استشارات

د. حسن صندقجي

TT

تقدم العمر والرغبة الجنسية

* عمري 54 سنة، هل من الطبيعي أن تتدنى لدي الرغبة الجنسية، وهل من علاقة بين العادة السرية وعدم الإنجاب؟

عامر - الرياضز - هذه أهم أسئلة وردت في رسالتك، ومن الطبيعي التوقع أن تنخفض بشكل متدرج الرغبة في ممارسة العملية الجنسية مع التقدم في العمر عموما. ووتيرة هذا التدرج في الانخفاض تختلف فيما بين الرجال، ولكن علينا ملاحظة أمرين؛ الأول: أن الفقد المفاجئ للرغبة الجنسية هو أمر غير طبيعي، بل الطبيعي هو المتدرج عبر سنوات، وليس أسابيع أو بضعة أشهر، والثاني: أن غالبية الرجال يظلون محتفظين بالرغبة في ممارسة العملية الجنسية مع الزوجة حتى مرحلة الستينات أو السبعينات، وهناك من يُنجبون وهم في الثمانينات أو أكثر من أعمارهم.

ومهما كان الأمر، يجب أن يبحث الرجل عن سبب تدني الرغبة الجنسية لديه حتى لو كان متقدما في العمر، وعلينا أن نلحظ أيضا أن التعريف الطبي للتقدم في العمر يختلف تماما عن ذلك التعبير الشائع بين الناس عن وصف التقدم في العمر. وكمثال في طب القلب، توصف النوبة القلبية المبكرة بأنها التي تصيب الرجل في سن أدنى من عمر 55 سنة، والمرأة في سن أدنى من 65 سنة.

هذا جانب، والجانب الآخر أن النظرة الطبية إلى رجل ما مصاب بأحد، أو بمجموعة، من الأمراض المزمنة، يختلف عن النظرة الطبية إلى رجل ليس لديه أي منها، مهما كان متقدما في العمر، وبالذات عند وجود مرض السكري بالذات، أو إصابات مؤلمة معوقة في المفاصل، أو الاضطرار إلى تناول عدة أنواع من الأدوية في اليوم والليلة.

وفي العموم، فإن أكثر أسباب تدني الرغبة الجنسية انتشارا هو اضطرابات الحالة النفسية لدى الرجل، مثل الاكتئاب أو «القلق» أو غيرها، وهذه الاضطرابات تحتاج إلى تشخيص دقيق لمعرفة ما إذا كانت موجودة لدى الرجل، وهناك أيضا «التوتر والإجهاد النفسي»، مع ملاحظة الفرق الواضح طبيا بين «القلق» من جهة وبين «التوتر والإجهاد النفسي» من جهة أخرى.

كما أن ثمة أسباب متعددة لتدني نسبة هرمونات الذكورة لدى الرجل، كأحد الآثار الجانبية للأدوية، أو نتيجة لأحد أنواع اضطرابات الهرمونات في أمراض عدد من الغدد الصماء في الجسم، أو نتيجة لتدني عمل أعضاء مهمة في الجسم، كالكبد أو الكلى أو القلب أو غيرها.

والمهم هو مراجعة الطبيب، وإجراء الفحوصات اللازمة لتتأكد من أن سبب هذا التدني في الرغبة الجنسية لمعالجته أو لمعالجة أسبابه.

أما ممارسة العادة السرية، في أي مراحل العمر، فلا علاقة له بالتسبب بتدني احتمالات الإنجاب. وتحديدا، فإن ممارسة العادة السرية لا تؤدي إلى نقص عدد الحيوانات المنوية، ولا تؤدي إلى تدني قدرات الانتصاب في العضو الذكري. بل تشير بعض المصادر الطبية، مثل «مايو كلينك» في نشراتها، أن عدم القذف لبضعة أيام يؤدي إلى تدني قدرات الإنجاب، لأنه يؤدي إلى زيادة عدد الحيوانات المنوية ذات الشكل والوظيفة والقدرات غير الطبيعية.

التهاب سرّة البطن

* عمري 36 سنة، ولدي ألم وإفرازات من سرّة البطن، هل هذه علامات وجود التهاب ميكروبي، وهل الأمر يتطلب مراجعة الطبيب؟

هند ح. - الدمام.

- هذا ملخص سؤالك، ووجود ألم مع خروج إفرازات من منطقة السرّة هي علامات تدل على احتمال وجود التهاب ميكروبي في منطقة السرّة. وهي حالة تتطلب مراجعة الطبيب للكشف عن سببها ومعالجته بطريقة صحيحة.

