أدوية شائعة.. في قائمة المنشطات الممنوعة

تطوير مستوى ثقافة اللاعبين مهم للفوز في المنافسات

TT

مع دخول أنشطة المنافسات الرياضية عالم بزنس «مئات المليارات»، من أوسع الأبواب، ارتفعت بشكل لم يسبق له مثيل في التاريخ أهمية ضبط ورصد استخدام اللاعبين للمواد الكيميائية التي توصف بأنها «منشّطات رياضية».

وفي حمى المنافسات الرياضية تلك، وفي خضم ضغوطها الهائلة على الرياضيين، ونتيجة لتوقف ربح أو خسارة ملايين الدولارات على «فوز» اللاعب أو مجموعة من اللاعبين، ينهار الكثير منهم ومن مدربيهم، أمام «سحر» التأثيرات المنشّطة لتناول أو تعاطي أحد أنواع «المنشّطات الرياضية».

وفي الكثير من دول العالم، لا يتوفر لدى بعض اللاعبين الرياضيين فهم «ثقافة اللاعب» وإدراك أهمية معنى كونه «شخصا رياضيا» ضمن المجتمع الرياضي العالمي، والمسؤوليات المترتبة على ذلك. وتعتبر قائمة «العقاقير المنشّطة» المحظورة أحد الأمثلة لما على اللاعبين والمدربين والمسؤولين في الوسط الرياضي، فهمها وإدراك الكثير من جوانبها التوضيحية.

ويشير كثير من المصادر الطبية والرياضية والاقتصادية، إلى أنه لولا وجود هيئات عالمية معنية بضبط ورصد استخدام تلك المنشّطات anti - doping، ولولا تطبيق الفحص العشوائي على اللاعبين والعقوبات بحق المخالفين للأنظمة والقوانين الخاصة بالمنشّطات الرياضية، فإن «قلة» فقط من اللاعبين الرياضيين ستتجنب تعاطيها واستخدامها. أما غالبية الرياضيين، في المنافسات الفردية أو الجماعية، فستلجأ إليها لا محالة، إما للاستفادة المباشرة منها ابتداء في رفع مستوى القدرة والأداء، أو لمجارة استخدام الغير لها في تلك المنافسات.

وإضافة إلى تأثيراتها السلبية على نزاهة النتائج، بكل التداعيات الإعلامية والرياضية والاقتصادية والأخلاقية والاجتماعية، فإن هناك تأثيرات سلبية بدنية ونفسية وصحية تطال بشكل مباشر اللاعبين المستخدمين لها أنفسهم، وبشكل غير مباشر تطال غيرهم من اللاعبين في الوسط الرياضي برمته.

ومن الضروري لجميع الناس إدراك أن عبارة «المنشّطات الرياضية المحظورة» لا تعني تلقائيا أن تلك المواد ضارة بالجسم في المطلق. بل هناك من أنواع تلك المواد ما هو في الأصل أدوية يستخدمها الأطباء على نطاق واسع في معالجة حالات مرضية شائعة جدا بين الناس، مثل الربو ونزلات البرد وارتفاع ضغط الدم وضعف القلب وأمراض صمامات القلب وغيرها.

* تسلسل تاريخي طبي

* لملاحظات الوسط الرياضي والطبي وجود مواد يتم استخدامها بالفعل من قبل اللاعبين تاريخ طويل، ووفق ما تشير إليه نشرات «الوكالة الدولية لمكافحة المنشّطات»، تمت في عشرينات القرن الماضي ملاحظة ضرورة ضبط تناول اللاعبين للمنشّطات الرياضية.

ومع بدء توفر الهرمونات بطرق صناعية في الثلاثينات، ازدادت المشكلة تعقيدا على حد قول الوكالة. وفي تلك الأثناء صدرت تصريحات من بعض المنظمات الرياضية بتحريم تناول بعض أنواع المنشّطات، إلاّ أن المشكلة وفق ما ذكرته الوكالة كانت في تطبيق إجراءات الفحص على اللاعبين. وبدأ التنبه للأمر في دورة عام 1960 للألعاب الأولمبية في روما، عند وفاة أحد اللاعبين الدانمركيين لسباقات الدراجات الهوائية جراء تعاطيه مادة «أمفيتامين» خلال المنافسات. وصدرت أولى اللوائح لقائمة الأدوية المنشّطة الممنوعة عن اللجنة الأولمبية في عام 1968 قبل دورة المكسيك.

