بين الخطأ والصواب

د. عبد الحفيظ خوجة

TT

طفح الحفاظات.. واستشارة الطبيب

* من المشكلات الصحية الشائعة عند الأطفال الرضع وما دون سن الثانية تكرار الإصابة بطفح الحفاظات (diaper rash) الذي يسببه نوع من البكتيريا اللاهوائية التي تنشط في وجود الحفاظة، وتتطور في بعض الحالات محدثة تسلخات والتهابات شديدة.

ومن الأخطاء الشائعة عند التعامل مع هذه الحالة استخدام الكريمات (الدهانات) الملطفة والمضادة للالتهابات المتوفرة في المنزل، التي قد يحتوي البعض منها على أحد مركبات «الكورتيزون» وبنسب عالية لا تناسب عمر الطفل مما يعرضه لمضاعفات أخطر من المشكلة الأساسية.

طفح حفاظة الأطفال، عادة ما تتم إدارته وعلاجه في المنزل بوسائل بسيطة، من أهمها الاستغناء عن الحفاظة لبعض الوقت عدة مرات في اليوم لتمكين الأكسيجين من مقاومة البكتيريا المسببة، ويمكن أيضا وضع بودرة التلك على مكان الالتهاب.

يحذر أطباء الأسرة والمتخصصون في طب الأطفال من الانتظار طويلا إذا لم تكن هناك استجابة أو تحسن للحالة، وينصحون باستشارة طبيب الأطفال، خصوصا إذا توفرت العلامات التحذيرية التالية:

* إذا تطور الطفح الجلدي إلى ظهور تقرحات صغيرة أو بثور.

* إذا لاحظت الأم وجود حمى أو عقيدات أو ما يشبه المطبات ترافق الطفح.

* إذا كان الرضيع لا يبدو في حالة جيدة أو أنه فقد بعض الوزن.

* إذا انتشر الطفح الجلدي لخارج منطقة الحفاظات، بما في ذلك فروة الرأس والوجه، أو حدثت تسلخات.

* إذا لم يتحسن الطفح الجلدي مع استمرار العلاج الأولي في المنزل بعد أسبوع.

* إذا كان عمر الطفل 6 أسابيع أو أقل.

العملية القيصرية آخر الحلول

* من الأخطاء الشائعة كثرة التكهنات والتنبؤات حول المرأة الحامل وكيف تكون ولادتها، مقارنة بما حصل لإحدى قريباتها مثلا، مما يجعلها في تفكير وقلق وخوف مما سيحصل لحظة الولادة.. ومن ذلك وضع الجنين في رحم أمه وما قد ينجم عنه من صعوبة أثناء الولادة.

يتغير وضع الجنين في بطن أمه إلى أن يستقر ويتهيأ للخروج برأسه، وهذا هو الوضع الطبيعي للولادة، وهو أكثر الأوضاع شيوعا. وما عدا ذلك يعتبر وضعا غير طبيعي.

وقد يحدث العكس بأن يتهيأ الجنين إلى النزول بالمقعدة بدلا من الرأس، ويتم تحديد وتشخيص ذلك بواسطة الطبيب بالفحص الإكلينيكي، ثم بالفحص بالموجات فوق الصوتية.

تشير تقارير أطباء النساء والتوليد إلى أن مولود المؤخرة أو المقعدة هو أكثر شيوعا في الحالات التالية:

* لدى الأم ذات الولادات المتعددة، حيث تكون عضلات البطن وجدار الرحم مترهلة مما يسمح للجنين باتخاذ أوضاع غير طبيعية أثناء الحمل والولادة.

* الأم الحامل بأجنة متعددة.

* الأم التي لديها عيوب خلقية في الرحم مثل الرحم ذي القرنين.

* الأم التي لديها زوائد غير عادية مثل أورام الرحم الليفية.

* أن تكون كمية السائل الأمنيوسي المحيط بالجنين زائدة أو ناقصة عن الطبيعي.

* أن تكون المشيمة في غير مكانها العادي، كأن تقع كليا أو جزئيا على مخرج الرحم فتقفل فتحة الخروج، أو أن تكون في وضع «المشيمة المنزاحة» وتعرف طبيا بـ«placenta previa».

* أن تكون الولادة مبكرة، أي قبل إتمام 40 أسبوعيا.

* وفى بعض الأحيان لا يكون هناك سبب واضح لاتخاذ الجنين وضعا غير طبيعي داخل الرحم.

إن التشخيص المبكر لوضع الجنين داخل رحم أمه يتيح فرصة أفضل للطبيب لاتخاذ أفضل حلول التوليد التي يكون آخرها الولادة القيصرية في حالة وضع النزول بالمقعدة، وهى أكثر أمانا من الولادة المهبلية وأقل تأثيرا على الأم وعلى الجنين معا.

وسائل للتلطيف من ألم الـ«هربس»

* من أمراض هذا العصر الشائعة الإصابة بتقرحات وبثور في أماكن مختلفة من الجسم، تسببها مجموعة من الفيروسات المختلفة، تدعى «هربس». هذه الإصابة تكون عادة مؤلمة، حيث تصيب في الغالب داخل الفم وما حول الشفتين أو بالقرب من الأعضاء التناسلية، وأحيانا تصيب جميع أنحاء الجسم. ويعد هذا الفيروس شديد العدوى ويمكن أن ينتشر بسهولة عن طريق ملامسة الجلد.

ومن الأخطاء الشائعة لدى الكثير من المصابين عدم الإلمام بطريقة العدوى بهذا المرض، وعليه، فهم لا يمتنعون عن تقبيل الآخرين، وخصوصا الأطفال، فتنتقل إليهم العدوى وتظل ملازمة لهم مدى الحياة. ومن الاعتقادات الخاطئة النصح بعدم الاستحمام حتى زوال هذه البثور والقروح، وأيضا عدم لمس الماء لها.

الأكاديمية الأميركية لطب الأسرة تقدم بعض الاقتراحات لوسائل بسيطة يمكن استخدامها للمساعدة في تهدئة ألم هذه البثور والقروح، نذكر منها ما يلي:

* على المريض أن يتناول أحد مسكنات الألم مثل «إيبوبروفين» أو «أسيتامينوفين».

* عليه أن يأخذ حماما فاترا باستمرار وتكرار.

* عليه أن يضع كمادات (منشفات) رطبة على الأجزاء المصابة بالقروح، ويمكن أن تكون باردة أو دافئة.

* يجب المحافظة على المناطق المتضررة نظيفة وجافة.

* ارتداء الملابس الداخلية القطنية والملابس الواسعة الفضفاضة منعا من احتكاكها بالمناطق المصابة.

الـ«هربس»، ليس له علاج شاف، ما عدا المسكنات وبعض المستحضرات التي تساعد على تخفيف حدة المرض وتقليل فرص عودته. ولعل الوسيلة المثالية لتجنب الإصابة بالمرض هي عدم ملامسة أي شخص مصاب بالـ«هربس» أو الاتصال الجسدي به.

* استشاري في طب المجتمع ـ مدير مركز المساعدية التخصصي ـ مستشفى الملك فهد بجدة