أنواع من العته.. تنجم عن اضطرابات صحية كثيرة

TT

العته كلمة تتردد دائما، وغالبا ما يتم ربطها بمرض ألزهايمر، بينما هي تغطي في الحقيقة عددا من الاضطرابات الصحية الأخرى (مرض جسم ليوي «Lewy body disease»، التنكس الفصي الصدغي الأمامي الجانبي «frontotemporal lobar degeneration»)، التي تضر بأنسجة الدماغ بشكل يختلف عن الأضرار التي يحدثها مرض ألزهايمر.

وإضافة إلى هذا فإن الكثير من حالات العته تعود في أصولها إلى أمراض وعائية، حيث تموت مناطق صغيرة في الدماغ، أو تتضرر، أو لا تؤدي مهماتها، كل ذلك بسبب قلة تدفق الدم وبكميات غير ملائمة، نتيجة وجود أوعية دموية متضررة أو مسدودة.

وزيادة في تعقيد الأمور فإن الأسباب التي تؤدي إلى مختلف أنواع العته هي أسباب متداخلة، بحيث - وعلى سبيل المثال - قد يحدث العته لدى أشخاص بسبب خليط من الإصابة بمرض ألزهايمر وحدوث مرض وعائي.

وعندما تستخدم كلمة العته لوصف حالة الإنسان العقلية وليس لوصف المرض المسبب لتلك الحالة، فإن هذه الكلمة، أو المصطلح، يمكن تعويضها بتعبير «خلل الذاكرة». إلا أن استخدام هذا البديل هو تبسيط شديد لحالة العته. فوفقا لتعريف طب الأمراض العقلية فإن خلل الذاكرة هو عنصر واحد فقط من العناصر المطلوبة لتشخيص العته، التي تتطلب فعلا حدوث خلل في الذاكرة إضافة إلى وجود «اضطراب» واحد آخر في الإدراك على الأقل، مثل «الحُبْسَة» (aphasia) (فقد القدرة على النطق بالكلام)، «العَمَه الحركي» (apraxia) (فقد القدرة على تنفيذ حركات بسيطة رغم توافر القدرات الحركية)، «عدم الدراية» (agnosia) (الإخفاق في التعرف على الأشياء المعروفة للشخص)، أو تدهور الوظيفة التنفيذية.

ومن هذا التعريف فإن خلل الذاكرة الذي هو أحد جوانب العته، يؤثر على قدرة تعلم المعلومات الجديدة، واسترجاع المعلومات «المختزنة» في السابق، أو كليهما. أما الوظيفة التنفيذية فإنها، كما يقال، تتطلب التفكير المجرد والقدرة على التخطيط وعلى اتباع سلوك متناسق. ولذا فإن من السهل أن نرى بوضوح كيف يؤثر خلل الذاكرة على تدهور الوظيفة التنفيذية، فإن حدث ولم يتمكن الإنسان من جمع أو تخزين المعلومات فإن من الصعب عليه أن يخطط، بل ومن الصعب جدا عليه أن ينفذ ما خططه!