إستشارات طبية

د. حسن صندقجي

TT

* نسمع الكثير، ما حقيقة علاقة تناول اللحوم المشوية أو المدخنة بالإصابات السرطانية؟

الصيدلاني أحمد رأفت - القاهرة. - نحتاج إلى التأني في موضوع تسبب مواد كيميائية معينة في ارتفاع الإصابات بأحد أنواع الأمراض السرطانية. وصحيح أن هناك مواد كيميائية تصنف من قبل الهيئات الصحية العالمية بأنها «مواد مسرطنة»، إلا أن الأمر ليس مطلق الوصف. والسبب هو أن توصل الباحثين إلى نتيجة مفادها أن مادة ما هي «مادة مسرطنة»، لا يعني بالضرورة إثبات ذلك على البشر، بل ربما كان نتيجة لملاحظة تأثيراتها على حيوانات التجارب في المختبرات. كما أن الهيئات العلمية تضيف معلومة مهمة عن تلك المادة، وهو مقدار الكمية التي إذا ما تعرض لها الجسم ظهرت الإصابة السرطانية. وأبسط مثال على «الكمية» هو أشعة الشمس التي لها علاقة بارتفاع الإصابة بسرطان الجلد، ولكن عند التعرض لفترات طويلة، وفي أوقات معينة من النهار، ولدى من لديهم قابلية في الأصل للإصابة بسرطان الجلد. الأبحاث الطبية تحدثت عن مادتين كيميائيتين في اللحوم المشوية لها علاقة بالإصابات السرطانية. واللحوم المشوية يقصد بها اللحوم الحمراء للضأن والبقر وغيرها، واللحوم البيضاء في الدواجن والأسماك.

المادة الأولى هي «الأمينات متباينة الحلقات» HCAs. وهي التي تقول المؤسسة القومية للصحة بالولايات المتحدة وغيرها من الهيئات الصحية العالمية أنها من «المتوقع» أن تكون سببا في الإصابات السرطانية. وهذه المادة تنشأ في اللحوم حينما تشوى إلى حد الاحتراق. وحينما تمت تغذية حيوانات التجارب في المختبرات بهذه المادة نشأت إصابات سرطان القولون والثدي والبروستاتا. إلا أن التجارب على البشر لإثبات هذا الأمر لم تصل بعد إلى نتائج حاسمة.

والمادة الثانية هي «الهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات» PAHs. وهي مواد تنشأ حينما تتساقط قطرات دهون اللحوم المشوية على الجمر، وتتبخر لتلتصق باللحوم مجددا. ومن ثم يأكلها الإنسان.

ومن المهم ذكره أن المادة الأولى المذكورة لا تتكون فقط عند الشواء، بل حتى عند طهي اللحم في الماء لمدة أكثر من اللازم. وأن المادة الثانية يمكن أن تنشأ عند الشواء في الفرن أو طهي اللحوم على الصاج، كما في أقراص لحوم الهمبورغر أو غيرها. وهناك عدة حلول عملية تنصح بها الهيئات الطبية العالمية للحصول على شواء صحي خال إلى حد كبير من تلك المواد المتهمة بالتسبب في السرطان، مثل عدم الإفراط في طهي اللحوم بالعموم، وعدم تعريضها خلال الطهي لدرجات حرارة عالية ولمدة طويلة، وتحاشي إضافة طبقات الشحم إليها، أو شواء اللحوم المختلطة بالشحوم، والاهتمام بإضافة قطع من الخضراوات بين قطع اللحم، والحرص على «تتبيل» اللحم قبل الشواء، من خلال غمره في الخل أو مرقة «ترياكي» اليابانية أو أوراق الروزماري أو الكركم الأصفر. وهذا الأمر أثبتت التجارب العلمية أنه يقلل من تكون المواد تلك بنسبة قد تصل إلى ما بين 50 إلى 70%.

غسيل الكلى والطعام

* والدتي مصابة بفشل كلوي، وتجري غسيل الكلى ثلاث مرات في الأسبوع. سؤالي يتعلق بنوعية الغذاء الذي يفضل لها تناوله؟