ومع انتشار استخدام منشّطات الستيرويدات في السبعينات، وبخاصة في منافسات ألعاب القوى ورفع الأثقال، كانت الصعوبة آنذاك في عدم توفر تحليل طبي للكشف عن تعاطي اللاعبين لها. وحينما توفر ذلك التحليل في عام 1974، أضافت لجنة الألعاب الأولمبية تلك المواد إلى قائمة الممنوعات.

واستمرت المشكلة في السبعينات والثمانينات والتسعينات، نتيجة لتفنن اللاعبين ومن يساندون تدريبهم، في اللجوء إلى أنواع جديدة وغير مسبوقة من المواد الكيميائية ذات التأثيرات المنشّطة للأداء الرياضي والرافعة لقدرات التحمل. ووصلت الأمور إلى عمليات نقل خلايا الدم، وإعطاء هرمون تنشيط إنتاج خلايا الدم الحمراء. وهو ما أضيف في عام 2000 إلى قائمة الأدوية المنشّطة الممنوعة.

واستمرت مشكلة استخدام هرمون النمو البشري (hGH) المحظور رياضيا، الذي يتزايد استخدامه في أثناء المباريات وخارجها، إلى أن توفر الفحص الخاص به في عام 2004.

وقبل دورة أولمبياد بكين الماضية، عرضت مجلة «صحتك» في «الشرق الأوسط» لمحاولات كثير من المعنيين في شأن محاربة المنشّطات الرياضية، إضافة عقّار «فياغرا» إلى قائمة الأدوية الممنوعة تلك، وذلك بعد انتشار تناول الرياضيين له نظرا إلى تأثيراته على رفع قدرات الرئة على التنفس وتحميل الدم بمزيد من الأوكسجين. وهو الأمر الذي لم يتم الاتفاق عليه بعد.

* جهود متأخرة والجهود العلمية والطبية والرياضية والإعلامية، تحتاج أن تكون، وباستمرار وبلا أدنى تهاون، على مستوى عال من اليقظة والأداء الصارمين للحيلولة دون أي انتشار لاستخدام تلك المواد الكيميائية في ما بين أوساط اللاعبين، بغض النظر عن مستوى المنافسات الرياضية أو نوعية الألعاب أو تأثيرات نتائجها الرياضية. ذلك أن الخطأ يظل خطأ، والضرر يظل ضررا، «ومن شبّ على شيء شاب عليه».

ومن المثير للاستغراب، عند قراءة تاريخ الجهود الطبية الرياضية في مجال «المنشّطات»، أن العالم أفاق متأخرا جدا. ذلك أن عمر القوانين والهيئات المعنية بضبط ورصد تعاطي المنشّطات الرياضية، هو عمر قصير.

* وتحديدا، على الرغم من عمر عشرات السنين للألعاب الأولمبية، صدر عن اللجنة الدولية للألعاب الأولمبية IOC «إعلان لوزان» في سويسرا في نوفمبر (تشرين الثاني) 1999، بغية تطوير وتنظيم ومراقبة جهود محاربة استخدام وتعاطي المواد الكيميائية المنشّطة في الألعاب الرياضية. وعام 2001، تم إنشاء ما يعرف اليوم بـ«الوكالة الدولية لمكافحة المنشّطات» الرياضية WADA، وهي منظمة دولية مدعومة من الاتحادات الرياضية العالمية وحكومات مختلف دول العالم، واتخذت من مدينة مونتريال الكندية مقرا رئيسيا لها. وفي عام 2004 تم وضع «القانون الدولي لمكافحة المنشّطات» World Anti - Doping Code. وهو القانون الذي يتبنى اتباعه أكثر من 600 من الاتحادات الرياضية العالمية والمحلية في مختلف مناطق العالم. والأهداف الرئيسة من هذا القانون:

- حماية الحق الأساسي للرياضيين، الذي يتمثل في المشاركة في الرياضات الخالية من المنشّطات.

- الارتقاء بالمستوى الصحي وتعزيز العدل والمساواة بين الرياضيين.

- ضمان وجود برامج متوافقة وفعالة لمكافحة تعاطي المنشّطات على المستوى الدولي.

