بين الخطأ والصواب

د. عبد الحفيظ خوجة

TT

اجعل بيتك ملائما لطفلك!

* من المشكلات الصحية الشائعة عند الأطفال الرضع وما دون سن الثانية تكرار الإصابة بطفح الحفاظ diaper rash الذي يسببه نوع من البكتيريا اللا هوائية التي تنشط في وجود الحفاظة، وتتطور في بعض الحالات محدثة تسلخات والتهابات شديدة! من الأخطاء الشائعة عند معظم العوائل عدم الاهتمام بترتيب وتنسيق أثاث المنزل بما يلائم أعمار الموجودين فيه كالأطفال الصغار وكبار السن، حيث إن الاحصاءات تشير إلى أن نسبة كبيرة من الحوادث المنزلية التي تتعرض لها هاتان الفئتان من العمر يكون سببها أرضية المنزل وأثاثه والأدوات الكهربائية الموضوعة عشوائيا.

بالنسبة إلى الأطفال الصغار، فإنهم يتعرضون للحوادث والإصابات بشكل متكرر، ويمكن أن تحدث الإصابة في أي مكان من المنزل، ولكن هناك بعض التدابير الخاصة بسلامة الأطفال يمكن أن تساعد على الحفاظ على سلامة الطفل الصغير من هذه الإصابات الخطيرة.

أطباء الأسرة والمتخصصون في الطوارئ والحوادث يقدمون بعض الاقتراحات التي تساعد في منع وقوع الحوادث، ومنها:

* غرفة نوم الطفل: تأكد من عدم وجود أسلاك أو حبال، يمكن أن تلتف حول رقبته عند اللعب بها أو من قبل الصغار الآخرين.

* المطبخ: تأكد من أن طفلك لا يمكنه أن يصل إلى المشروبات والأطعمة الساخنة أو الأواني والمقالي الموجودة على الموقد.

* الأدوات الحادة وأسلاك الأجهزة الكهربائية: يجب أن تُحفَظ بعيدة عن متناول يدي الطفل.

* الأدوية الطبية ومحاليل التنظيف: يجب حفظها في خزانة مُحكَمة الغلق وكذلك الحال مع جميع المواد الأخرى الخطرة، خوفا من وصول الطفل إليها بدافع الفضول.

* سخان الماء: تأكد من أنك قمت بتثبيت درجة حرارة ماء السخان عند أقل من 120 درجة فهرنهايت (49 درجة مئوية) لمنع حدوث حرق أو سلق الجلد.

* ألعاب الأطفال: يجب التأكد من أنها آمنة وتناسب عمر الطفل من حيث الحجم خوفا من مخاطر بلعها إذا كانت صغيرة وحدوث اختناق، وانتبه لحدّة الحواف خوفا من الجروح. كما يجب حفظ ألعاب الإخوة الأكبر سنا بعيدا عن متناوله إلا في وجودهم معه.

* نباتات الزينة المنزلية: يجب وضعها في مكان مرتفع لا يصل إليه الطفل.

* استخدام البوابات الخاصة بالأطفال لحماية طفلك من المناطق الخطرة، مثل الانزلاق في السلالم.

* تأكد من وجود مفتاح أمان لإغلاق النوافذ، وعدم وضع أثاث بجوار النوافذ تمكن الطفل من التسلق والوصول إلى النافذة.

آلام العضلات والألياف العضلية

* من الأمور الإيجابية في حياتنا أن بعض الناس يستطيع أن يكيف حياته للتعايش الأمثل مع أعراض بعض الأمراض المزمنة. ولكن الخطأ أن يتأقلم مع أعراض المرض لدرجة عدم البحث عن وسائل علاج حديثة.

ومن أمثلة ذلك آلام العضلات والألياف العضلية «فايبروميالجيا Fibromyalgia»، وهي حالة تتميز بآلام في جميع أنحاء الجسم، وألم خاص في مناطق الضغط كأسفل القدمين.

وعلى الرغم من أن السبب الدقيق لهذه الآلام غير معروف حتى الآن، فإن مركز المعلومات القومي الأميركي الخاص بصحة المرأة يقدم قائمة لبعض العوامل التي يمكن أن تساهم في الإصابة بهذه الحالة، ومنها:

* وجود أحد أفراد الأسرة المقربين مصابا بهذه الحالة من ألم الألياف العضلية.

* وجود تاريخ مرضي يشير إلى إصابة سابقة في حادثة سيارة أدّت إلى الشعور بهذه الآلام.

