بين الخطأ والصواب

د. عبد الحفيظ خوجة

TT

المسكنات أيضا.. غير آمنة

* من الأخطاء الشائعة لدى معظم المجتمعات في العالم أن كثيرين قد تعودوا شراء الأدوية المسكنة وتناولها متى شاءوا ومن دون الرجوع إلى طبيب الأسرة، غير عابئين بالآثار الجانبية لمثل هذه الأدوية، التي قد تصل خطورتها في بعض الحالات إلى فشل أحد أهم الأجهزة الحيوية في الجسم.

تشير الإحصاءات إلى أن نسبة التنويم بالمستشفيات قد زادت في الولايات المتحدة، أكثر من 400% على مدى السنوات العشر الأخيرة بسبب التنويم من أجل العلاج من حالات سوء استخدام الأدوية وتلك المسكنة والمخففة للألم لأغراض غير طبية.

هناك فرق كبير بين أخذ قرص إضافي لتسكين وجع الأسنان غير المحتمل مثلا، وبين تعاطي المسكنات من غير حاجة إليها أو للتعود عليها. فالمعروف أن بعض المسكنات يمكن أن يؤدي إلى نوع من التعود عليها إضافة للتأثيرات الجانبية لكل منها، في حال سوء الاستخدام.

الألم هو شعور غير سار، يتطلب عادة أخذ أحد هذه الأقراص التي تدعى «مخففة الألم» كإجراء علاجي ووقائي. والمشكلة أن تناول مثل هذه الأدوية بتركيزات عالية وبشكل مستمر ومنتظم، يمكنه أن يؤدي إلى ضرر وتلف في أجهزة الجسم، مثل الكليتين.

وعندما توصف هذه الأدوية المسكنة بوصفة طبية من قبل طبيب اختصاصي، لا يعني ذلك خلوها من الآثار الجانبية أو أنها أقل خطورة ولكنها تكون مقننة وبتعليمات وإرشادات الطبيب المعالج الذي يقوم من وقت لآخر بإجراء فحوص مختبرية للتأكد من سلامة الأعضاء المعرضة للآثار الجانبية لمثل هذه الأدوية ولن يكرر صرفها للمريض إذا لاحظ أي تغير في مؤشرات تلك التحاليل عن الوضع الطبيعي.

معرفة الأسباب تساعد في الوقاية من الأمراض

* إن من الأمور الخطيرة في المجتمع أن نجد عددا من العادات والسلوكيات الخاطئة تتفشى بين الناس بشكل كبير على الرغم من أنها تعتبر ضمن عوامل الخطر في الإصابة بأمراض القلب والشرايين التاجية وأمراض الأوعية الدموية مثل حالات «تمدد الأوعية الدموية» أو «أم الدم» Aneurysm». ومن تلك العوامل ظاهرة التدخين التي تزداد انتشارا يوما بعد يوم على الرغم من الحقائق العلمية التي تثبت حدوث مضاعفات خطيرة تترتب على التدخين، وكذلك تناول الوجبات الدسمة المشبعة بالدهون وعدم ممارسة الرياضة.

إن من أخطر أمراض العصر حالات «تمدد الأوعية الدموية» وهو مصطلح طبي يستخدم لوصف تمدد أو انتفاخ جزء أو منطقة من الشريان مثلما يحدث عند نفخ البالون، وهي حالة تحدث عندما يصبح جدار الشريان ضعيفا أو معطوبا.

المعهد الوطني الأميركي للقلب والرئة والدم أعد قائمة بأهم الأسباب وأكثرها شيوعا التي تؤدي إلى احتمال الإصابة بتمدد الأوعية الدموية، والهدف هو التعرف على الأسباب وتجنبها:

- كون الشخص مدخنا، فيجب الإقلاع فورا عن التدخين.

- تراكم وترسب الشوائب الدموية مثل الكولسترول داخل الشرايين وهو ما يسمى بتصلب الشرايين.

- ارتفاع ضغط الدم، فيجب الاهتمام بالعلاج والانتظام عليه.

- أخذ الحذر بعد الإصابة بالعدوى أو أي مرض من شأنه أن يؤدي إلى التهاب في الأوعية الدموية.

- التقدم في السن.

- وجود تاريخ عائلي لحالة تمدد الأوعية الدموية.

- وجود سبب جيني يؤدي إلى ضعف الأوعية الدموية.

- إصابة أو صدمة عنيفة مثل ما يحدث في حوادث السيارات. احذر ثآليل القدمين.. فهي معدية

* يخطئ البعض في الإقدام على معالجة الأمراض التي يعانون منها بأنفسهم أو بواسطة وصفات شعبية من الأهل والأصدقاء، ومن تلك الأمراض ثآليل القدمين. وفي معظم الحالات لا تستجيب لمثل تلك العلاجات، بل تمتد إلى أماكن أخرى من الجسم، وقد تصاحبها بعض المضاعفات، خاصة إذا كان المريض مصابا بأمراض أخرى كداء السكري مثلا. والمسبب لهذه الثآليل نوع من الفيروسات، وتحدث الإصابة عادة بالتقاط الفيروس أثناء المشي حافي القدمين على الأسطح التي يوجد عليها الفيروس. وعادة ما تكون ثآليل القدمين مؤلمة جدا خاصة التي تقع في باطن القدم فتؤثر على الحركة والمشي.

الجمعية الأميركية للعناية بالقدمين تقدم عددا من المقترحات للتعامل الأمثل مع ثآليل القدمين:

- لا تحاول معالجة الحالة من تلقاء نفسك، خاصة بوصفات الأهل والأصدقاء، وبدلا من ذلك التمس العلاج لدى أحد الاختصاصيين.

- إذا كنت مصابا بأحد الأمراض المزمنة مثل داء السكري، أو اضطراب في الدورة الدموية، أو مشكلات في جهاز المناعة أو في الجهاز العصبي، يتحتم عليك إخبار الطبيب المعالج بذلك حتى يضع لك خطة علاج تناسب وضعك الصحي. وحيث إن مرض الثآليل يعتبر من الأمراض سريعة الانتشار إلى أجزاء أخرى من الجسم أو حتى إلى الآخرين المخالطين للمريض، فعليه تجب سرعة البحث عن العلاج والانتظام عليه واتباع الإرشادات الطبية الوقائية التي تكفل عدم انتشار المرض لأماكن أخرى من الجسم أو إلى الآخرين.

* استشاري في طب المجتمع مدير مركز المساعدية التخصصي ـ مستشفى الملك فهد بجدة