استشارات

د. حسن محمد صندقجي

TT

الفطريات والجنس

* متى يمكن العودة لممارسة الجنس بعد علاج فطريات المهبل أو التهابات البول؟

سمراء. و ـ جدة.

- الالتهابات الفطرية في المهبل لا تصنف طبيا ضمن الأمراض الجنسية المعدية. ولكن من الأفضل تحاشي ممارسة العملية الجنسية إلى حين الفراغ من معالجة الحالة والتأكد من زوال الالتهاب الفطري، لأن اللقاء الجنسي سيتسبب في الألم أو عدم الراحة في أثنائه، وربما يعوق إتمام زوال الالتهاب.

والفطريات في الأصل موجودة بشكل طبيعي في المهبل، ولكن بكميات ضئيلة. وعند تكاثرها بشكل كبير، تتسبب في الحكة وفي إفراز سائل أبيض ذي قوام ثخين نسبيا. وهناك عدة مثيرات لهذا التكاثر؛ منها تناول المضادات الحيوية لمعالجة التهابات الجهاز التنفسي أو غيره، أو ارتداء ملابس داخلية ضيقة مصنوعة من مواد صناعية غير طبيعية. والعلاج ممكن، ويتطلب فترة بين 3 و7 أيام.

«الوارفرين» وسن اليأس

* عمر والدتي 57 سنة. وسبق أن أجريت لها عملية استبدال صمام معدني صناعي بالصمام الميترالي الطبيعي قبل عشر سنوات. وهي تتناول عقار «وارفرين» لسيولة الدم. ولا تزال تظهر لديها الدورة الشهرية. والسؤال: هل يتسبب هذا العقار في تأخير بلوغ سن اليأس أو أي اضطرابات هرمونية.

مها. ف - الرياض.

- «وارفرين» عقار يتم وصف تناوله لمن تحتاج حالتهم الصحية زيادة سيولة الدم ومنع تخثره وتجلطه بشكل طبيعي، أي من يحتاجون لزيادة أكثر من اللازم في ميوعة سائل الدم. وإحدى تلك الحالات، هو ما لدى والدتك، أي تركيب صمام معدني. ومن المهم إدراك أهمية الحرص على تناول هذا العقار من أجل إبقاء سيولة زائدة للدم، وذلك حفاظا على سلامة الصمام المزروع، وسلامة قلبها وعمله بشكل طبيعي.

ومن المعلوم أن الدم يتجلط ويتخثر بسهولة عند ملامسته لسطح أي معدن. وبرفقة هذا الحرص على التناول، يكون الحرص على ضبط نسبة الزيادة في سيولة الدم، أي ضبط كمية عقار «وارفرين» الذي تتناوله. وذلك لتحقيق الفائدة المرجوة من دون تعريضها لخطر سهولة النزف في مناطق مهمة بالجسم، أي في المعدة واللثة والأمعاء والجلد والعينين والأنف وغيرها. وهذا الضبط يقوم به الطبيب بعد مراجعته لنتائج تحليل الدم الخاص بالتخثر.

وفي كثير، أو قليل، من الأحيان، تحصل زيادة في كمية دم الحيض الذي يخرج خلال مرحلة النزف من الدورة الشهرية. والنسوة يختلفن في هذا. ولكن لا يعرف أن عقار «وارفرين» له تأثير على تأخير بلوغ سن اليأس، أو حصول اضطرابات في مواعيد ومدة أيام الحيض، أو التسبب في أي اضطرابات هرمونية مرتبطة بالشأن الأنثوي لدى المرأة. وما يهتم به الأطباء عادة كآثار مستقبلية محتملة لطول مدة تناول عقار «وارفرين»، أي لكثير من السنوات، هو التأكد من صحة العظم واستمرارية بنيته قوية بصفة طبيعية.

وهناك عدة عوامل مؤثرة في تبكير أو تأخير بلوغ سن اليأس، كالوراثة وغيرها. والمعدل الطبيعي هو نحو سن 51 سنة، وبعض النساء لا يحدث لديهن ذلك إلا في منتصف فترة الخمسينات من العمر. وإذا كانت ثمة اضطرابات في كمية الدم وطول مدة الحيض، فإن مراجعة الطبيب ضرورية للتأكد من أن الأمور في الجهاز التناسلي على ما يرام ويتوقع.

ضغط الدم بين العضدين

* أقيس ضغط الدم في المنزل، هل من الطبيعي اختلاف القياس بين العضد الأيمن والأيسر؟

أشرف - القاهرة.