ولاحظي معي أن هناك عدة أسباب محتملة لحصول ما ذكرت، ومنها التهاب طبقة الجلد في منطقة السرّة نفسها، وهذا قد يحصل أسوة بأي التهاب ميكروبي يطال جلد أي منطقة في الجسم. وقد يكون الأمر حينها ناجما عن حصول خدش في الجلد وتهتك في أنسجته، مما أدى إلى تكون بيئة مناسبة لنمو الميكروبات وتكاثرها، وتسببها بالتالي في التهاب جلدي.

وفي أحيان نادرة، قد يكون هناك كيس جلدي في منطقة السرّة، يكون فيه التهاب ميكروبي. وفي أحيان أكثر ندرة، قد تكون السرّة منفذا لالتهابات ميكروبية حاصلة في الأمعاء أو المثانة.

والمهم هو مراجعة الطبيب وعدم إهمال الأمر، وغالبا لا يكون ثمة أي أمر خطير.

لقاح التهاب الرئة

* هل يحتاج الذي فوق الخمسين للقاح التهاب الرئة؟

عبد السلام توفيق – القاهرة.

- هذا ملخص سؤالك الذي ورد ضمن تعليقك على إجابة سابقة لاستفسار حول فحوصات المرأة في الخمسينات من عمرها.

بداية فإن لقاح التهاب الرئة يحمي من الإصابة بالنوع الأكثر تسببا بالتهاب بكتيري في أنسجة الرئة، أو ما يُعرف بـ«نيمونيا». وهو ليس موجها ضد أي نوع من الفيروسات، بل ضد نوع محدد من أنواع البكتيريا، ويحتوي اللقاح على أجزاء من البكتيريا تلك، أي أنه لا يحتوي على بكتيريا ضعيفة.

والنصيحة الطبية تتضمن إعطاء هذا النوع من اللقاح لعموم الأشخاص الذين تجاوزوا عمر خمس وستين سنة، مرة كل ما بين خمس إلى عشر سنوات.

أما من هم أصغر من هذا العمر فلا يُعطى لهم اللقاح، إلا في ظروف صحية خاصة، وتحديدا من لديهم أمراض مزمنة في الرئة، أو لديهم تدنٍّ في مناعة الجسم بسبب بعض الأمراض المزمنة، كمرض السكري أو فشل بعض الأعضاء، مثل الكبد أو الكلى أو القلب، أو تدني مناعة الجسم بسبب تناول أدوية تضعف المناعة، مثل المرضى الذين تمت لهم زراعة أحد الأعضاء أو الذين يتناولون تلك الأدوية لمعالجة حالات مزمنة، كالربو أو التهابات المفاصل الروماتزمية أو غيرها.

كيس في الكلية

* لدي كيس في الكلية بامتداد 2 في 2 سم، تم اكتشافه أثناء فحوصات بالأشعة الصوتية أجريتها بعد آخر حمل لي قبل ثلاث سنوات، إلا أن الطبيب طمأنني أن الأمر ليس بخطير، ولكن يحتاج إلى متابعة. أنا في الحقيقة قلقة من أن يكون الأمر نتيجة لوجود نوع من الأمراض الخبيثة؛ ما تنصح؟

م. عبد الله - الرياض - هذا ملخص رسالتك، والموضوع لا يحتاج إلى القلق، بل يحتاج إلى الاهتمام وفق توجيهات الطبيب المتابع للأمر، وإذا أجرى الطبيب الفحوصات الضرورية وطمأنك بأن الأمر لا يستدعي سوى المتابعة، فعليك ذلك.

ووجود كيس، ممتلئ بسائل، في داخل الكلية، هو من الأمور الشائعة نسبيا، وعادة ما يتم اكتشافها بالصدفة، أو عند إجراء فحوصات تتعلق بالتهابات المجاري البولية أو آلام غير محددة في البطن. والنوع البسيط من كيس الكلية يكون ذا جدار واضح وسليم من أي تغيرات، وبه سائل بسيط شفاف. وعادة ما يُميز هذا الطبيب الذي يكتب تقرير الأشعة الصوتية للبطن، أو الذي يُعلق على الأشعة المقطعية له. ولذا تكون الخطوة الأولى في الفحوصات للتأكد من طبيعة هذا الكيس هو التأكد من محتواه وشكل جداره، عبر فحوصات الأشعة التي تُعطي فكرة دقيقة عنه. ولمزيد من التأكد، تُجرى فحوصات لوظائف الكلى، ومقدار ضغط الدم والتأكد من سلامة البول من وجود أي ميكروبات أو زيادة خروج البروتينات في البول. وإذا كانت هذه الأمور كلها سليمة، تكون الحالة مطمئنة بشكل أكبر.

وفي بعض الحالات التي تشتبه على الطبيب، عند وجود نتائج غير طبيعية في الفحوصات التي ذكرتها، يلجأ الطبيب إلى أخذ عينة من جدار الكيس، تحت توجيه الأشعة، للتأكد من نوعية تركيب نسيج جدار هذا الكيس.