* وجود إصابات إجهاد متكررة من أداء نفس النشاط اليومي مرارا وتكرارا.

* وجود عدوى أو مرض مزمن.

* أن يكون قد سبق للشخص المشاركة في الحروب.

إن تحديد وجود أحد هذه العوامل سوف يساعد في معالجتها أو الابتعاد عنها مما يخفف من حدة الألم.

متطلبات غذائية.. للأطفال والمراهقين

* من أمراض هذا العصر الشائعة، الإصابة بأمراض سوء التغذية والشكوى المتكررة من ضعف الذاكرة وعدم التركيز. وينشأ ذلك عن أخطاء شائعة في مجتمعاتنا حول عدم الاهتمام بالتغذية منذ الطفولة ومراجعة العناصر الغذائية والتأكد من توفرها في الغذاء اليومي للطفل والمراهق بما يوفي بمتطلبات فترة نموه السريع، جسديا وعاطفيا وعقليا.

ومن أهم تلك العناصر الأساسية البروتينات والنشويات والدهون والمعادن والفيتامينات التي يحتاجها الطفل لتمام نموه الجسمي والعقلي.

معدن الزنك، مثلا، يدخل في تركيبات حيوية استراتيجية للخلايا العصبية، لذلك فلا غرابة في أن يلعب هذا المعدن دورا في تعزيز القدرات العقلية، من خلال مساعدة الطفل على زيادة التركيز، وتحسين الأداء الأكاديمي في المدرسة، والاستيعاب، أي رفع قدرة التحصيل العلمي.

تشير الدراسات إلى أن عنصر الزنك يساعد أيضا على تنظيم نمو الخلايا، ويساعد على التئام الجروح، ويعزز نظام المناعة، كما أنه يعطي الشخص في مرحلة المراهقة نشاطا ذهنيا وقدرات عقلية. وقد وجد الباحثون أن مجرد إضافته إلى طعام الأطفال في العمر من 11 حتى 14 عاما أدى إلى تحسن ملحوظ في ذاكرتهم ومدى اهتمامهم وتركيزهم. وأكدت نتائج دراسات أخرى أن الأطعمة التي تحتوي على الزنك قد تدعم أداء المراهقين الذهني وبخاصة الذي يتطلب انتباها ويقظة ثابتة ومستمرة.

إن الاحتياج اليومي من الزنك هو 11 ملغم للفتيان الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و18، و9 ملغم للفتيات اللائي تتراوح أعمارهن بين 14 و18 عاما، و8 ملغم للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين تسعة و13 عاما.

وعليه فإن تناول كوب من الحليب، وقطعة صغيرة من لحم البقر أو اللحم المفروم مثلا، والمأكولات البحرية خصوصا الجمبري، والحبوب الكاملة، واللبن والعسل الأسود، والبيض، ونصف كوب من الفاصوليا، وربع كأس من المكسرات في كل يوم، يكفي للحصول على كمية كافية من الزنك تغطي الاحتياج اليومي للفرد.

وبالنسبة إلى الأطفال الصغار فلا يُنصح بإضافة أي جرعة تكميلية من الزنك لغذاء الطفل دون أخذ المشورة الطبية من طبيب الأطفال أو الأسرة.

ولا ننسَ دور عنصر الليسيتين الذي يشكّل جزءا من بنية الخلايا العصبية الدماغية حيث يحتوي على الكولين، وعنصر المنغنيز الذي يساعد الجسم في إنتاج الناقل العصبي الأسيتيل كولين، وعنصري والفسفور والكبريت اللذين يعملان معا لإنتاج مادة الليسيتين المذكورة، وكذلك فيتامينات المجموعة «بي» التي تساعد في إنتاج الطاقة اللازمة لعمل المخ، وفيتامين «سي» وفيتامين «إي» اللذين يعملان على مساعدة خلايا المخ في تسجيل المعلومات واسترجاعها عند الطلب، وأخيرا الأحماض الدهنية «أوميغا - 3» التي تلعب دورا مهما جدا في تنمية الذكاء وتنشيط العمليات العقلية.

إن هذه العناصر جميعها تتوفر بشكل طبيعي في اللحم الأحمر، السمك بجميع أنواعه، والبيض، والحليب الكامل الدسم، وزبدة الفستق والمكسرات.

* استشاري في طب المجتمع ـ مدير مركز المساعدية التخصصي ـ مستشفى الملك فهد بجدة