وأقوى المنظمات العالمية لمحاربة المنشّطات الرياضية هي «اجتماع اليونسكو الدولي ضد المنشّطات في الرياضة» The UNESCO International Convention against Doping in Sport. وهو الاجتماع الذي تم لأول مرة في عام 2005، وكان آنذاك ذا طابع اختياري في انضمام الدول إليه. ثم أصبح إجباريا على الدول المنضمة بالأصل لليونسكو بحلول عام 2007. ويضم الاجتماع اليوم أكثر من 130 دوله، وتتبنى اليونسكو نفس القانون المتقدم الذكر، ولكنها تسهم بشكل أكبر وأقوى في تطبيق بنوده والالتزام من قبل الدول في العالم به.

* مسؤولية اللاعب

* وأحد العناصر المهمة في شأن استخدام العقاقير المنشّطة، ما أشارت إليه صراحة «الوكالة الدولية لمكافحة المنشّطات» بقولها: «اللاعب مسؤول في النهاية عما يبتلعه أو يحقنه أو يضعه على جسمه». وهنا يأتي الفهم الواعي والصحيح لمعنى مشاركة اللاعب في أنشطة الوسط الرياضي. ولذا يحتاج الرياضيون كافة أن يطرحوا على أنفسهم أسئلة متوقعة كي لا يجازفوا بمستقبلهم الرياضي. وإذا لم يستطع اللاعب أن يتأكد 100% من المحتويات أو من حالة أي مادة يتناولها، فعليه أن يسأل، وإن لم يتلقَّ إجابة فعليه أن لا يتناولها.

وتشير إصدارات الوكالة إلى أن شأن الرقابة لا يختص فقط بالرياضيين المتبارين في الألعاب الأولمبية أو البارالمبية أو البطولات العالمية. بل لدى كثير من البلدان والاتحادات الدولية برامجها الخاصة لمكافحة المنشّطات. وهو ما يعني أن اللاعب إذا كان جزءا من أي فريق وطني، فإنه يجوز أن يتم فحصه في أثناء المنافسة أو خارجها، سواء في المنزل أو مكان التدريب. وليس هناك «أقصى عدد» لفحص اللاعب خلال السنة.

ولا يُستثنى اللاعبون المعوقون من هذه الأنظمة. ولكن إذا تطلبت الإعاقة تناول بعض أنواع الأدوية، فعليهم إبلاغ السلطات المختصة بالأمر وأخذ موافقتها بالإعفاء بناء على النصيحة الطبية المعطاة لهم.

* اللاعب والأطباء قائمة العقاقير التي تصنف بأنها «منشّطة» ويحظر على اللاعبين تناولها، تشمل أدوية يستغرب الكثيرون، حتى من الأطباء، أنها ضمن تلك المجموعة. وهناك أدوية بسيطة كأدوية نزلات البرد وبخاخات معالجة الربو وأدوية إدرار البول وهرمون الأنسولين وبعض أدوية علاج ارتفاع ضغط الدم وغيرها. وعليه يجب أخذ جانب الحذر والحيطة حتى عند الإصابة بأبسط الحالات المرضية، مثل نزلات البرد. وتقول الوكالة: «إذا كنت مصابا بنزلة البرد أو الزكام أو حمى الحساسية من القش، لا تأخذ أي أدوية أو مادة دون أن تتأكد أولا أنها لا تحتوي على مادة محظورة، حتى لو وصفها الطبيب لك. وأنه يمكن أن يعاقب الطبيب أو المدرب الذي يشجع أو يساعد اللاعب على تناول أحد المواد المحظورة، إذا أثبتت التحاليل إيجابية ذلك».

ولذا تؤكد الوكالة على ضرورة إبلاغ اللاعب للطبيب المعالج أنه قد يخضع في أي وقت للفحص، وأن عليه أن لا يستخدم مواد محظورة على الرياضيين. ومن المهم، على حد قول الوكالة، أن يعرف الطبيب أن عليه إعطاء اللاعب أدوية بديلة عن تلك المدرجة ضمن القائمة المحظورة. وإن لم يكن ممكنا، فعليك أن تطلب إعفاء للاستخدام العلاجي (TUE) من خلال اتحادك الدولي أو هيئة رياضتك الوطنية لمراقبة المنشّطات قبل أن تستخدم الدواء. وهناك إجراءات للتعامل مع الحالات الطارئة يجب أن يكون طبيبك أيضا على علم بها.

