تعرضت لحالة خفيفة من المرض الجوفي البطني. هل تتمكن الزغيبات (الموجودة في الأمعاء) من الشفاء، بعد امتناع المريض عن تناول الغلوتين؟ فلقد سئمت الغذاء المنزوع (الخالي من) الغلوتين.
عند الإصابة بالمرض الجوفي البطني (celiac disease)، يؤدي الغلوتين الموجود في القمح وفي بعض أنواع الحبوب الأخرى، إلى تحفيز جهاز المناعة على الاستجابة ومهاجمة الزغيبات الموجودة داخل أغشية الأمعاء الدقيقة. وتشمل الأعراض التقليدية للمرض: آلام البطن، والانتفاخ، والإسهال. وقد تظهر حالات فقر الدم أو هشاشة العظام، أو أمراض أخرى، بسبب ضعف امتصاص العناصر الغذائية بشكل مناسب، نتيجة الأضرار التي أصابت الزغيبات.
* تجنب الغلوتين
* وحاليا، فإن الطريقة الوحيدة لعلاج المرض الجوفي البطني، تتمثل في الامتناع عن تناول الغلوتين في الأغذية. أما الجواب عن سؤالك، فنعم، فإن الزغيبات تشفى. إلا أن الإصابة بالمرض الجوفي يعني أن الحساسية تجاه الغلوتين تظل موجودة مدى الحياة. ولذلك فحتى بعد مرور فترة طويلة، فسيقود تناول الغلوتين مع الغذاء مرة أخرى إلى تحفيز ردات فعل مناعية تقود إلى إلحاق الأضرار بالزغيبات مرة أخرى.
ويجب الإشارة إلى أن أعراض المرض الجوفي البطني لا تعكس حالة التهاب الأمعاء، فالأشخاص الذين لديهم أعراض خفيفة ربما يملكون زغيبات متضررة بشكل شديد. والاستمرار في تناول الغلوتين قد يقود إلى حدوث نقص شديد في من الفيتامينات، وإلى هشاشة العظام، وإلى المرض الجوفي البطني المنحرف refractory celiac disease (المرض الجوفي البطني الذي لا تشفى فيه الأمعاء حتى وإن تم الامتناع عن تناول الغلوتين)، بل وحتى إلى خطر أكبر لظهور بعض أنواع السرطان. ولهذا السبب فإننا نوصي بأن يقوم كل المصابين بالمرض الجوفي البطني مهما كانت أعراض مرضهم، بالحفاظ على نظام غذائي صارم خال من الغلوتين.
وتتوافر الآن أنواع كثيرة من الأغذية المنزوعة الغلوتين. وإن كنت تشعر بالملل من طعامك فحاول استشارة إخصائي في التغذية له اطلاع وخبرة في المرض الجوفي البطني <
* طبيب في مركز «بيت - إسرئيل ديكونيس» في بوسطن رسالة هارفارد الصحية، خدمات «تريبيون ميديا»