بين الخطأ والصواب

د. عبد الحفيظ خوجة

TT

التهاب الألياف العضلية.. وأعراضه

* من النادر أن تجد شخصا لم يتعرض لألم أو وهن في جزء محدد من جهازه الحركي، خاصة العضلات، أو في سائر جسمه، ومن الخطأ أن يفسر البعض ذلك الشعور ويعزوه إلى سوء في التغذية أو نقص في أحد الفيتامينات مما يحرم المريض ويفقده فرصة التشخيص السليم من قبل الطبيب وعدم حصوله على العلاج المناسب لحالته، وفي كثير من الحالات يتقدم المرض ويصبح مزمنا وينتقل الألم في جسمه حتى يصيب معظم عضلاته وينتهي بعجز أو إعاقة.

هذه الحالة تعرف بالتهاب الألياف العضلية «فايبروميالجيا» Fibromyalgia، حيث يفقد النسيج العضلي في الجسم خاصية الانقباض والانبساط، وهي من أهم وظائفه، نتيجة الالتهاب المزمن الذي يؤدي إلى تحوله إلى نسيج ليفي. ويعتبر مرض «فايبروميالجيا» اضطرابا يحدث من دون سبب محدد يؤدي إلى الشعور بالتعب والألم على نطاق واسع في الجسم. وتشير الدراسات إلى أن ما يقرب من 90 في المائة من الأشخاص الذين يتم تشخيص هذا الاضطراب لديهم هم من النساء. مركز المعلومات الوطني لصحة المرأة في الولايات المتحدة يقدم قائمة بأهم الأعراض التي تساعد على تشخيص هذه الحالة قبل أن تزمن وتؤدي إلى الإعاقة، وهي:

* حدوث ألم في العضلات والمفاصل مع تصلب في المفاصل.

* الشعور بتعب عام، وأرق، وصداع، وألم في الفك.

* الشعور بالتوتر أو الاكتئاب.

* إحساس بالوخز في القدمين واليدين، وتشنجات في الساقين.

* صعوبة التذكر والتفكير.

* الشكوى من الدوخة أو الدوار من وقت لآخر.

* تشنجات مؤلمة في فترة الدورة الشهرية (الحيض).

* مشكلات الجهاز الهضمي مثل وجع المعدة، والانتفاخ، والإسهال، والإمساك، وتقلصات في البطن، وصعوبة في البلع.

* ألم أثناء التبول، أو الاضطرار إلى التبول في كثير من الأحيان.

إن معرفة هذه الأعراض سوف يساعد كثيرا في التشخيص الذي يتم تأكيده بعمل تخطيط للعضلات electromyography ورسم للأعصاب. ومن ثم إعطاء العلاج المناسب للحد من انتشار المرض.

حذارِ من مضاعفات الحصف الجلدي

* من الأخطاء الشائعة أن يستمر الشخص في تناول أدوية بسيطة من صيدلية المنزل على الرغم من عدم وجود أي علامة للاستجابة لتلك الوسيلة العلاجية. ومن أكثر الأمراض تأثرا بهذا السلوك الخاطئ الالتهابات الجلدية ومنها مرض الحصف الذي يفقد الاستجابة للعلاج إذا أهمل، بل وتمتد آثاره ومضاعفاته لتطال بعض الأجهزة الحيوية في الجسم مثل الكلى التي قد تصاب بالفشل.

الحصف مرض جلدي سببه عدوى بكتيرية شائعة تصيب الجلد، يكون مصدر العدوى وجود جرح أو التعرض لعضة حيوان، أو لدغة حشرة أو انتقال العدوى من شخص آخر مصاب بالمرض. يؤكد أطباء الأمراض الجلدية على ضرورة المعالجة المبكرة ويحذرون من الإصابة بالمضاعفات، ومنها:

* انتشار العدوى إلى مناطق أخرى من الجلد تتعدى منطقة الإصابة الرئيسية الأولية.

* حدوث بقع في جميع أنحاء الجسم وهي تعتبر من المضاعفات التي عادة ما تؤثر على الأطفال بدرجة كبيرة.

* قد يحدث عقب الإصابة بهذه العدوى البكتيرية تشوهات جلدية كظهور ندوب جلدية دائمة أو تلف دائم بطبقة الجلد، وإن كانت تحدث في حالات قليلة.

* حدوث فشل كلوي في بعض الحالات، وهي أيضا نادرة.

إن الإصابة بالعدوى البكتيرية «الحصف» من الدرجة الطفيفة والمعتدلة يمكن علاجها بسهولة بواسطة أحد الكريمات (الدهانات) المضادة للجراثيم، في حين أن الحالات الأكثر شدة وخطورة من حالات الحصف قد تتطلب وصف بعض المضادات الحيوية الشديدة، وقد لا تستجيب للعلاج وتؤدي إلى المضاعفات المذكورة.

عادة «مص الأصبع».. ومشكلاتها للأطفال

* هناك أخطاء شائعة كثيرة تقع فيها الأمهات عند تعاملهن مع أطفالهن الذين يصرون على «مص الأصبع»؛ فمنهن من تحارب هذه العادة مبكرا جدا وعمر طفلها لم يتعد السنة الواحدة من العمر. وهناك فئة أخرى من الأمهات لا تبالي بما يقوم به طفلها كعادة مص الأصبع فيستمر في هذا السلوك إلى أن يصل أو يتعدى سن دخول المدرسة، حيث تتأزم هذه المشكلة نفسيا إضافة إلى ظهور بعض التشوهات على الفكين.

كثير من الأطفال يولدون وهم يمصون أحد الأصابع، وبنسبة كبيرة الإبهام، ويستمرون على ذلك عدة سنوات.

يشير أطباء الأطفال وكذلك المتخصصون في الطب النفسي إلى أنه لا بأس من مص الطفل أصبعه في السنتين أو الثلاث الأول من عمره، لكن الاستمرار في ممارسة هذه العادة سوف يسبب مشكلات وتشوهات في الأسنان والفكين، خاصة إذا استمر الطفل يزاول مص إبهامه إلى ما بعد سن الرابعة.

ومن الملاحظ أن معظم الأطفال يتوقفون بأنفسهم عن ممارسة هذه العادة، ولكن استمرار الطفل في مص أصبعه قد يكون علامة على وجود مشكلة سلوكية عند الطفل، مثل القلق والاكتئاب. المكتبة الوطنية الأميركية للطب تقدم مجموعة من المقترحات لمساعدة الطفل على ترك هذه العادة:

* يجب استشارة طبيب الأسرة أو طبيب الأطفال عند استمرار الطفل في «مص أصبعه».

* يمكن استخدام ما يسمى «حارس الأصبع».

* وضع مادة مرة على إبهام الطفل.

* تطبيق استعمال مادة مرة المذاق على أصابع اليدين.

* استشارة الطبيب، والتأكد من أن ممارسة الطفل لهذه العادة آمن، ومتى يصبح مقلقا ويستدعي الذهاب إلى الطبيب.

* استشاري في طب المجتمع ـ مدير مركز المساعدية التخصصي ـ مستشفى الملك فهد بجدة