قائمة المحظورات لعام 2010 صدرت عن «الوكالة الدولية لمكافحة المنشّطات» مدونة قائمة عام 2010 للعقاقير المنشّطة المحظورة. ولقراءة مدونة القائمة علينا ملاحظة أنها تشتمل على نوعين من عناصر القوائم. الأول خاص بـ«المواد المحظورة» PROHIBITED SUBSTANCES، ويرمز إليها بحرف «S» باللغة اللاتينية. والثانية خاص بـ«الوسائل المحظورة» PROHIBITED METHODS، ويرمز إليها «M» بحرف باللغة اللاتينية. وثمة فروقات بين المواد والوسائل، تتضح خلال العرض.

كما يجب معرفة أن هناك فئة خاصة بالمواد والعقاقير المحظورة طوال الوقت على اللاعبين، سواء خلال المنافسات الرياضية أو خارج أوقات تلك المنافسات. بمعنى أنها محظورة على اللاعب طوال الوقت، بغض النظر عن أوقات موسم المنافسات أو خلال إجازته الخاصة أو أوقات تلقيه المعالجات بدواعي الإصابات والتي لا يلعب بداهة خلالها.

وفئة أخرى محظورة فقط خلال المنافسات الرياضية، ولا يمنع اللاعب من تعاطيها إذا شاء خارج تلك الأوقات. والمهم أن لا يحتوي جسمه عليها خلال أنشطة المنافسات الرياضية. والمستغرب في الأوساط الطبية أن المخدرات والحشيش هي من ضمن هذه الفئة وليست ضمن فئة المواد المحظور على اللاعبين تناولها أو تعاطيها في جميع الأوقات. وفئة رابعة من المواد المحظورة في بعض أنواع الألعاب الرياضية فقط، دون غيرها من المنافسات الرياضية الجماعية أو الفردية.

وعليه فلدينا أربع فئات رئيسية:

- المواد المحظورة طوال الوقت.

- الوسائل المحظورة طوال الوقت.

- المواد والوسائل المحظورة في أثناء المنافسات الرياضية بالعموم.

- المواد المحظورة في أثناء منافسات رياضية معينة.

المواد المحظورة طوال الوقت عناصر هذه المواد المحظورة تشمل:

* أولا: المواد البنائية ANABOLIC AGENTS، ويُرمز إليها بـ«S1» وهي قائمة تشمل أكثر من 60 عقّارا. وتنقسم إلى مجموعتين: المجموعة الأولى الستيرويدات الأندروجينية البنائية ASS anabolic androgenic steroids. وهي الأخرى على نوعين: الأول الستيرويدات الأندروجينية البنائية الخارجية المنشأ exogenous، أي التي تُصنع خارج الجسم. والثاني الستيرويدات الأندروجينية البنائية الداخلية المنشأ Endogenous، أي التي يتم إنتاجها داخل الجسم بفعل تناول اللاعب لمواد كيميائية معينة. المجموعة الثانية: مواد كيميائية أخرى ذات تأثيرات بنائية في الجسم.

* ثانيا: الهرمونات والمواد ذات الصلة بها Hormones and related substances، ويُرمز إليها بـ«S2» وتشمل هذه المجموعة نحو 20 من الهرمونات. وتنقسم إلى المجموعات التالية: هرمون تنشيط إنتاج خلايا الدم الحمراء erythropoietin (EPO) ، هرمون تنشيط النمو (growth hormone (hGH، هرمونات النمو الشبيهة بالأنسولين Insulin - like growth factors، عوامل ميكانو للنمو (Mechano growth factors) MGFs، وهرمون الأنسولين insulin، المستحضرات المشتقة من الصفائح الدموية PLATELET - DERIVED PREPARATIONS. وهناك هرمونان محظوران على الرجال فقط: هرمون المشيمة التناسلي chorionic gonadotropin، وهرمون اللوتنة لتنشيط إنتاج البويضة LUTEINIZING HORMONE.

* ثالثا: العقاقير من مجموعة نواهض تنشيط مستقبلات البيتا Beta - 2 agonists، ويُرمز إليها بـ«S3» وجميع المواد المنشّطة لمستقبلات البيتا هي مواد محظورة. وحتى الأنواع المستخدمة بشكل شائع جدا في الوسط الطبي لعلاج حالات الربو! ولذا يجب الحصول على استثناء علاجي لاستخدام اللاعب أدوية سالبيوتامول وسالميترول وتريبتولين وفورموتيرول. ويسمح للاعبين تعاطيها فقط عبر الاستنشاق. ومثلا بخاخ «فنتولين» المشهور ذو العبوة الزرقاء، والمحتوي على سالبيوتامول، يسمح به ضمن كمية لا تتجاوز يوميا 1600 ميكروغرام. أي كمية علاجية ضيقة!