* عفاف عيتاني - لبنان. - مرضى غسيل الكلى يحتاجون إلى تناول وجبات غذائية ذات مواصفات خاصة، قد يجد البعض نوعا من الصعوبات في تطبيقها وفهم دواعيها. كما أن نوعية تلك المواصفات تختلف لدى المريض نفسه من وقت لآخر حسب حالته الصحية ونتائج تحاليل الدم لديه وطريقة إجراء الغسيل الكلوي له، والأمراض الأخرى المصاحبة ومقدار الوزن وكمية البول وغيرها من العناصر. ولذا فهناك اختصاصية للتغذية ضمن فريق علاج مريض غسيل الكلى. وهي التي تجدر استشارتها بشكل متكرر ومباشر عن مواصفات الوجبات الغذائية. ولكن دعيني أوضح بعض النقاط المهمة التي يجدر بك متابعتها والسؤال عنها عند استشارة اختصاصية التغذية. بداية عليك ملاحظة أن المقصود بوجبات الغذاء اليومي تشمل الماء والمعادن والفيتامينات والبروتينات والسكريات والدهون. وكمية الماء المتناولة يتم تحديدها للمريض بحسب طريقة الغسيل، وكمية البول، ومدى وجود تجمع للمياه في القدمين أو البطن. وذلك لمنع الجفاف من جهة، ومنع حصول تراكم للمياه في الجسم من جهة أخرى. وهناك أربعة معادن مهمة لمرضى غسيل الكلى، يحتاج كل منها إلى اهتمام خاص. وهي الصوديوم والبوتاسيوم والكالسيوم والفسفور. وتضبط كمية معدن الصوديوم الموجود عادة في الملح، لضبط مقدار ضغط الدم، ولمنع تراكم السوائل بالجسم. ووفق نتائج تحليل الدم، تضبط أيضا كمية البوتاسيوم، عبر ضبط كمية الأطعمة المحتوية عليه بشكل عال. وتعطى لمرضى غسيل الكلى أدوية لتقليل امتصاص الأمعاء للفسفور، ويقلل تناول الأطعمة المحتوية عليه، ابتغاء منع حصول ارتفاع في نسبته بالدم. أما الكالسيوم فمن المهم تزويد الجسم به بشكل كاف، ولكن الإشكالية أن غالبية الأطعمة المحتوية على الكالسيوم تحتوي على الفسفور الذي يجب تقليل تناوله. ولذا تحتاج المريضة إلى إرشادات غذائية خاصة مباشرة من اختصاصية التغذية لمعرفة كيفية تزويد الجسم بكالسيوم الطعام دون التسبب في زيادة نسبة الفسفور بالدم.

أما البروتينات فيجدر الاهتمام بتناولها، خاصة عند الخضوع لغسيل الكلى. ويجب خفض تناول الدهون الحيوانية، وكذا الكولسترول لمنع مضاعفات ارتفاع الكولسترول والدهون الثلاثية على الشرايين القلبية وغيرها. ويجب الحرص على تناول الألياف النباتية بكمية وافرة لمنع الإمساك الناجم عن تأثير أدوية تقليل امتصاص الأمعاء للفسفور.

هذا بالإضافة إلى إرشادات الطبيب المعالج حول تناول حبوب الفيتامينات وفق حالة المريضة.

* التهاب الكبد وعقار «زوكور»

* أصبت بالتهاب الكبد الفيروسي، ولدي ارتفاع في الكولسترول. والطبيب وصف لي عقار «زوكور». وذكر لي أن عليَّ متابعة أنزيمات الكبد لملاحظة حصول أي ارتفاع فيها نتيجة لهذا العقار. أنا متردد في تناوله خوفا على الكبد لدي. كيف تنصح؟

عبد الصمد - المدينة المنورة.

- هذا ملخص رسالتك، واطلعت من خلالها على نتائج تحليل الكولسترول والدهون وتحليل وظائف الكبد وأنزيماته. وعلينا ملاحظة أن ارتفاع الكولسترول يتطلب العمل على خفضه ضمن المعدلات الطبيعية الخاصة بكل إنسان والأمراض الأخرى التي قد تكون لديه. والخفض يتم من خلال عدة مسارات، أولها تناول الغذاء الصحي قليل المحتوى بالدهون والكولسترول، والغني بالخضراوات والفواكه والألياف. وثانيها ممارسة أنشطة يومية ذات طابع صحي، مثل القيام بالجهد الرياضي البدني، وحفظ وزن الجسم ضمن المعدل الطبيعي والامتناع عن التدخين، والامتناع التام عن تناول الكحول، والبعد عن التوتر والضغوطات النفسية. والمسار الثالث هو تناول أدوية خفض الكولسترول، التي منها عقار «زوكور». ما تجب متابعته أثناء فترة تناول هذا العقار هو أمران. الأول مدى الاستجابة لجرعة الدواء في تحقيق الخفض المرجو لنسبة الكولسترول. والثاني الاكتشاف المبكر لأي آثار جانبية لهذا الدواء على العضلات وعلى الكبد. وهو ما يتم من خلال تحليل الدم لأنزيمات الكبد في فترات متعاقبة يحددها لك الطبيب. أي بعد شهر من البدء، ثم بعد ثلاثة أشهر، ثم كل ستة أشهر. وفي حالات من لديهم بالأصل اضطرابات في أنزيمات الكبد، قد يحدد الطبيب فترات زمنية مغايرة رغبة في دقة المتابعة.

بالنسبة لتناولك لعقار «زوكور»، فإن مستوى الاضطرابات في أنزيمات الكبد لا يمنعك من تناول هذا العقار، وهذا ما نصحك به طبيبك. وهناك الألوف من مرضى التهاب الكبد، الذين لديهم ارتفاع في الكولسترول، يتناولون هذا العقار أو غيره من مجموعة أدوية «ستاتين» لخفض الكولسترول. المهم أن تكون درجة الالتهاب في الكبد منخفضة، وأن يتم إجراء فحوصات الكبد والكولسترول.