الصداع النصفي.. ودورة الطمث

أقراص منع الحمل تقلل من نوباته

TT

ورد كثير من رسائل القراء يتساءلون فيها حول العلاقة بين الهرمونات والصداع النصفي. وهنا يجيب الدكتور ديفيد دوديك من «مايو كلينك» على إحدى السائلات التي سألت عما إذا كانت حبوب منع الحمل قادرة على منع الصداع النصفي المرتبط بدورة الطمث:

* أعاني منذ الطفولة من الصداع النصفي غير المصحوب بهالة بصرية، وهو الآن يحدث قرب حصول دورة الطمث، وقد أقلعت عن تناول الكافيين والشوكولاته في منتصف العشرينات من عمري، لكنني ما زلت أعاني من الصداع النصفي مرة كل شهر مع بدء دورة الطمث. وسؤالي هو عما إذا كانت أقراص منع الحمل التي تحد من عدد مرات دورة الطمث تعمل أيضا على تقليل عدد نوبات الصداع النصفي؟

- الدكتور ديفيد دوديك: دورة الطمث محفز شائع وقوي لدى النساء اللاتي يعانين من الصداع النصفي، وهناك أدلة - تستند إلى تجربتي مع المريضات - على أن تلك النوبات عادة ما تكون أيضا قوية لدى بعض النساء وتستمر فترة أطول من النوبات التي تحدث خارج فترة الطمث. وبموجب التعريف، فإن نوبات الصداع النصفي المصاحبة لدورة الطمث تحدث خلال يومين قبل بدء الدورة وثلاثة أيام بعد بدء الدورة.

وعلى الرغم من عدم وضوح الآلية التي تتسبب بها دورة الطمث في حدوث الصداع النصفي بشكل كامل، فإن الخبراء يعتقدون أن الانخفاض الكبير في مستويات الاستروجين قبل دورة الطمث يؤدي إلى إحداث تغيرات في مستوى تهيج الجهاز العصبي المركزي، الذي يشمل مناطق في المخ ومنها منطقة الصداع النصفي.

تأثير أقراص الحمل

* الإجابة عن سؤالك، هي نعم. وهذا نتيجة لوجود أدلة على أن تناول بعض النساء لأقراص منع الحمل دائما ما يؤدي إلى انخفاض نوبات الصداع النصفي الملازم لدورات الطمث. لكننا ننصح بضرورة مناقشة مخاطر وفوائد هذه الاستراتيجية مع طبيب الرعاية الأساسية أو طبيب النساء الخاص بك.

وعادة ما تكون الأدوية المستخدمة لتخفيف الصداع النصفي غير المرتبط بدورة الطمث - الأدوية غير الستيوردية المضادة للالتهابات، ومسكنات الألم - فعالة في علاج نوبات الصداع النصفي خلال دورة الطمث. إضافة إلى ذلك، أظهرت الأدوية غير الستيوردية المضادة للالتهابات وبعض مسكنات الألم أو لاصقة منع الحمل خفضا في تكرار الصداع النصفي المرتبط بدورة الطمث عندما تتناولها المريضة بصورة يومية قبل يومي البداية المتوقعة والمعتادة لنوبة الصداع النصفي المرتبط بدورة الطمث (هذا الوقت يختلف باختلاف المرضى)، وحتى اليوم الثالث من بداية الطمث. ومرة أخرى نود التنويه بضرورة استشارة الطبيب بشأن الوسيلة الأكثر فعالية بالنسبة لك.

محاذير العلاج

* هناك كثير من العوامل التي يجب أن تؤثر على قرارك باستخدام الأستروجين (إما عن طريق لاصقة الجلد أو أقراص حبوب منع الحمل) لعلاج الصداع النصفي، لأن استخدام الأستروجين مرتبط بمخاطر الإصابة بالجلطات الدماغية. ومن بين العوامل التي ينبغي العناية بها؛ سن المريضة، واحتمالات وقوع إصابة الأوعية الدموية من ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع نسبة الكولسترول والإصابات السابقة بخثرات الأوردة العميقة، والانسداد الرئوي أو السكتة الدماغية، وأمراض القلب. وما إذا كان الأفراد يعانون من الصداع النصفي المصحوب بهالة بصرية.

يضاعف الصداع النصفي المصحوب بهالة بصرية خطر الإصابة بالإسسكيميا العابرة (تسمى جلطة عابرة) بالإضافة إلى الجلطة الإسسكيمية. وكما أشرت في رد سابق، فإنه على الرغم من أن المخاطر ربما تكون مضاعفة مقارنة بالأفراد من السن والجنس نفسيهما ممن لا يعانون من الصداع النصفي، فإن المخاطر المطلقة لا تزال صغيرة - أقل من 20 جلطة في كل 100.000 شخص سنويا. بيد أن هذه المخاطر تبدو أعلى بين النساء الأصغر من 45 عاما والمدخنات والنساء اللاتي يستخدمن أقراص منع الحمل.

وعلى الرغم من الجدل الدائر بشأن تأثيرات العلاج العملي لهذه العوامل، بوجه عام، فإن بعض الشابات ممن يعانين من الصداع النصفي يجب أن ينصحن بوقف التدخين، وربما يمكن دراسة استخدام وسائل منع الحمل غير الأقراص، خاصة بالنسبة للاتي يعانين من عوامل خطر الإصابة بالجلطة وأمراض القلب.

* خدمة «نيويورك تايمز»