مناقشات علمية حول جدوى دواء الإنترفيرون المصري «طويل المفعول»

حقق ارتفاعا في نسب الشفاء من التهاب الكبد الوبائي «سي» لدى اختباره

TT

بالتوازي مع الاحتفال باليوم العالمي للالتهاب الكبدي الفيروسي، عقدت الجمعية المصرية لأمراض الكبد والجهاز الهضمي والأمراض المعدية مؤتمرا طبيا بمدينة الإسكندرية، في الفترة من 13 وحتى 15 مايو (أيار)، تحت عنوان «نادي أمراض الجهاز الهضمي». وحظي المؤتمر باهتمام الأوساط الطبية المصرية والشرق أوسطية، نظرا لتفشي المرض في المنطقة العربية، وشارك فيه نخبة كبيرة من الخبراء في مجال علاج أمراض الكبد.

واستهدف المؤتمر متابعة وتقييم الوسائل العلاجية المستحدثة وآثارها على المرضى، إضافة إلى تسليط الأضواء على الأسس والمعايير العلمية التي يجب أن يخضع لها أي عقار جديد قبل تسجيله واعتماده، خاصة علاجات فيروس الالتهاب الكبدي الوبائي «سي». كما تمت مناقشة الفرق بين التركيبات المختلفة لعقار الإنترفيرون طويل المفعول، الذي يعتبر في الوقت الراهن العلاج الأمثل لفيروس «سي»، وتحفظات المجتمع الطبي حول عقار الإنترفيرون المستحدث.

وفي مؤتمر صحافي عقد في اليوم الثاني للمؤتمر الطبي، أشار البروفسور يحيى الشاذلي، أستاذ أمراض الكبد والجهاز الهضمي بجامعة عين شمس، إلى أن وزارة الصحة المصرية تشترط أن يكون العقار معتمدا من جهتين عالميتين على الأقل، مثل وكالة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) والوكالة الأوروبية للأدوية (EMEA) قبل تسجيله محليا، وذلك للتأكد التام من أن جميع المعايير والشروط الأساسية في مراحل تطوير العقار مستوفاة.

وقال الشاذلي إنه لزاما على الشركة المنتجة لأي عقار جديد مروره بأربع مراحل قبل أن يتم اعتماده وتسجيله، وهي: مرحلة ابتكار العقار، ومرحلة ما قبل التجارب الإكلينيكية، ومرحلة التجارب الإكلينيكية، ثم مرحلة تسجيل العقار. مضيفا أن مراحل ما قبل الاعتماد والتسجيل تستغرق عادة من ست إلى عشر سنوات، كما أن تكلفة تلك المراحل تتخطى عشرات الملايين من الجنيهات، مما يفسر ارتفاع أسعار بعض العلاجات الحيوية مثل علاجات فيروس «سي».

وأكد البروفسور أحمد الجارم، أستاذ الكبد والجهاز الهضمي في جامعة القاهرة (الأب الروحي لأساتذة الكبد بمصر)، على المفهوم نفسه، قائلا: «إذا كانت هناك شركة مصرية أخذت على عاتقها الدخول في حل مشكلة فيروس (سي) فهذا شرف لنا، ولكن ينبغي أن يكون ذلك باتباع الأسس العلمية المعروفة لتسجيل أي دواء».

علاج مصري من جانبه، أكد البروفسور يسري طاهر، أستاذ الجهاز الهضمي والكبد في جامعة الإسكندرية سكرتير عام المؤتمر، على أن «الإنترفيرون المصري المستحدث دواء جديد، ولا يمكن اعتباره (جنيس) أو مثيلا لنوعي الإنترفيرون المعتمدين دوليا»، كما أكد عدم وجود معلومات كافية لاعتماد استخدامه، نظرا لكونه ما زال في المرحلة الثالثة (التجارب الإكلينيكية) حاليا». وأوصى طاهر بضرورة خضوع العقار لمزيد من الدراسات الإكلينيكية، وأهمية اجتيازه كل المراحل التي يجب أن يمر بها أي عقار حديث قبل اعتماده، لأن عملية تطوير الإنترفيرون طويل المفعول ليست بسيطة. والأخطر من ذلك أن استخدام عقار ضعيف، من دون إجراءات احترازية كافية، قد يؤدي على المدى الطويل إلى تحور الفيروس ومقاومته لأي نوع من أنواع العلاج.

فاعلية العلاج

* وأشار طاهر إلى أن الإنترفيرون طويل المفعول يخلق ضغطا مستمرا على الفيروس لمنع تكاثره، ويزيد من فرص القضاء عليه. كما يساهم في تجنب تذبذبات مستوى الفيروس في الدم ارتفاعا وانخفاضا، مما يعد أمرا غاية في الأهمية لأن تذبذب مستوى الفيروس في الجسم يزيد من فرص تحوره وتكوين مناعة ضد العلاج.

وأضاف طاهر: «في حين كان الإنترفيرون العادي فعالا بنسبة نحو 15% فقط في علاج فيروس (سي)، تم تطوير الإنترفيرون طويل المفعول (بإضافة مادة الـ«PEG») لترتفع معدلات فاعليته إلى أكثر من 65%. وتساعد مادة الـ(PEG) في المحافظة على تركيز الدواء في الدم لفترات أطول، مما يؤدي إلى تباعد فترات تلقي العلاج لتصير مرة واحدة أسبوعيا، مما يقلل من العبء النفسي والمادي على المريض».

وخلص المؤتمر إلى نتيجة مفادها أنه على الرغم من النتائج الجيدة والمبشرة في علاج الالتهاب الكبدي الفيروسي «سي» باستخدام الإنترفيرون المصري طويل المفعول، فإنه ينبغي على العلماء والأطباء من القائمين عليه، أو المستخدمين له، عدم التعجل في الحكم على النتائج أو توسعة مجال استخدامه قبل الانتهاء التام من المرور بالمراحل الاختبارية كافة المعتمدة عالميا.