محطات صحية

د. عبير مبارك

TT

سلوك نمط الحياة الصحية

* هناك عدة عوامل تلعب أدوارا مهمة في تحديد مستوى الصحة العامة للإنسان، ومستوى الصحة لأعضاء وأنظمة أجهزة الجسم المختلفة أيضا، خاصة للوقاية من الأمراض الأكثر شيوعا والأكثر تسببا بالإعاقات المرضية والوفيات، وتحديدا يقصد أمراض شرايين القلب والسرطان والجلطات الدماغية وارتفاع ضغط الدم ومرض السكري وأمراض المفاصل والأمراض الميكروبية المعدية وغيرها. ومن هذه العوامل ما لا طاقة للإنسان في تعديلها أو تخفيف تأثيراتها السلبية، كمقدار العمر أو الجينات الوراثية، ومنها ما يمكن السيطرة عليها وتخفيف تأثيرها السلبي، كالوزن ونوعية الأكل وغيرها من العوامل المرتبطة بسلوكيات الحياة. وهناك نمط صحي وأنماط غير صحية لسلوكيات الحياة. واتخاذ المرء الخطوات التي تجعل سلوكيات حياته أقرب ما يمكن للنمط الصحي، وهو أهم ما يمكن أن يفعله أحدنا للحفاظ على صحته العامة، وللحفاظ على صحة الأعضاء المهمة في جسمه.

وتشير «الوكالة القومية الأميركية لأبحاث ونوعية الرعاية الصحية» Agency for Healthcare Research and Quality، إلى أن من أمثلة تلك السلوكيات الصحية في نمط الحياة:

* زيارة الطبيب لإجراء الفحوصات الدورية، وليس زيارته فقط عند الإصابة بأحد الأمراض.

* الحفاظ على وزن طبيعي للجسم.

* الحرص على أكل أنواع مختلفة من المأكولات الصحية، مع الاهتمام بضبط كمية الدهون وكمية طاقة «كالورى» (السعرات الحرارية) في مجمل الأكل اليومي.

* الحرص على ممارسة النشاط البدني اليومي، خاصة برنامج النشاط الرياضي.

* العمل على ضبط مقدار ضغط الدم ونسبة الكولسترول في الدم لديك.

* الامتناع عن التدخين.

* الوقاية من التعرض بشكل كبير لأشعة الشمس.

والسؤال، كيف يبدأ أحدنا في القيام بتلك الخطوات؟

الأطباء في «الرابطة الأميركية لمرض السكري» American Diabetes Association يقولون لك صراحة «لا يمكن فعل كل شيء دفعة واحدة». ويقترحون البدء في خطوات بسيطة، والاستمرار فيها، ثم زيادة الاهتمام بخطوات أخرى، وصولا إلى الأفضل في جانب الاهتمام بالصحة وسلوكيات نمط الحياة الصحية. وللبدء يقترحون:

- قم بتغيير أمر واحد في البداية، وليكن ذلك حينما تكون مستعدا للقيام بذلك الأمر والاستمرار فيه. وتذكر أن تحقيق كل الأهداف الصحية قد يستغرق بضعة أشهر أو بضع سنوات.

- تعرف على العادات الحياتية السيئة لصحتك. وأعلم بأنك ستحتاج إلى جهد، قد يكون قويا، للتخلص منها أو تخفيف ممارستها على أقل تقدير.

- قرر ما الذي يجعل من المهم أن تجري تلك التغيرات الصحية في سلوكيات حياتك. أي: هل هو من أجلك أم من أجل أسرتك أم من أجل عملك أم من أجل أصدقائك.

- ابدأ بتنفيذ الخطوة الأولى التي ستحدث تغيرا واضحا في حياتك. ولتكن مثلا المشي لمدة 15 دقيقة بدلا من مشاهدة التلفزيون خلال تلك الفترة.

- اجعل من الواضح لديك أن تضع أهدافا معقولة ويمكن تحقيقها، وضع حدا زمنيا كنهاية لوجوب القيام بها.

- احرص على أنك بالفعل تقوم بتلك السلوكيات الصحية، وبالمواصفات المطلوبة، وكافئ نفسك حينذاك. ومثلا، الرياضة البدنية المطلوبة هي تلك التي تستغرق نصف ساعة كاملة من المجهود البدني المتوسط، والهدف هو التدرج في الوصول إلى ذلك، والمهم هو الوصول إلى تلك المواصفات المطلوبة وليس أقل من ذلك.

الوقاية من دوار الحركة

* «دوار الحركة» Motion sickness مصطلح طبي يقصد به تلك الأعراض التي تعتري الشخص حال وجوده في إحدى وسائل النقل، مثل القطار أو الطائرة أو السفينة أو السيارة. وتشمل الأعراض الشعور بالإعياء والقرف queasy feeling والتعرق والغثيان والدوار والقيء.

وتحصل هذه الحالة عندما يبدأ الدماغ في الشعور بالحركة والتنقل عبر مستقبلات خاصة في الأذنين والعينين والعضلات والمفاصل. وحينما لا تتطابق لدى الدماغ تلك المعلومات التي ترسل من كل هذه الأجزاء بالجسم، فإن حالة «دوار الحركة» تبدأ في الظهور لدى الإنسان.

و«دوار الحركة» من الحالات الشائعة نسبيا، وقد تصيب المرء في وسيلة نقل، دون أخرى. أي عند ركوب السفينة، دون القطار، أو الطائرة، دون السيارة. أو في كلها.

وتشير «مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية» CDC إلى أن ما تختاره كمكان للجلوس في وسيلة النقل له تأثير على مدى الشعور بهذه الحالة المزعجة. والمقعد الأمامي للسيارة، والمقطورات الأمامية في القطارات، والطبقات العليا في السفينة، والمقاعد التي توجد بمحاذاة الأجنحة في الطائرة، كلها تسهل على الراكب تقليل إزعاج حصول «دوار الحركة».

ويضيف الباحثون من المركز الطبي في جامعة ماريلاند بالولايات المتحدة نقاطا أخرى لتخفيف تلك المعاناة حال ركوب السيارة تحديدا. ومنها:

* احرص على الجلوس في المقاعد الأمامية للسيارة بدلا من الخلفية.

* انظر إلى الأفق أمامك، بدلا من القراءة أو النظر إلى أشياء في داخل مقصورة الركاب.

* حاول، ما أمكنك إسناد رأسك إلى ساندة الرأس في الكرسي، وحاول ألا يهتز رأسك.

* وجه هواء التهوية أو التبريد نحو وجهك مباشرة.

* تحاشى التدخين.

* استشاري بقسم الباطنية في المستشفى العسكري بالرياض [email protected]