إستشارات طبية

TT

الطفل وألم الصدر

* ابنتي عمرها عشر سنوات، وهي بصحة جيدة في العموم، ووزنها وطولها طبيعي. وكانت ولادتها قد تمت في المستشفى، كما أنها أخذت اللقاحات كافة. وأنا أحرص على أن تمارس الرياضة البدنية. ولكن تكررت لديها ثلاث مرات الشكوى من ألم في الصدر عند ممارسة الرياضة واللعب. هل السبب هو مشكلة في القلب؟

عباس ط. - الرياض.

- بداية، من وصفك لا يبدو أن لدى طفلتك مشكلة صحية «مهمة» تتسبب لها بهذا النوع من الألم في الصدر. ومع هذا، من الضروري مراجعة الطبيب كي يتم فحصها بعناية لتأكيد هذا التوقع. والغالب وراء ما وصفته، أن في الصدر درجة من الربو، الذي يثيره ممارستها للرياضة. وعليك ملاحظة أن «ألم الصدر» مشكلة شائعة لدى الناس في أي مرحلة عمرية كانوا. ومن النادر أن تجد إنسانا لم يسبق له أن شعر بدرجة ما من الألم في صدره. وفي حالة البالغين يتطلب الأمر مراجعة الطبيب وإجراء فحوصات للتأكد من أن مصدر الألم ليس هو القلب، وخصوصا مَن لديهم اضطرابات في الضغط أو نسبة الكولسترول أو مستوى سكر الدم أو غيرها. أما في حالة الأطفال وشكواهم من ألم الصدر، فإن الأمر لا يتطلب القلق الشديد، بل يتطلب الاهتمام وزيارة الطبيب لمعرفة السبب ومعالجته، والذي غالبا لا يكون القلب، وبخاصة كما أفترض من سؤالك، أن طفلتك تمّت ولادتها في المستشفى وتلقّت اللقاحات، ما يعني ضمنا أنه تم فحص قلبها كما هو روتيني بُعيد الولادة، وتكرار فحصها خلال زياراتها للطبيب قبل تلقّي اللقاح. ولاحظ معي أن وجود مشكلات في القلب لدى الأطفال هو في الغالب يتعلق بالصمامات أو بتراكيب شكل وحجرات القلب، وخصوصا ما يُعرف بـ«العيوب الخلقية» في القلب، أي غير تلك الناجمة عن شرايين القلب. وهذه المشكلات القلبية لدى الأطفال تتسبب غالبيتها في تدني قدرات ممارسة الرياضة البدنية أو القيام بالمجهود البدني، أو قد تتسبب في صعوبات في النمو بشكل طبيعي، أو بأعراض غير طبيعية خلال عملية الرضاعة أو تناول وجبات الطعام، أو ظهور علامات غير طبيعية خلال أداء المجهود البدني، مثل ضيق التنفس واللهاث وزرقة الشفتين أو الأظافر، وغيرها من العلامات.

كما أن الصدر لا يحوي القلب فقط، بل هناك الرئتان والقصبة الهوائية والمريء وعظام القفص الصدري وطبقات من العضلات.

ومراجعة الطبيب وإجراؤه للفحوصات اللازمة، يمكّن من معرفة وتحديد سبب ألم الصدر لدى الطفل. ولذا فإن ألم الصدر بعد أداء المجهود البدني، لدى الأطفال، قد يكون نتيجة لألم في العضلات التي تم إجهادها، أو في المفاصل التي تلتصق بعظام القفص الصدري، أو نتيجة للربو، أو نتيجة لاضطرابات في عمل المعدة أو المريء، أو لوجود هواء في ما بين الرئة وداخل الصدر.

* الكورتيزون للربو والحمل

* لدي ربو وأنا حامل. وسبق للطبيب المعالج أن وصف لي حبوب كورتيزون لتسكين حالة الربو لدي. هل يضرني أو يضر حملي لو وصف لي الطبيب حبوب كورتيزون خلال فترة الحمل؟

أم خالد - الكويت.

ـ هذا ملخص سؤالك. وواضح أنه سؤال افتراضي تريدين منه التأكد حول أمان تناول حبوب الكورتيزون خلال فترة الحمل.

والمهم دائما في معالجة الربو هو تذكر أن القيام بوسائل الوقاية مفيد جدا في تقليل احتمالات حصول تهيج نوبات الربو، ومفيد بالتالي في منع الاحتياج إلى تناول العلاجات القوية لتهدئة الحالة، وبالتالي تقليل احتمالات المعاناة من الآثار الجانبية للأدوية بأنواعها. وعلى وجه الخصوص، من المهم جدا التنبه إلى أهمية السيطرة على حساسية الشُّعب الهوائية للربو، خلال ما قبل فترة الحمل، لأن هذا يقلّل من تداعيات الربو وعلاجاته، في أثناء فترة الحمل وما بعدها، عليك وعلى الجنين.