- ضغط الدم الطبيعي هو ما دون 140 ملم زئبق للضغط الانقباضي، وما دون 89، للضغط الانبساطي، أي أقل من 140/89 ملم زئبق. وهناك اختلاف طفيف وطبيعي بين قراءة قياس ضغط الدم في العضد الأيمن وقياسه في العضد الأيسر. وهذا الاختلاف الطفيف في حدود 5 مليمترات زئبق أو أكثر قليلا. كما أن الممكن اختلاف ضغط دم الإنسان بين دقيقة وأخرى، نتيجة لعدة عوامل، عند القياس في العضد نفسه.

الذي يتطلب تنبها واهتماما، هو حينما يكون الاختلاف أكثر من 20 مليمتر زئبق للضغط الانقباضي، أو أكثر من 10 مليمتر زئبق للضغط الانبساطي، بين العضد الأيمن والأيسر. وهو ما يستدعي استشارة الطبيب. زيادة إفراز العرق

* عمري 39 سنة. لاحظت تغيرا في رائحة الإبط، بشكل لم أعرفه عن نفسي من قبل، هذا على الرغم من اهتمامي بالنظافة. كما أن استخدامي لأنواع قوية من مزيلات رائحة العرق لا يفيد إلا لوقت قصير. ويتسبب هذا الأمر بالإحراج الكبير لي مع زوجي ومع الناس. بماذا تنصح؟

راغدة. م - لبنان.

- هذا ملخص سؤالك. ولاحظي معي أن هناك نوعين من الغدد العرقية في جلد الجسم؛ النوع الأول، موجود في الأماكن المكشوفة، كالوجه والذراعين والساقين. والنوع الثاني موجود في مناطق الإبط وما تحت الثدي ومنطقة الأعضاء التناسلية وما حول فتحة الشرج.

وفي الأصل، فإن تركيب سائل العرق لا رائحة له، سواء في الغدد من النوع الأول والثاني، ولكن هناك عاملان مهمان في إعطاء رائحة للعرق، وهما نوعية المأكولات التي يتناولها الشخص، وتفاعلات البكتيريا مع مركبات موجودة فقط في عرق النوع الثاني من الغدد العرقية، أي الموجودة في جلد الإبط والأعضاء التناسلية. وهذه المواد هي عبارة عن دهون، تفرزها الغدد العرقية للإبط والمناطق التناسلية وما تحت الثدي. ولأن هناك بكتيريا تعيش بشكل طبيعي على سطح جلد تلك المناطق الجسم، فإن تفاعل البكتيريا مع الدهون الخارجة ضمن سائل العرق يؤدي إلى تكوين مركبات كيميائية ذات رائحة غير محببة. وعليه، فإن ما يساعد على حصول هذه التفاعلات، وظهور رائحة للعرق، هو أمران؛ الأول وجود بيئة رطبة ودافئة، أي إفراز وتراكم كميات كبيرة من العرق من دون تجفيفها سريعا. والثاني وجود كميات كبيرة من البكتيريا، خاصة مع وجود الشعر.

ولذا، فإن المعالجة لرائحة العرق تبدأ من ثلاثة أمور؛ الأول تجفيف العرق بسرعة، عبر امتصاص الملابس الداخلية له، وأفضلها المصنوعة من القطن الطبيعي، من دون الألياف الصناعية. والثاني، تنظيف جلد تلك المناطق، لإزالة تراكمات البكتيريا. والثالث، إزالة الشعر الزائد.

وإذا لم تفلح هذه الوسائل، يكون اللجوء إلى مستحضرات تحتوي على مواد مانعة لإفراز العرق Antiperspirants، وليس المستحضرات التي تحتوي فقط على مواد عطرية تعادل الرائحة غير المحببة للعرق. وقد يستفيد البعض من حقن مادة «بوتوكس» لخفض نشاط الأعصاب التي تثير إفراز العرق. كما أن ثمة أدوية تعمل على خفض نشاط تلك الشبكات العصبية الخاصة بإفراز العرق. وقد يتطلب الأمر في مراحل متقدمة من زيادة إفراز العرق، اللجوء إلى الحل الجراحي أو الكيميائي في منطقة الإبط لإزالة الأعصاب والتراكيب الأخرى المتسببة في إفراز العرق.

هذا من جانب، ومن جانب آخر يحتاج الأمر مراجعة الطبيب لمعرفة سبب زيادة إفراز العرق بشكل طارئ وغير معهود لديك. ذلك أن ثمة أدوية واضطرابات عضوية وعصبية قد تتسبب لدى البعض في زيادة إفراز العرق.

* استشاري باطنية وقلب ـ مركز الأمير سلطان للقلب في الرياض