أدوية مدرات البول.. هل تزيد من احتمال الإصابة بمرض السكري؟

فوائدها لضبط ضغط الدم ودرء مشكلات القلب أقوى من خطرها

TT

* غالبا ما توصف أدوية مدرات البول من صنف «ثيازيد» (thiazide) كأول العلاجات التي تعطى للتحكم في مقدار ضغط الدم. إلا أني سمعت أن دراسة موسعة يطلق عليها الرمز ALLHAT، قد عثرت على صلة ما بين مدرات البول «ثيازيد» والإصابة بمرض السكري. هل هناك ما يدعو إلى القلق في هذا الشأن؟

- إنك محق في ما يخص اختيار «ثيازيد» كأول علاج يوظف للسيطرة على ارتفاع مقدار ضغط الدم، إذ توصي الإرشادات الوطنية في الولايات المتحدة باستخدام هذه الأدوية بوصفها علاجا ابتدائيا لغالبية الأشخاص المعانين ارتفاع ضغط الدم - على الرغم من أنه توجد حاجة في أغلب الأحيان، إلى إعطاء أكثر من دواء واحد بهدف خفض مقدار ضغط الدم المرتفع.

أدوية فعالة

* وقد أظهر عدد من الدراسات أن مدرات البول «ثيازيد» فعالة لدرء حدوث النوبات القلبية، والسكتات الدماغية، وأمراض القلب والأوعية الدموية الأخرى الناجمة عن ارتفاع ضغط الدم. كما أن هذه الأدوية تخفض من أخطار مضاعفات تلك الأمراض.

ومن بين مجموعة أدوية مدرات البول «ثيازيد»، يعتبر دواء الهيدروكلوروثيازيد hydrochlorothiazide)) أكثر الأدوية الموصوفة من قبل الأطباء في الولايات المتحدة.

ولعل دراسة ALLHAT التي ذكرتها في رسالتك هي أكبر دراسة مؤثرة من نوعها أجريت حتى الآن، حول أدوية علاج ارتفاع ضغط الدم.

وقد شملت الدراسة 33 ألف شخص وزعوا عشوائيا على ثلاث مجموعات لتناول واحد من ثلاثة أدوية لخفض ضغط الدم المرتفع: دواء مدر البول «ثيازيد»، دواء من حاصرات أقنية الكالسيوم calcium – channel blocker أو دواء من مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين ACE inhibitor.

وأظهرت الدراسة أن معدلات حدوث النوبات القلبية والوفيات الناجمة عن أمراض القلب كانت متشابهة في كل المجموعات الثلاث. إلا أن المجموعة التي تناول أفرادها دواء «ثيازيد» كانوا من أقل الذين تعرضوا لحالات عجز القلب.

الإصابة بالسكري

* وحلل الباحثون البيانات المستخلصة في دراسة ALLHAT للتعرف على تأثيرات الأدوية المختلفة على مستوى سكر الدم. وقد وجدوا أن كل الأدوية الثلاثة لها صلة بحدوث زيادة في سكر الدم، إلا أنه تم تشخيص عدد أكثر من الأشخاص (11.6%) في المجموعة التي تناولت دواء «ثيازيد»، بإصابتهم بمرض السكري مقارنة بالإصابات بالسكري في المجموعة التي تناولت أدوية حاصرات أقنية الكالسيوم (9.8%)، أو في المجموعة التي تناولت مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (8.1%).

ولم يتجسد هذا الاختلاف الطفيف في خطر الإصابة بمرض السكري في حدوث حالات أكثر للنوبات القلبية أو حدوث مشكلات صحية أخرى. ولذلك، وبموازنة النتائج، فإن فوائد مدرات البول «ثيازيد» - أي دورها في السيطرة على ارتفاع ضغط الدم والحيلولة دون وقوع حوادث سيئة مرتبطة به - هي أقوى من خطر الإصابة بالسكري.

وفي اعتقادي، فإن أدوية مدرات البول «ثيازيد» تظل أفضل الاختيارات الأولى لغالبية المصابين بارتفاع ضغط الدم، ولذا فإن الزيادة الطفيفة الحاصلة في خطرها للإصابة بمرض السكري، الذي جاءت به دراسة ALLHAT، لا ينبغي أن تؤثر في تناول المصابين لها، أو في الأطباء للتوقف عن وصفها.

* طبيبة في مستشفى بريغهام والأمراض النسائية في بوسطن، رسالة هارفارد الصحية، خدمات «تريبيون ميديا»