ولاحظي معي أن حصول نوبات الربو خلال فترة الحمل، يؤدّي إلى نقص إمداد الجنين بالأوكسجين، ما يؤثر على سلامته ونموه. وحصول نوبات الربو خلال فترة الحمل، مرتبط بارتفاع احتمالات حصول ارتفاع ضغط الدم خلال الحمل، وذلك من خلال آليات معقدة تتعلق بمستوى عمل المشيمة. ولذا، من الضروري ضبط السيطرة على الربو قبل الحمل، وكذلك العمل دون تأخير على ضبط أي بدايات لتهييج نوبات الربو خلال الحمل. والسبيل إلى هذا كله يبدأ من الحرص على المتابعة لدى طبيب الصدر، والحرص على اتباع توجيهاته العلاجية بدقة. والأطباء يلجأون عادة لمعالجة الربو وضمان السيطرة عليه، إلى إعطاء أدوية تصل إلى أنسجة الرئة وإلى الشُّعب الهوائية عبر البخاخ. ومشتقات الكورتيزون مفيدة جدا في تهدئة حساسية الربو، ويمكن أخذها بالبخاخ. وحينما تُعطى بالبخاخ فإنها تُعطى بكميات ضئيلة جدا مقارنة بإعطائها على هيئة حبوب يتم تناولها عبر الفم. وعليه فإن دواء بخاخ الكورتيزون يحتوي على كميات ضئيلة منه، وبالتالي آثاره الجانبية أقل بكثير بالمقارنة مع الحبوب. ولو فرضنا، أن هذه الطريقة العلاجية لم تسيطر على حالة الربو، فإن الأهمية هي لتحقيق هذه السيطرة الضبط لتهيج حساسية الربو. وحينها يكون الأولى والأفضل والأقل ضررا، تناول حبوب الكورتيزون لو رأى الطبيب أنها الوسيلة لعلاج الحالة. والسبب أن تداعيات نوبات الربو على الأم وعلى الجنين وعلى الحمل، تفوق تداعيات تناول هذه الحبوب. ولذا تتناول الحامل تلك الحبوب إذا رأى الطبيب ضرورة ذلك، ولو طلب أن يستمر تناولها لفترة أسبوع أو أسبوعين.

* العلاج بالأشعة وسرطان الثدي

* عمري 45 سنة، وتمت إزالة ورم خبيث من الثدي الأيمن لدي. وذكر الطبيب أن الورم كان موضعيا في قنوات الثدي، وأنه تمت إزالته بالكامل، وأنه لم يصل إلى الغدد في الإبط. وطمأنني كثيرا، ولكنه ينصحني بتلقي علاج بالأشعة على ذاك الثدي. سؤالي: ما دام الورم قد أزيل بالكامل، فهل هو ضروري؟

ز. خ. - الرياض.

- هذا ملخص رسالتك والتقرير الطبي المرفق به، وحالة الورم الموضعي والمحدود الوجود في قنوات الثدي فقط، من الحالات الشائعة بين بقية أنواع ومراحل سرطان الثدي. ومن الإيجابي جدا أنه تم اكتشافه لديك في وقت مبكر، ومن الإيجابي جدا أنه تمت إزالته بالكامل. ومعنى هذا التشخيص الذي ذكره التقرير الطبي لك، أن الورم الخبيث كان فقط في الثدي، وفي قنوات تلك المنطقة التي تم اكتشافه فيها. أي أنه لم ينتشر إلى الأنسجة المحيطة بالقنوات، ولم ينتقل إلى أي مكان خارج الثدي.

وغالبا ما يكتفي أطباء الأورام في معالجة هذا النوع بإزالة الورم جراحيا، وبفحص أنسجة المنطقة المحيطة به للتأكد من عدم وجود خلايا سرطانية فيها. وإذا تأكد الطبيب من سلامة الأنسجة المحيطة، لا يلجأ إلى العلاج بالأشعة. وبالتالي تتم المتابعة الدورية للتأكد من ضمان عدم وجود أي أورام متبقية.

ومن الأطباء من يتبنى استكمال العلاج، أي بعد العملية الجراحية لاستئصال الورم وتأكيد سلامة الأنسجة المحيطة، وذلك بإضافة العلاج بالأشعة لضمان تأكيد الشفاء والخلو مستقبلا من أي احتمالات لعودة نمو الورم. ومن الصعب الجزم بما هو الأفضل على المدى البعيد. ولكن علينا تذكر أن الهدف في النهاية هو ضمان الشفاء وعدم تكرار ظهور الورم. ولذا قد يرى الطبيب المعالج ضرورة تلقي العلاج بالأشعة في ظروف معينة، مثل الحرص على ضمان عدم عودة نشوء الورم، أو أن تكون المرأة في الأصل لديها احتمالات مرتفعة للإصابة بسرطان الثدي، أي مثلا أن يكون لديها إحدى القريبات، كالأم أو الأخوات أو الخالات، التي أصيبت بسرطان الثدي. أو أن العملية الجراحية تمت في مركز طبي غير متقدم في إجراء العمليات الخاصة باستئصال أورام الثدي، أو أنها غير متقدمة في الفحص الدقيق للأنسجة، أو غيرها من القدرات المهمة للجزم بضمان استئصال الورم وعدم تبقّي أي خلايا سرطانية بعد العملية الجراحية.

وعليه، فإن الأفضل اتباع نصيحة طبيبك الخاصة بتلقي العلاج بالأشعة، والتي لا تعني عدم طمأنتك بقدر ما تعني حرصه الشديد على تحقيق ضمان سلامتك مستقبلا.

استشاري باطنية وقلب مركز الأمير سلطان للقلب في الرياض