مشاهدة المباريات الرياضية.. هل تؤدي إلى إجهاد القلب؟

قد تقود إلى حدوث أزمات صحية

TT

أنا أحب الرياضة. والآن وقد وصلت إلى الستينات من عمري وحصلت لدي مشكلات في القلب، فإنني أتمتع بمشاهدة المباريات الرياضية، على شاشة التلفزيون بالدرجة الرئيسية. ويرى أفراد عائلتي مدى الإثارة التي تحدثها مشاهدة المباريات علي أحيانا، وهم يتخوفون من أنها مضرة بقلبي. إلا أنني أعتقد أنهم يبالغون في هذا الخطر. هل يمكنك أن تطمئن عائلتي لكي أتمكن من متابعة المباريات بسلام؟

إن مشاهدة المباريات الرياضية يمكنها إجهاد القلب. إلا أن ذلك لا يعني أن عليك التوقف عنها. وتفترض عدة دراسات أن مشاهدة مباريات رياضية مثيرة تؤدي إلى ازدياد سوء مشاكل القلب، ولو كان ذلك بصفة مؤقتة.

* إجهاد القلب

* وقد أظهرت دراسة أجريت في الصين وعرضت أمام مؤتمر جمعية الطب الأميركية أخيرا، أن الرجال الذين عانوا من النوبات القلبية كانت ترصد لديهم على الأكثر علامات على قلة تدفق الدم نحو القلب (حالة الاسكيميا أو نقص التروية الدموية ischemia)، وازدياد نشاط عمليات تكون الخثرات الدموية، أثناء مشاهدتهم المباريات الأولمبية، مقارنة بمشاهدة البرامج التلفزيونية الترفيهية.

كما رصدت زيادة حادة في معدلات عدد النوبات القلبية لدى مشجعي كرة القدم بعد مباريات المونديال، أو بعد تصويب ركلات الجزاء في نهاية المباراة.

والجانب الثاني في هذه المسألة أن الأشخاص الذين يشعرون بمشكلات في القلب يظلون ينتظرون حتى نهاية المباريات قبل أن يتوجهوا إلى المستشفى لتقييم حالاتهم. ويتوقع الأطباء العاملون في أقسام الطوارئ، دوما، زيادة في عدد الزيارات لأقسامهم بعد انتهاء المباريات الرياضية الكبرى. ويصل بعض الأشخاص بعد أن تكون النوبة القلبية قد أحدثت أضرارا أكثر من الأضرار التي كانت ستحدث لو أنهم وصلوا فور الشعور بمشكلات في القلب. ولا يصل عدد آخر منهم إلى المستشفى إطلاقا لأنهم تأخروا في طلب المساعدة منتظرين انتهاء المباريات.

* نصيحة الطبيب

* ونصيحتي لك هي: أقدِمْ، وشاهد المباريات، إلا أن عليك أن تتأكد من أنك تناولت أدويتك في ذلك اليوم كما هو معتاد. وعليك أن تقلل من تناول الطعام المالح وتتجنب المشروبات الكحولية. وإن شعرت بأي ضغط أو ثقل في الصدر، أو ضيق في النفس، أو دوخة، فتوجه فورا إلى قسم الطوارئ من دون أي تأخير. أما إن كنت منزعجا لأن فريقك المفضل أخذ يخسر أمام منافسه، فأغلق عينيك، وتنفس ببطء، وردد مع نفسك «انتظر.. انتظر إلى السنة المقبلة»!

* رئيس تحرير «رسالة هارفارد لصحة القلب».. خدمات «تريبيون ميديا»