بين الخطأ والصواب

د. عبد الحفيظ خوجة

TT

«سيلياك».. مرض علاجه الحمية الغذائية

* خطأ ترتكبه الأسرة ويستمر فيه الأطباء، فيدفع الطفل ثمنه غاليا من جسمه الذي ينحل ويهزل مع الأيام، حيث تلين عظامه‏ ولا تظهر أسنانه ويتساقط شعره وأخيرا يتوقف نموه‏، ذلك بسبب عدم اهتمام الأهل بالأعراض الأولية التي تظهر على الطفل وعدم توصل الطبيب إلى التشخيص‏ مبكرا، ويستمر إعطاء الطفل عقاقير لا تؤدي إلى نتائج إيجابية.

إنه نموذج واضح للطفل الذي يعاني حساسية الأمعاء ضد أحد أنواع البروتينات وهو الغلوتين، الذي يوجد في بعض المواد الغذائية، مثل القمح والشعير والشوفان، ويسمى طبيا بمرض «سيلياك» celiac disease (المرض الجوفي)، الذي يصيب الجهاز الهضمي والأمعاء ويؤدي إلى ضمور وتلف أهداب الامتصاص المبطنة للأمعاء الدقيقة، وبالتالي ضعف أو توقف امتصاص الغذاء والمعادن والفيتامينات المهمة لجسم الإنسان.

وتقدر الإصابة بمرض «سيلياك» بنحو 1 لكل 150 شخصا عاديا، حسب الأبحاث الأميركية والأوروبية، ونحو 1 لكل 250 شخصا عاديا في منطقة الشرق الأوسط. وهو مرض ليس له علاج دوائي، اللهم إلا العقاقير التي تؤخذ لتقوية الجسم وزيادة مناعته‏. والعلاج الوحيد لهذا المرض أن يمتنع المريض عن جميع الأغذية التي تحتوي على الغلوتين (القمح‏‏ ومنتجاته) ويجب أن تكون الحمية عن هذه الأغذية بصفة قطعية ودائمة، علما أنه لا توجد أي مضاعفات من الاستمرار على هذه الحمية وتناول المواد الغذائية الخالية من الغلوتين على المدى الطويل.

إن عدم تشخيص هذا المرض مبكرا يمكن أن يؤدي إلى عدد من المضاعفات المحتملة، من بينها:

* زيادة خطر الإصابة بفقر الدم أو سوء التغذية.

* التحول إلى المرحلة الشديدة من الاضطرابات الهضمية لمرض «سيلياك»، التي تسبب أعراضا تستمر على الرغم من اتباع نظام غذائي خال من الجلوتين.

* قصر القامة عند الأطفال، أو هشاشة العظام.

* الخطر الأكبر الإصابة بورم الليمفوما أو سرطان الأمعاء.

* بعض الناس المصابين بمرض «سيلياك» تكون لديهم اضطرابات أخرى في المناعة الذاتية، مثل التهاب المفاصل، أمراض الغدة الدرقية أو داء السكري - النوع الأول.

إن تشخيص مرض «سيلياك» ليس سهلا، ويحتاج عند الاشتباه به إلى عمل فحص للبحث عن الأجسام المضادة لمادة الغلوتين في الدم، ثم يؤكد التشخيص بعمل منظار للجهاز الهضمي العلوي، حيث تؤخذ عينة من الجدار المبطن للأمعاء التي قد تظهر ضمورا في أهداب ونتوءات الامتصاص دلالة على وجود مرض «سيلياك».

أهم أسباب الصرع

* لا يزال الاعتقاد الخاطئ سائدا في كثير من المجتمعات حول مرض الصرع، من أن سببه مس من الجن وأن علاجه لا يتم على يد الأطباء، بل يحتاج إلى البحث عن أحد المعالجين الشعبيين الماهرين. إلا أن المريض لا يلبث أن يقع فريسة تحت أيدي المشعوذين، فتتدهور حالته وتتحول نوبات الصرع من نوبات بسيطة متباعدة إلى نوبات شديدة ومتكررة قد تحتاج بعضها إلى العلاج في قسم العناية المركزة لإنقاذ حياة المريض من الموت.

