بعد تطعيم الفتيات: هل يفيد لقاح فيروس الورم الحليمي البشري الذكور؟

إصابات الذكور بسرطانات الأعضاء التناسلية نادر

TT

س ) طعمت حفيدتي بحقن من لقاح «غارداسيل». وعلى الرغم من علمي بأن اللقاح مصمم لوقاية النساء من سرطان عنق الرحم الذي ينجم عن إصابة فيروسية، فإني أتساءل: هل يجب على الذكور، مثل حفيدي، التطعيم به أيضا؟

ج ) لقاح «غارداسيل» Gardasil مخصص للتطعيم ضد فيروس الورم الحليمي (البابلوما) البشري human papillomavirus، المعروف اختصارا بـ((HPV، الذي توجد منه نحو 100 سلالة، تنتقل 40 منها تقريبا بواسطة الاتصال الجنسي. وتؤدي الإصابة بما يسمى «السلالات الأقل خطرا» من هذا الفيروس إلى ظهور الثآليل على الأعضاء التناسلية، أما «السلالات الأعلى خطرا» فتتسبب في حدوث السرطان.

* إصابات سرطانية

* تصاب نحو 10 آلاف امرأة أميركية بسرطان عنق الرحم سنويا، تحدث نصفها تقريبا نتيجة الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري. وبمقدور السلالات الأعلى خطرا من هذا الفيروس أن تتسبب في إصابة الرجال بالسرطان أيضا. إلا أن هذه الإصابات ليست شائعة، إذ يقل عدد الحالات المشخصة بسرطان العضو الذكري التوسعي، عن 1 من كل 1000 رجل سنويا، كما لا ترتبط كل الحالات بفيروس الورم الحليمي البشري، إضافة إلى أن المرض نادر لدى الرجال الذين أجريت عمليات الختان عليهم.

ويقل عدد حالات التشخيص بسرطان الشرج عن 1 من كل 1500 رجل أميركي سنويا. ويعود سبب بعض هذه الحالات إلى الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري، التي يحدث أغلبها لدى المثليين في الجنس، أو لدى المصابين بفيروس «إتش آي في» المسبب للإيدز، الذين تتدنى مناعتهم. كما يرتبط سرطان الفم بالعدوى بالسلالات الأعلى خطرا من فيروس الورم الحليمي البشري.

وتتسبب السلالات الأقل خطرا من الفيروس في حدوث الثآليل في الأعضاء التناسلية، وهي زوائد لحمية طرية، رطبة، تظهر على تلك الأعضاء أو ما جاورها. ويمكن للأطباء مكافحتها بعلاجات موضعية، إلا أن الفيروس يمكنه البقاء داخل الجسم لمدة تصل إلى سنتين، أو أكثر في بعض الأحيان.

لقاح مضاد

* إن فيروس الورم الحليمي البشري شائع جدا، وتقدر مراكز مراقبة الأمراض والوقاية إصابة نحو 20 مليون أميركي به حاليا، أغلبهم بين أعمار 15 و50 سنة. ولا يعرف غالبية المرضى أنهم مصابون بالفيروس، ومع هذا فإنهم ينقلونه إلى أشخاص آخرين. وتقلل العلاقات الجنسية الآمنة خطر حدوث هذه العدوى، إلا أنه لا يمكن الوقاية منه تماما بوسائل الاحتياطات العادية مثل ارتداء الواقي الذكري الذي لا يغطي كل مناطق الأعضاء الجنسية.

وفي عام 2006 أجازت وكالة الغذاء والدواء لقاح «غارداسيل» للفتيات والنساء بين أعمار 9 و26 سنة. ويحتوي اللقاح على نوعين من السلالات الأقل خطرا وهما «HPV 6»، و«HPV 11» ونوعين آخرين من السلالات الأعلى خطرا، وهما «HPV 16» و«HPV 18»، التي تتسبب في 70 في المائة من كل حالات سرطان عنق الرحم و90 في المائة من ظهور ثآليل الأعضاء الجنسية. ويهدف هذا اللقاح إلى تطعيم الفتيات في أعمار أصغر قبل أن يصبحن نشطات جنسيا ويصبن بالفيروس.

وقد أجيز لقاح «غارداسيل» لتلقيح الذكور لأول مرة في أوروبا وأستراليا، ثم أجازته وكالة الغذاء والدواء في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي لنفس الغرض. إلا أنه، ولأن مخاطر العدوى تكون أقل عند الذكور، فقد وضعت «اللجنة الاستشارية لتطبيقات التطعيم» لقاح «غارداسيل» كلقاح اختياري للأولاد، في حين أكدت توصياتها المشددة لتطعيم الفتيات والنساء الشابات به.

ويجري حاليا تطوير عدد من اللقاحات المماثلة. إلا أنه علينا أن نتذكر أنه، على الرغم من توافر اللقاح، فإن على الرجال والنساء العمل على درء الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري بكل الوسائل الصحية المعتادة.

* طبيب، رئيس تحرير رسالة هارفارد «مراقبة صحة الرجل»، خدمات «تريبيون ميديا».