محطات صحية

د. عبير مبارك

TT

يرقان الطفل حديث الولادة

* من الطبيعي جدا أن يحصل الصفار لدى 70% من المواليد حديثي الولادة. والصفار هو ناتج عن ظهور مادة «بيلوروبين» في الدم. وهذه المادة تأتي من خلايا الدم الحمراء عند تكسرها. ومن الطبيعي أن تتكسر بعض خلايا الدم الحمراء بعد الولادة لأن دم الجنين يحتوي على كميات عالية من خلايا الدم الحمراء، التي لا يحتاج إليها الطفل بعد ولادته. ولذا، فإن تكسر هذه الكمية القليلة من خلايا الدم الحمراء لن يؤذي الطفل المولود. ولأن كبد الطفل لم يكتمل نموه بعد، ولم تكتمل قوة قدراته على إزالة مادة «بيلوروبين» من الجسم، فإن نسبة مادة «بيلوروبين» تزيد في الجسم، ويظهر الصفار على الطفل. أما قبل ولادة الطفل، فإن المشيمة كانت تقوم بتنقية الدم من هذه المادة. الطبيعي في اليرقان أن ينشأ الصفار خلال اليوم الثاني أو الثالث من بعد الولادة، وتزداد شدة الصفار خلال الأيام الأربعة التالية، ثم تبدأ في الانخفاض التدريجي. ولذا، قد يستمر الصفار لمدة نحو أسبوع أو أسبوعين. ومن المطمئن جدا ما تشير إليه جميع المصادر الطبية بأن وجود الصفار لمدة أسبوعين لا يتسبب في أي أضرار مستقبلية على صحة الطفل.

ومن الطبيعي أن تستمر مدة الصفار أطول إذا كان الطفل يتلقى رضاعة طبيعية من ثدي الأم.

الأمر غير الطبيعي أن يولد الطفل ولديه من اللحظة الأولى صفار، أو أن ينشأ الصفار خلال اليوم الأول من الولادة. وعادة يقوم الأطباء روتينيا بإجراء فحص سريري للمولود كل 12 ساعة خلال فترة ما بعد الولادة لمعرفة ما إذا كان ثمة صفار. كما يجرى بشكل روتيني أيضا تحليل دم للطفل في الـ24 ساعة الأولى بعد الولادة. أي قبل الخروج من المستشفى. ويتم تحديد الأطفال الأكثر عرضة للإصابة بالصفار.

وإذا كان الصفار ضمن المعدلات الطبيعية، فلا يحتاج الأمر إلى أي علاج. بل تستمر ملاحظة الطفل، ويستمر تكرار إجراء تحليل نسبة مادة «بيلوروبين» إذا رأى الطبيب ضرورة ذلك. مع الاهتمام بإعطاء الطفل السوائل التي تساعد على تنقية الجسم من هذه المادة. ويتم إخراج هذه المادة من الجسم عبر البراز. (مادة «بيلوروبين» هي التي تعطى البراز اللون البني لدى الأطفال والبالغين).

وعندما تكون نسبة مادة «بيلوروبين» عالية، يلجأ الأطباء للعلاج. وهو ما يسمى بـ«العلاج الضوئي». أي تسليط نوع أزرق بنفسجي من الضوء على جسم الطفل، لتتحول مادة «بيلوروبين» إلى مادة خاملة يسهل إخراجها. ما بعد زراعة القرنية

* زراعة القرنية keratoplasty عملية جراحية تتم فيها إزالة القرنية المريضة لدى الشخص وزراعة قرنية أخرى سليمة مأخوذة من شخص متوفى. وهي أعلى عملية زراعة أعضاء تجرى في العالم. ووفق إحصاءات البنك الأميركي للعيون، تجرى 40 ألف عملية منها سنويا في الولايات المتحدة وحدها.

ويتم اللجوء لإجراء هذه العملية لتحسين الإبصار حينما تتلف القرنية، أو لتخفيف الألم في العين حينما يكون سبب الألم هو القرنية.

ووفق ما تشير إليه نشرات أطباء العيون في «مايو كلينك»، فإن الحالات التي تستدعي إجراء العملية تشمل:

* رقة سمك القرنية.

* ندبات القرنية، بفعل الالتهابات الميكروبية أو غير الميكروبية، أو نتيجة للتلف الناجم عن الإصابات.

* ضبابية أو تعتيم القرنية.

* تورم القرنية.

* قروح القرنية، غالبا نتيجة للالتهابات الميكروبية.

* تلف القرنية كأحد مضاعفات عملية جراحية سابقة في العين.

