استشارات

د. حسن صندقجي

TT

ثقب بين الأذينين في القلب

* لدي ثقب بين الأذينين في القلب، ويرى الطبيب أن هذا الثقب يجب إغلاقه، بماذا تنصحني؟

م. العيسى - الرياض.

- لاحظ معي أن الإنسان حينما يكون جنينا، فإنه يوجد مجرى طبيعي للدم بين الأذين الأيمن والأذين الأيسر، عبر فتحة بيضاوية الشكل في الجدار الفاصل بين الأذينين، وبعد الولادة، وتحديدا خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العمر، يتم، بشكل طبيعي وتلقائي، قفل وإغلاق تلك الفتحة.

وكان يعتقد أن هذا الإغلاق يتم بشكل تام وكامل لدى كل الناس، لكن الفحوصات الدقيقة والحديثة للقلب أثبتت أن الأمر ليس كذلك، بل هناك من الناس من يبقى لديه مجرى، ولو كان صغيرا، من خلال تلك الفتحة البيضاوية. ولذا، فإن وجود مجرى الدم هذا بين الأذينين، ليس من الحالات النادرة، بل تشير الإحصاءات الطبية إلى أن نحو 30% من البالغين لديهم درجة من الفتحة الموجودة بين الأذينين.

والأمر الذي أثار موضوع الثقب بين الأذينين في السنوات الماضية هو ملاحظة الأطباء أن بعض الذين يصابون بجلطة في الدماغ، يكون لديهم ذلك الثقب. وهو الذي يسمح للجلطات الدموية، التي تكونت في أوردة الساقين أو الفخذين أن تصل إلى الأذين الأيسر، عبر ذلك الثقب. ومن الأذين الأيسر تجد تلك الجلطة الدموية المتخثرة طريقها إلى الدماغ مباشرة، مع الدم الذي يضخه البطين الأيسر. ولذا يجري تصوير القلب بالأشعة فوق الصوتية لكل الذين يصابون بجلطة في الدماغ، وخاصة الذين تقل أعمارهم عن ستين سنة. وإذا تم تشخيص وجود ذلك الثقب، ينصح طبيا بإقفاله كي نقلل احتمالات عودة الإصابة بالجلطة الدماغية. ويتم قفل الثقب بين الأذينين، إما من خلال قسطرة القلب، أو بالعملية الجراحية للقلب. لكن هذا لا يعني تلقائيا أن النصيحة الطبية تتبنى قفل ذلك الثقب لكل البالغين، وإلا، فإن هذا معناه إجراء عملية القفل تلك لنحو 30% من الناس! ولم يتضح لي من رسالتك لماذا نصحك الطبيب بضرورة قفل تلك الفتحة التي لديك، بمعنى: هل نصحك بذلك لكبر حجمها، أو لتأثيرها على عمل الأذينين، أو لأنه حصل لك في السابق أي مشكلات صحية، جراء مرور جلطات دموية من الأذين الأيمن أو الأيسر. ولذا، فراجع تقييم طبيب القلب الذي فحصك ودرس حالتك، ونصحك بأن يتم إجراء قفل الثقب.

* زوائد على جلد الرقبة

* لدي عدة زوائد جلدية على جانبي الرقبة، كيف يمكنني التخلص منها؟

مسرة- القاهرة.

- هذه واحدة من المشكلات الجلدية الشائعة جدا، وغالبا لا ضرر منها، ولا تكوّن نوعا من الأورام السرطانية الجلدية. لكنها قد تتسبب أحيانا في الإزعاج أو الألم جراء احتكاكها بالملابس أو غيرها. ومن الأفضل مراجعة الطبيب لفحصها.

ويجب أن تتم إزالة هذه الزوائد بواسطة الطبيب، إما بالقطع الجراحي، أو بالتجميد من خلال جهاز خاص بذلك، أو بالكي الكهربائي. وعلى الإنسان ألا يلتفت لتلك النصائح التي تقول إن المرء يمكنه أن يزيلها بنفسه من خلال ربطها بخيط أو ما شابه ذلك، لأن الأمر قد يكون مؤلما، وقد يصاحبه نزيف دموي.

* الكورتيزون وضغط الدم

* لدي التهاب روماتزمي في المفاصل، ويريد الطبيب أن يعالجني بحبوب الكورتيزون. لكن لدي ارتفاع في ضغط الدم، ويقول الطبيب إنه سيراقب ذلك، لأن الكورتيزون قد يتسبب في ارتفاع ضغط الدم. وهذا الأمر ليس واضحا لدي، فبماذا تنصحني؟

الحائر- الرياض.

- هذا ملخص سؤالك. وبداية، لا داع لأن تدخل في دوامة الحيرة. لقد رأى طبيبك ضرورة تناول حبوب الكورتيزون لتهدئة تهيج حالة التهاب المفاصل لديك بعد أن لم تفلح الأدوية الأخرى في تخفيف عمليات الالتهاب والشعور بالألم وصعوبة حركة المفاصل لديك. وهذا تصرف علاجي مناسب وفق ما يبدو من أن حالتك الصحية تتطلب ذلك. وكان الطبيب واضحا معك في ذكره أن أحد الآثار الجانبية الممكنة الحصول، هو ارتفاع ضغط الدم، ولذا طلب منك أن تتم متابعة قراءات ضغط الدم لديك.

