إستشارات طبية

TT

* التهاب مزمن في المثانة

* عمري 43 سنة. خلال السنتين الماضيتين تكرر لدي التهاب المثانة، وتناولت عدة مرات المضادات الحيوية، بماذا تنصح؟

* رحاب ز - القاهرة.

- هذا ملخص سؤالك. ومن الممكن أن تتكرر التهابات المثانة، خاصة لدى النساء. وتشير الإحصاءات الطبية إلى أن نحو 35 في المائة، أو أكثر، من النساء السليمات من أية أمراض، هن عرضة لتكرار حصول التهاب المثانة في السنة الأولى التي تلي معالجة أول مرة حصل لديهن التهاب ميكروبي في المثانة. أي إنه من الممكن أن يتكرر على الرغم من تناول المضاد الحيوي المناسب وعلى الرغم من عدم وجود أي أمراض أخرى.

وهناك عدة تبريرات لحصول هذا التكرار المزمن لالتهابات المثانة لدى المرأة، مثل التغيرات الهرمونية الأنثوية، أو وجود حصاة في الكلى أو المثانة، أو تغيرات غير طبيعية في شكل أو طريقة عمل المثانة. وهناك من الأطباء من يرى أن ثمة دورا للعوامل الوراثية في الأمر.

والمهم في الموضوع برمته، هو أن تشخيص حصول التهاب ميكروبي متكرر في المثانة، في فترة زمنية تبلغ ستة أشهر، وعبر تحليل زراعة للبول، هو أمر يستدعي مراجعة طبيب المسالك البولية. والطبيب المتخصص سيجري لك مزيدا من الفحوصات، التي منها الأخذ المباشر لعينة من بول المثانة، أي عبر أنبوب قسطرة. وأيضا إجراء منظار للمثانة لرؤية المثانة من الداخل. وربما يتطلب الأمر إجراء فحص بالأشعة المقطعية للبطن والحوض لمعرفة التركيب الداخلي على وجه أكثر دقة.

وإذا ما وُجد سبب لتكرار هذا الالتهاب، يتجه العلاج نحو التعامل معه بشكل مباشر. وربما يرى الطبيب ضرورة تناولك لكمية منخفضة من المضاد الحيوي اليومي لفترة طويلة، قد تتراوح بين ستة أشهر وسنة. وعليك مراعاة الحرص على شرب الماء بكميات كافية، والتبول كلما شعرت بالرغبة في ذلك، والحرص أيضا على تناول عصير الفواكه الحمراء، مثل التوت والفراولة، والحرص على نظافة منطقة الأعضاء التناسلية، والتبول مباشرة بعد العملية الجنسية.

اعوجاج الأنف

* هل من الضروري معالجة اعوجاج حاجز الأنف بعملية جراحية؟

* محمد - الرياض.

- هذا ملخص سؤالك. ولم يتضح لي من سؤالك هل لديك التهاب مزمن في الجيوب الأنفية، أم إن الأمر لديك مجرد حساسية في الأنف. والتهاب الجيوب الأنفية له أعراض واضحة، ويُجري له الطبيب فحوصات تدل على وجوده. ومعالجة الالتهابات في الجيوب الأنفية تتطلب متابعة لدى الطبيب المختص بالأنف.

وكثير من الناس لديهم اعوجاج في الحاجز الذي يفصل بين جانبي فتحة الأنف. وغالبا لا يضر هذا الاعوجاج إذا ما تُرك على ما هو عليه. وغالبا أيضا لا يتسبب الاعوجاج بأي أعراض صحية أو تأثيرات على الأنف وطريقة عمله في توصيل الهواء إلى الرئة، أو مروره بالأنف عند خروج الهواء من الرئة.

ولكن هناك أشخاص يتسبب لديهم هذا الاعوجاج، خاصة حينما يكون بدرجة حادة، في تفاقم حالات الحساسية بالأنف، أو إعاقة خروج الإفرازات المتجمعة داخل أحد الجيوب الأنفية، أو في نوبات من الرعاف، أو ما يعرف بنزف الأنف. والأهم، ربما يتسبب الاعوجاج في ضيق أو سد مجرى التنفس، مما يعوق دخول الهواء إلى الرئة، أو خروجه منها.

ومما يدفع الطبيب إلى النصح بإجراء عملية إصلاح اعوجاج الأنف، هو تكرار الرعاف، أو عدم قدرة الأدوية على إتمام معالجة الحساسية أو التهابات الجيوب الأنفية، أو أن ثمة إعاقة واضحة للتنفس.

والعملية لها مخاطرها التي تتطلب التنبه إلى إجرائها فقط حال الضرورة وفق المفهوم الطبي. وأهم مخاطرها هو عدم جدوى إجرائها في إزالة المشكلة الأصلية؛ إذ ربما يخضع الشخص لإجراء العملية آملا في أن تخفف عنه الرعاف أو تبعات الحساسية، ولكن النتيجة لا تكون كذلك. هذا إضافة إلى النزف الذي ربما يكون شديدا في الفترة التي تلي العملية مباشرة، واحتمالات أن تتسبب العملية في تغيرات في شكل الأنف والوجه، أو حصول ثقب في الحجاب الذي يفصل بين جانبي فتحتي الأنف. وعليك ملاحظة أن التئام التراكيب الداخلية، أي العظم والغضروف، قد يأخذ وقتا. ولذا لا تظهر بالتمام نتائج العملية على عمل الأنف أو الحساسية إلا بعد نحو سنة، كما تؤكد هذا المصادر الطبية خلافا للمعلومات غير الحقيقية التي قد يطلقها البعض حول نتائج العملية.

وهذا لا يعني أنه يجب عدم إجراء العملية، بل إجراؤها يجب أن يتم لمن يحتاج إليها. ومن يقرر هذا هو الطبيب المتخصص في طب الأنف.