وعلى الرغم من أن العملية آمنة في العموم، فإن مضاعفاتها لا تزال محتملة. وتشمل:

- حصول التهابات ميكروبية في العين.

- زيادة تراكم الماء الأبيض في عدسة العين cataract.

- زيادة ارتفاع ضغط العين، أو ما يعرف بالماء الأزرق glaucoma.

- مشكلات في محل غرز تثبيت القرنية الجديدة.

- رفض الجسم للقرنية الدخيلة.

- تورم القرنية.

ومن أهم علامات حدوث هذه المشكلات، بدء شكوى المريض من ألم في العين أو تدهور الإبصار أو احمرار العين أو الحساسية من مواجه الضوء.

أعراض الأنيميا المنجلية

* الأنيميا المنجلية Sickle cell anemia أحد الأمراض الوراثية التي تطال خلايا الدم الحمراء. وفيها لا يتوفر لدى المصاب كمية كافية من خلايا الدم الصحيحة القادرة على حمل كميات كافية من الأكسجين من الرئة لتوزيعها على أعضاء الجسم.

وفي الحالات الطبيعية، تمتاز خلايا الدم الحمراء بأن لها شكل قرص دائري، وأنها ذات جدار مرن، مما يمكنها من المرور بسهولة داخل الأوعية الدموية، حتى الشعيرات الدموية صغيرة القطر. وفي الأنيميا المنجلية تكون خلايا الدم ذات جدار صلب نسبيا، وشكلها أشبه بقوس المنجل أو الهلال. وهذه الاضطرابات في الشكل والمرونة تؤدي إلى حشر والتصاق خلايا الدم الحمراء عند مرورها بالأوعية الدموية الصغيرة، مما يؤدي بالتالي إلى سد مجرى الدم وعدم تزويد أجزاء من أعضاء الجسم بالدم والأكسجين، وهو ما يظهر على هيئة شكوى المريض من آلام مبرحة في مناطق شتى من الجسم، إضافة إلى أعراض أخرى.

وعلى الرغم من عدم توفر علاج يشفي تماما من هذه الحالة المرضية الوراثية، فإنه يمكن فعل الكثير طبيا لتخفيف مضاعفات هذه الحالة المرضية المزمنة التي تلازم المصاب طوال حياته.

الأطباء من «مايو كلينك» يعرضون مجموعة من أشهر أعراض الأنيميا المنجلية التي تظهر على المصابين من آن لآخر، نتيجة لعدة عوامل مثيرة لها. ومنها:

* فقر الدم. تعيش خلية الدم الحمراء الطبيعية نحو 120 يوما في الجسم. ونظرا لصلابة جدار خلية الدم الحمراء لدى مرضى الأنيميا المنجلية، فإن عمر الخلية الدموية الحمراء لا يتجاوز 20 يوما في الغالب. وهو ما يؤدي إلى فقر الدم أو ما يعرف بالأنيميا.

* نوبات الألم. وبشكل دوري يصاب المريض بـ«أزمات ألم» pain crises. وسبب الألم هو ما تقدم ذكره. وتختلف مدة الألم من بضع ساعات إلى بضعة أسابيع. وقد تتطلب المعالجة الدخول إلى المستشفى.

* متلازمة القدم واليد. ويحصل تورم في القدمين واليدين نتيجة لإعاقة تدفق الدم خلال الأوعية الدموية الدقيقة فيهما، وهو أحد أول أعراض الإصابة بهذا المرض الوراثي.

* اليرقان، أو الصفار Jaundice. وهو تغير لون الجلد وبياض العين نحو اللون الأصفر، نتيجة لاضطرابات في عمل الكبد بفعل تراكم المواد التي يجب على الكبد العمل على التخلص منها. وهذه المواد تأتي من تكسر خلايا الدم الحمراء بشكل غير طبيعي لدى مرضى الأنيميا المنجلية.

* تكرار الالتهابات الميكروبية. وذلك نتيجة لتضرر الطحال بفعل المرض نفسه، ما يعوق عملية مقاومة الالتهابات الميكروبية.

* تأخر النمو. ونظرا لعدم قدرة خلايا الدم على حمل كميات كافية من الأكسجين، ونتيجة للانسداد المتكرر في الأوعية الدموية الصغيرة، وتكرار الالتهابات الميكروبية، وغيرها من الأسباب، يحصل تأخر في النمو لدى الأطفال والمراهقين.

* اضطرابات في الإبصار. وذلك أيضا لعدم القدرة على تغذية أجزاء العين بالأكسجين والمواد الغذائية نتيجة لانسداد الأوعية الدموية والأنيميا.

* استشاري بقسم الباطنية في المستشفى العسكري بالرياض [email protected]