* رابعا: عقاقير مناهضات وموضحات الهرمونات Hormone antagonists and modulators، ويُرمز إليها بـ«S4» وهي أربع مجموعات من الهرمونات والمواد الكيميائية ذات الصلة بالهرمونات والخصائص الجنسية الذكورية والأنثوية. والمجموعة الأولى تشمل مواد «المثبطات العطرية» الخاصة بإنتاج هرمون الأستروجين الأنثوي. والثانية تُدعى المواد «الموضحة انتقائيا لمستقبلات هرمون الأستروجين» الأنثوي. والثالثة عقاقير مضادة للأستروجين. والرابعة المواد «المعدلة لوظيفة المايوستاتين». وهذه المجموعة تُعتبر من العقاقير المعقدة والمتقدمة في محاولات تنشيط قدرات الجسم.

* خامسا: العقاقير المدرّة للبول والحاجبة Diuretics and masking agents، ويُرمز إليها بـ«S5» وهذه العقاقير تزيد من إنتاج الكلى للبول، وبالتالي زيادة التبول وإزالة المياه من الجسم. ويلجأ الرياضيون إليها لغايات عدة. ويتم منعها لسببين: الأول عملها على تقليل مقدار وزن الجسم خلال المنافسات التي تتطلب الهرولة والجري السريع، مما يزيد من قدرات اللاعب مقارنة بغيره. والثاني أنها تعمل على زيادة كمية البول مما يؤدي إلى تخفيف تركيز وجود المواد الكيميائية الممنوعة المراد الفحص عليها في البول. أي أنها تقلل تركيز تلك المواد، مما قد يخدع الهيئات الفاحصة للمنشّطات. وتشمل عشرة أنواع من مجموعات مدرات البول المتوفرة للتناول الطبي في الصيدليات.

الوسائل المحظورة طوال الوقت وهذه المجموعة تشمل ثلاثة أنواع:

* أولا: تعزيز نقل الأوكسجين ENHANCEMENT OF OXYGEN TRANSFER، ويُرمز إليها بـ«M1» وتشمل مجموعتين من الوسائل التي تعمل بالنتيجة على تنشيط وتحسين مستوى قدرة الدم والرئتين على حمل كمية أكبر من الأوكسجين، وبالتالي تزويد العضلات بالأوكسجين الذي يساعدها على زيادة القوة ومدة التحمل في أثناء أداء المجهود البدني. والمجموعة الأولى هي «تنشيط الدم» باستخدام إما نقل الدم الذاتي AUTOLOGOUS، أي المأخوذ في السابق من اللاعب والمحفوظ ليعطى له مرة أخرى قبل حصول المشاركة في المنافسات الرياضية، وإما بنقل الدم المأخوذ من شخص آخر. أو بنقل منتجات خلايا الدم الحمراء أيا كان مصدرها.

والمجموعة الثانية تشمل وسائل التقوية الاصطناعية لعمليات امتصاص الأوكسجين ونقله وإيصاله إلى العضلات. وهناك قائمة طويلة من هذه الوسائل التي لا مجال للاستطراد في عرضها.

ومن هذه المجموعة التي تؤدي دورا شبيها، عقّار فياغرا، الذي يرفع من قدرات الرئة على تلقي الأوكسجين وتزويد الدم به. ولكن هذا العقّار حتى اليوم لا يصنف ضمن المحظورات على الرغم من انتشار تعاطيه من قِبل اللاعبين في المنافسات الرياضية العالمية.

* ثانيا: المعالجة الكيميائية الفيزيائية، ويُرمز إليها بـ«M2» وهي وسائل تهدف إلى التلاعب في العينات بهدف إدخال تغيير على كمال وصحة العينات. ومنها كذلك الحقن الوريدي لأي مواد أو سوائل، ما لم تكن هناك دواعٍ علاجية ملحّة.

* ثالثا: التنشيط الجيني، ويُرمز إليها بـM3.