الصرع هو اضطراب في الجهاز العصبي، وأحد اعتلالات وظائف الدماغ، ويتميز بصدمات مفاجئة ومتواترة تدعى «نوبة الصرع» تحدث نتيجة دفعة عنيفة ومفاجئة من الطاقة الكهربائية ترسلها خلايا الدماغ إلى الجهاز العصبي لتحرك العضلات، وفي بعض الأحيان يفشل دماغ المريض بالصرع في التحكم في إنتاج الطاقة، وتحدث صدمة الصرع. ويتصف مرض الصرع بحدوث نوبات من التشنجات بعضلات الجسم تؤثر في صحة الفرد بدنيا وعقليا، وقد تؤثر الموجات الكهربائية في كل أو جزء من الدماغ.

«المؤسسة العالمية للصرع» تشير إلى أن مرض الصرع يمكن أن يكون ناتجا عن عدد من العوامل، منها:

* الحالة الصحية عند الولادة، مثل متلازمة داون أو الورم العصبي الليفي.

* وجود تاريخ مرضي ذي علاقة، كأن يكون الآباء أو أحد الأشقاء مصابا بهذا المرض.

* نقص الأكسجين أثناء الولادة.

* استخدام الأم أدوية ممنوعة خلال فترة الحمل.

* إصابة عنيفة على الدماغ.

* السكتة الدماغية.

* الإصابة بمرض الزهايمر.

وأيا كانت الأسباب، فيجب تقديم إسعافات أولية عند حدوث نوبة الصرع، ثم النظر في الأدوية التي تعطى للمريض بهدف تقليل أو إيقاف النوبات، وأخيرا مناقشة مدى الاستفادة من مجال الجراحة لعلاج الصرع.

التصوير الشعاعي للثدي

* من النصائح التي توجه، عادة، إلى النساء أن يقمن بإجراء تصوير شعاعي للثديين (Mammogram) بشكل دوري منتظم بعد سن الأربعين، وابتداء من سن العشرين إذا كانت هناك إصابة سابقة في الأسرة كالأم والأخوات، وذلك بهدف الاكتشاف والتشخيص المبكر لسرطان الثدي بشكل خاص. ويساعد هذا على بدء العلاج في الوقت المناسب وعلى اختيار العلاج الأنسب، وبالتالي تكون النتيجة أفضل وأقل ضررا وتشويها للمرأة.

الخطأ الشائع الذي يقع عادة، هنا، هو عدم توعية المرأة بالإجراءات التي يتم فيها هذا الفحص الذي يكون مؤلما ومزعجا في بعض الحالات.

تصوير الثدي الشعاعي، الماموغرام، ما هو إلا استخدام جرعة منخفضة من الأشعة السينية توجه إلى منطقة الثدي، وقد صممت هذه الأشعة للكشف عن التشوهات التي تصيب الثدي، بما في ذلك سرطان الثدي.

المركز الوطني الأميركي لمعلومات صحة المرأة يوصي بضرورة تعريف المرأة على هذا الفحص قبل أن يُجرى لها مع شرح خطوات عمله، ومن ذلك:

* أن هذا التصوير يتم في وضع الوقوف، فعلى المرأة أن تقف أمام جهاز الماموغرام الذي يقوم بأخذ صور الأشعة السينية.

* يتم وضع أحد الثدييين بين لوحين داخل الجهاز، ويجب أن يتم إخبار المريضة بأن هذين اللوحين سوف يطبقان بضغط على الثدي لفرد أنسجته بقدر الإمكان.

* خلال هذا الإجراء، سوف تحس المرأة ببعض المضايقة أو الإزعاج.

* عادة ما تؤخذ صورتان اثنتان: واحدة من الجهة العليا للثدي، والأخرى من الجانب.

* ويمكن أن يتكرر هذا الإجراء مع الثدي الآخر.

* يستغرق تصوير الثدي بأكمله عادة نحو 20 دقيقة.

* استشاري في طب المجتمع - مدير مركز المساعدية التخصصي ـ مستشفى الملك فهد بجدة