سرطان البروستاتا.. هل يمكن علاجه بعد سن الستين؟

العلاج قد يتسبب في أعراض جانبية سيئة

TT

سمعت أن الأطباء يعتقدون أنه لا ينبغي علاج المصابين بسرطان البروستاتا الذين تزيد أعمارهم على 60 سنة، لأنهم كبار في السن، بحيث إنهم سيموتون في كل الأحوال بسببه. هل هذا صحيح؟

الجواب هو: لا! إذ إن أي طبيب سيقوم بعلاج شخص مصاب بالسرطان إن كان يعتقد أن علاجه سيطيل حياة المريض ويقلل من معاناته، بغض النظر عن عمر المصاب. ويعالج الكثير من الناس الذين تزيد أعمارهم على 60 سنة، من سرطان البروستاتا.

ويبدو أن أمرا ما هو الذي أدى بك إلى الالتباس في فهم الموضوع، ولعله هو أن غالبية الناس يعتقدون أن كل أنواع السرطان سيئة، وأن أورامها تنمو بسرعة، ملحقة الضرر بالعضو الذي أصابته، ومنتشرة إلى الأعضاء الأخرى في الجسم. إلا أن بعض أنواع السرطان - وسرطان البروستاتا هو مثال جيد لها - لا تنمو ولا تنتشر، في الغالب، بسرعة.

وفي الواقع فإن الأطباء يجدون لدى الكثير من الناس الذين يموتون نتيجة أسباب أخرى، وبعد تشريح جثثهم، أنهم كانوا يعانون من أورام سرطانية صغيرة لم يتم تشخيصها داخل غدة البروستاتا، ولم تظهر بسببها أي أعراض عليهم. وهذه الأورام السرطانية «غير المؤلمة» ربما كانت موجودة في البروستاتا لسنوات. وهكذا فقد توفي أولئك الأشخاص ولكن ليس بسبب سرطان البروستاتا.

وفي الوقت نفسه، فإن العلاج من سرطان البروستاتا - بالجراحة أو الإشعاع أو الأدوية الكيميائية - بمقدوره التسبب في حدوث أعراض جانبية ضارة، مثل عدم القدرة على التحكم في البول (سلس البول)، وضعف الانتصاب. ولا يرغب أحد من الناس في أن يكون العلاج أسوأ من المرض نفسه. وهذا ما يحدث على الأكثر إن كان الضرر المحتمل الناجم من المرض ضئيلا.

وللأطباء وسائلهم لتقييم ما إذا كان سرطان البروستاتا المكتشف حديثا، سيكون على الأغلب من السرطانات الخبيثة أو من الأنواع الأخرى غير المؤذية. وعندما يكون سرطان البروستاتا من النوع غير المؤلم، يقترح الأطباء أحيانا على المرضى الاكتفاء بمراقبة نموه وانتشاره، بدلا من علاجه فورا. ويسمى هذا المنطلق «الانتظار تحت المراقبة»، ولكن بعض الأطباء يطلقون عليه صفة أكثر هيبة ويسمونه «المراقبة النشطة». وبغض النظر عن المسميات، فإن هذا المنطلق هو الأفضل غالبا، في تلك الحالات.

* طبيب، رئيس تحرير «رسالة هارفارد الصحية»، خدمات «تريبيون ميديا»