ويحظر على اللاعبين الرياضيين في أي وقت استعمال الخلايا أو الجينات أو العناصر الجينية، أو لتعزيز التعبير الجيني بغية تعزيز القدرات لدى اللاعبين. وهذا مجال معقد للاستخدامات التي تدار من قِبل المختبرات والمصحات الخاصة لاستخدام الخلايا أو المواد الكيميائية.

* المواد والوسائل المحظورة.. خلال المنافسات الرياضية العامة

* تشمل هذه الفئة أربع مجموعات:

* أولا: المنبهات والمنشّطات Stimulants، ويُرمز إليها بـ«S6» ويحظر استعمال جميع المنبهات والمنشّطات، وهي مواد تتسبب في التنبيه المباشر للجهاز العصبي المركزي، وزيادة تدفق الدم في القلب وبقية الجسم، وزيادة عدد نبضات القلب. وتُستثنى مواد قليلة جدا من هذه المجموعة، مثل الكافيين الموجود في القهوة والشاي ومشروبات الكولا وغيرها. وكذلك هناك ضوابط لمادة «أدرينالين» عند الاستخدام الموضعي فقط.

وهناك أيضا مادة «إيفدرين» ومادة «ميثايل إيفيدرين»، التي توجد في الأدوية المضادة للاحتقان لعلاج نزلات البرد. وهي المادة التي تم رصدها في السابق لدى اللاعب الأرجنتيني لكرة القدم مارادونا. ولا تحظر هذه المادة بالمطلق إلا إذا ما لوحظ زيادة نسبتها في عينة البول عن مقدار 10 ميكروغرامات/ مليلتر. وهناك غيرها من الاستثناءات المحدودة التي تتطلب مراجعة مباشرة لقائمة العقاقير الواردة تحت هذا العنوان في تقرير الوكالة المتقدمة الذكر.

وبإمكان هذه المواد العمل على تخفيف الشعور بالتعب، وخفض مستوى الشهية للأكل، وزيادة مستوى التنبه والشراسة.

ومن آثارها الجانبية زيادة العصبية والتوتر وبخاصة خلال الألعاب التي تحتاج إلى هدوء وتركيز في أثناء الأداء. كما تتسبب في الأرق وصعوبات الدخول إلى مرحلة النوم العميق والهادئ. إضافة إلى بدء الإدمان عليها من قبل الرياضيين المتعاطين لها باستمرار.

* ومن الآثار الجانبية الأخرى المهمة:

- خفقان القلب واضطرابات نبض القلب.

- فقد الوزن.

- رجفة وارتعاش اليدين.

- ارتفاع متوسط في ضغط الدم.

- الهلوسة.

- نوبات التشنج العصبي.

- نوبات الجلطة القلبية وغيرها من اضطرابات جهاز القلب والدورة الدموية.

* ثانيا: المخدرات وقنبيات الحشيش Narcotics and cannabinoids. ويرمز إليها بالترتيب بـ«S7»، و«S8» وأنواعها كثيرة مثل الكوكايين والمورفين وحشيش القنب الهندي والماريغوانا وغيرهم. والمستغرب أن ما يهم «الوكالة الدولية لمكافحة المنشّطات» في الأمر ليس حماية اللاعبين من الانغماس في وحل المخدرات والحشيش بقدر اهتمامها بالتأثيرات المسكنة للألم لهذه المواد المخدرة، وبالتالي رفع قدرة اللاعب على تحمل آلام الإصابات وإكماله للمباراة على الرغم من ألم الإصابة! مع ملاحظة أن مادة «كوديين» المسكنة للألم والمسكنة للسعال، والموجودة ضمن بعض أنواع شراب الكحة أو كوكتيل أدوية باراسيتامول، ليست محظورة.

* ثالثا: مواد الغلوكوكورتيكوستيرويدات Glucocorticoids، ويُرمز إليها بـ«S9»

* هي مواد محظورة سواء عن طريق الفم أو الحقن في العضل أو الحقن في الوريد أو عبر تحميله في الشرج. ونظرا إلى الاستخدامات الطبية العلاجية الواسعة لها في معالجة حالات مرضية شتى، فإن تناولها من قِبل اللاعبين يحتاج إلى استثناء خاص. أما استخدمها كمستحضرات على الجلد، لعلاج الحساسية مثلا، أو كقطرات في العين أو الأذن أو الأنف أو اللثة أو المنطقة المحيطة بفتحة الشرج، كما في علاج البواسير والشرخ وغيره، فإنها غير محظورة ولا تحتاج إلى أي استثناء أو إعفاء.

