من نسب الخطأ الحسابي.

وقد أفادت النتائج أن متوسط مستوى ضغط الدم لدى الآباء كان أقل بنسبة 4.5 نقطة في أثناء انقباض القلب، و3 نقاط أثناء انبساطه مقارنة بغيرهم من المتزوجين من دون إنجاب. أما عن الأمهات فظهر أن مستوى الضغط لديهن أقل بنسبة 12 نقطة أثناء الانقباض و7 نقاط أثناء الانبساط، مقارنة بغير الأمهات.

وتشير هول - لنستاد إلى أن هذا الانخفاض في مستويات الضغط يرتبط بشعور «الأبوة» أو «الأمومة» في حد ذاته، من دون النظر لعدد الأطفال. وهو ما يثبت خطأ الفكرة الشائعة عن أن سلوك الأطفال السلبي وطريقة استقبال الآباء له قد يشكل عاملا مساعدا في ارتفاع ضغط الدم. والصحيح أن الآباء قد يصابون بارتفاع في ضغط الدم نتيجة لظروف حياتية مناوئة أو مخاوف من المستقبل أو اضطراب عام في شخصية الآباء، وأننا يجب ألا ندين تنشئة الأطفال في هذا الأمر بحال من الأحوال.