وعليك تذكر ثلاثة أمور. الأول، أن تناول أدوية الكورتيزون لا يتسبب عادة في ارتفاع شديد في مقدار قراءات قياس ضغط الدم، أو في ارتفاع يصعب التعامل معه طبيا. الأمر الثاني، أنه لو حصل ارتفاع في ضغط الدم جراء تناول أدوية الكورتيزون، فإن تقليل جرعة الكورتيزون يخفض من الارتفاع الذي نشأ في مقدار ضغط الدم. ولذا، فإن تناول أدوية الكورتيزون يجب أن يكون ضمن أقل كمية ممكنة، كي تقل احتمالات التسبب في ارتفاع ضغط الدم. وضبط كمية الكورتيزون لأقل جرعة ممكنة، أمر يتطلب منك التعاون مع طبيبك، وذلك بمراجعته للأعراض التي تشعر بها في المفاصل وبمراجعته لحالة المفاصل نفسها خلال فحص المتابعة.

أخيرا، فإن الأمر الثالث هو أن أحد أهم آليات حصول ارتفاع ضغط الدم عند تناول حبوب الكورتيزون هو عبر تجمع المياه في الجسم وعدم تصريفها من خلال الكلى. وما يخفف من هذا، في حال وجود كليتين تعملان بشكل جيد، هو خفض وتقليل تناول الصوديوم، أي الموجود في ملح الطعام وفي الأطعمة التي يضاف إليها الصوديوم في عمليات إعدادها وحفظها.

* العلاج المنزلي للبواسير

* عمري 38 سنة، وأعاني من ارتفاع ضغط الدم، وأتابع معالجته بالأدوية، وقد سبق لي أن أجريت عملية البواسير قبل أربع سنوات، وفي الآونة الأخيرة بدأت أشعر بالألم مرة أخرى في منطقة الشرج، ولا أريد إعادة إجراء الجراحة، فما الذي يمكنني فعله لتخفيف الألم؟ وهل لارتفاع ضغط الدم علاقة بالأمر؟

خالد ح. - الكويت.

- هذا ملخص سؤالك. لكنه لا توجد علاقة مباشرة بين ارتفاع ضغط الدم والبواسير، فمن النادر أن تتسبب أدوية الضغط التي تتناولها، في الإمساك، أو تتسبب في غيره من الأسباب، التي تسبب البواسير.

ومن المهم أن تراجع طبيب الجراحة للفحص والتأكد من أن الألم الذي تشعر به هو بسبب البواسير، لأن الألم ليس هو العلامة الرئيسية للإصابة بالبواسير، بل ربما يكون الألم بسبب وجود التهاب ميكروبي في منطقة الشرج (ناسور)، أو شرخ في أنسجة بطانة الشرج.

وعموما، فإذا أصيب الإنسان بالبواسير، فإن أفضل ما يمكن فعله لتخفيف التورم الناجم عن البواسير في أوردة منطقة الشرج، هو العمل على تحقيق ليونة الفضلات (البراز)، ليسهل إخراجها من دون التسبب في مزيد من تورم البواسير. الأمر الآخر هو العمل على حفظ نظافة منطقة الشرج.

ولذا ينصح بتناول الأطعمة التي تسهل الإخراج، وتجنب تلك التي تسبب الإمساك. وبلا شك، يجب معالجة أي أمراض أخرى تسبب الإمساك، وتجنب تناول أي أدوية تتسبب فيه أيضا. ومن أفضل ما يساعد على معالجة الإمساك هو الحرص على شرب كميات كافية من الماء، وممارسة رياضة المشي، والذهاب للحمام حال الرغبة في الإخراج من دون تأخير لذلك، وتناول الأطعمة الغنية بالألياف، كالخضار والفواكه والخبز المصنوع من دقيق حبوب كاملة غير مقشرة.

وحال الذهاب للحمام للإخراج، احرص على عدم إطالة مدة الجلوس، وعدم إطالة مدة الضغط لإتمام عملية التبرز. وبعد الفراغ من عملية التبرز، يمكن الاستفادة من التأثيرات الإيجابية للجلوس في مغطس من الماء الدافئ لنحو ربع ساعة، وتكرار ذلك 3 أو 4 مرات في اليوم؛ لأن الماء ينظف، فيما يخفف الدفء من الالتهاب وعدم الراحة. وهناك في الصيدليات أوعية خاصة بهذا، يمكن وضعها على كرسي الحمام.

ولاحظ معي أن الحرص على نظافة منطقة الشرج، يغني عن الاضطرار إلى استخدام مستحضرات كريم (دهان) البلسم أو التحميلة أو المراهم أو غيرها، لأن ذلك ليس ضروريا في الأحوال العادية للعناية بالبواسير.