* المواد المحظورة.. خلال منافسات رياضية معينة

* هذه المواد محددة وخاصة PARTICULAR SPORTS لأنواع معينة من الممارسات الرياضية، الفردية أو الجماعية. وتشمل مجموعتين:

* أولا: الكحوليات ALCOHOL، ويُرمز إليها بـ«P1» ويُعتبر الكحول والمشروبات المحتوية عليه بنسب مختلفة، من المواد المحظور تعاطيها حال المشاركة في منافسات رياضية محددة. وهي الطيران والرماية بالسهام والسيارات ورمي الكرات المعدنية والكاراتيه والخماسي الحديث والدراجات النارية والقوارب الآلية.

* ثانيا: محاصرات البيتا BETA BLOCKERS، ويُرمز إليها بـ«P2»

* وهي أدوية تُستخدم لخفض ضغط الدم ومعالجة اضطرابات نبض القلب، كما تستخدم في معالجة ارتعاش اليدين، ولتخفيف حدة التوتر والأعراض البدنية له. وتعتبر محظورة ضمن منافسات معينة، مثل الطيران والرماية بالسهام والسيارات والبلياردو ورمي الكرات المعدنية والبريدج والكيرلينغ والجمباز والدراجات النارية والخماسي الحديث والبولينغ والقوارب ذات المحركات والزوارق الشراعية والتزحلق على الثلج أو الجليد والمصارعة.

* إضرار مواد الستيرويدات البنائية

* يتناول بعض الرياضيين وغيرهم، مواد هرمونات الستيرويدات البنائية، بغية زيادة حجم وقوة عضلات الجسم. ومن أشهرها هرمون «تستستيرون» testosterone الذكري. وهذا الهرمون بالذات يزيد من حجم العضلات في الجسم. وهو المسؤول عن سمات ومظاهر الذكورة، مثل ظهور الشعر في الوجه والصدر والأرجل، وكذلك عن خشونة الصوت التي يتميز بها الرجال. وغالبية الرياضيين المستخدمين لهذه النوعية من الهرمونات، يتناولونها على هيئة هرمونات صناعية. يتم تعاطيها عبر التناول بالفم أو كمستحضرات تدهن على الجلد.

وبالأصل، هناك دواع طبية محدودة جدا لوصف الأطباء لها في علاج حالات معينة لدى الرجال، وضمن كميات جرعات محددة، منعا لحصول أضرار أثارها الجانبية. ولكن الرياضيين يستخدمونها دون أي حاجة طبية، وبكميات جرعات عالية بغية الاستفادة السريعة والعالية منها.

وإضافة إلى عملها على بناء حجم مميز للعضلات، يلجأ الرياضيون إلى تعاطيها كي تخفف من آثار التلف والإنهاك الذي يطول العضلات جراء أداء التمارين الرياضية أو المنافسات الرياضية القاسية. وبالتالي العمل على سرعة استعادة العضلات لعافيتها وشكلها وقوتها. كما يعشق بعضهم ذلك الشعور بالشراسة والعنف الذي يورثه تناولها أو تعاطيها! وهناك نوعيات حديثة من هذه الهرمونات التي يتم تصميمها كيميائيا وبشكل خاص، وليس لها البتة أي استخدامات طبية، وتدعى Designer steroids، وبدأ ظهورها منذ عام 2002.

والأضرار المحتملة لتعاطي الرجال بالذات أي من أنواع تلك الهرمونات البنائية، تشمل:

- تضخم الثدي.

- الصلع.

- ضمور الخصيتين.

- العقم.

أما عند النساء فتشمل الآثار الجانبية:

- تضخم البظر.

- خشونة الصوت.

- زيادة الشعر بالجسم.

- الصلع.

ولدى الرجال والنساء على السواء، تشمل الآثار الجانبية:

- ظهور حبوب الشباب بشكل حاد.

- زيادة نسبة الكولسترول الخفيف (الضار) على الشرايين.

- انخفاض نسبة الكولسترول الثقيل (الحميد) المفيد لتنقية الشرايين.

- زيادة العنف والخشونة في التعامل وسرعة الغضب.

- اضطرابات نفسية كالاكتئاب.

- سهولة نشوء حالة الاعتماد على الأدوية.

- بطء النمو في الجسم، خصوصا عند استخدامها من قِبل المراهقين والمراهقات.