على مدى سنوات كثيرة، أتناول فيتامين «بي 12» بمقدار 1000 ميكروغرام، إضافة إلى تناولي لحبوب الفيتامينات المتعددة، وذلك بهدف تعزيز طاقتي. وقد أظهرت تحاليل الدم الحديثة التي أجريتها وجود مستوى عال من فيتامين «بي 12» (1826 بيكوغراما/مليلتر). هل يجب علي التوقف عن تناول فيتامين «بي 12»؟ علما أن مستوى الطاقة لدي باق على حاله.
يظهر العوز أو النقص الشديد في فيتامين «بي 12» عادة عند الإصابة بحالة تسمى فقر الدم الخبيث pernicious anemia، وهي حالة غير شائعة تحدث نتيجة عدم قدرة الجسم على امتصاص هذا الفيتامين من الغذاء لأن المعدة لا تتمكن من إنتاج عامل جوهري، وهو البروتين الذي يسهل امتصاص فيتامين «بي 12».
* مشكلات امتصاص الفيتامين
* إلا أن المشكلة الأخرى الأكثر شيوعا هي التهاب المعدة الضموري المزمن chronic atrophic gastritis - أي الالتهاب الذي يحصل في غشاء المعدة. ويتداخل هذا الالتهاب مع عملية امتصاص فيتامين «بي 12» من الغذاء، إلا أنه لا يتداخل كما يظهر، مع امتصاص هذا الفيتامين من الحبوب التي تحتوي على الفيتامين.
ويعاني ما بين 10 و30 في المائة من الناس في أعمار تزيد على 50 سنة، من حالة التهاب المعدة الضموري، ولذا فإن من المعقول - لكن ليس من الواجب - للأشخاص من فئة الأعمار هذه، تناول حبوب الفيتامينات المتعددة multivitamins التي تقدم كمية كافية من فيتامين «بي 12»، بحيث يتمكنون من تلافي النقص فيه، إن كانوا مصابين بأي شكل من حالات التهاب المعدة.
وتقدم غالبية حبوب الفيتامينات المتعددة التي تباع من دون وصفة طبية داخل الولايات المتحدة، 100 في المائة (وأحيانا أكثر من هذه النسبة) من الكمية التي يوصى بها من فيتامين «بي 12»، وهي 2.4 ميكروغرام (الميكرو يساوي واحد من المليون) يوميا.
ومن هنا يمكنك أن ترى أن تناول الفيتامينات المتعددة إضافة إلى كمية منفصلة من الحبوب التي تقدم 1000 ميكروغرام من فيتامين «بي 12»، يقود إلى تناول ما مقداره 400 مرة من مقدار التوصية اليومية المقترحة! وإضافة إلى ذلك، فإن مستوى فيتامين «بي 12» في الدم لديك 1826 بيكوغراما لكل لتر (بكغم/ل) (البيكو يساوي واحد من ألف مليار) هو أكثر من اللازم. ويجب أن يتراوح المستوى الطبيعي لهذا المستوى ما بين 200 و1000 بكغم/ل. وهناك احتمال قليل، أو غير موجود أساسا، بأن تكون مصابا بفقر الدم الخبيث.
* أي الفيتامينات؟
* هل تحصل على الكثير من فيتامين «بي 12»؟
* إن الحد الأعلى السليم لفيتامين «بي 12» لا يزال غير محدد لأن الباحثين لم يرصدوا أي تأثيرات سيئة لتناول كميات كبيرة من هذا الفيتامين. ولكن، وفي نفس الوقت، ليست هناك أي فوائد على الأغلب من وجود مستويات عالية منه تزيد على المستويات الطبيعية له في الدم.
والخلاصة هي أن وضعك الخاص بفيتامين «بي 12» ممتاز، ولذا لا يمكنك إلقاء اللوم على نقص هذا الفيتامين باعتباره سببا في تزعزع الطاقة لديك، كما لا يمكنك تعزيز الطاقة بتناول فيتامين «بي 12» بكميات كبيرة. وقد يكون بمقدورك وبالتشاور مع الطبيب الذي يعرف تاريخك الطبي، أن تتخلى عن تناول مقدار 1000 ميكروغرام من فيتامين «بي 12». ولا يوجد أي خطر طبي معروف يظهر عند التخلي عن تناوله، كما أن تناوله ليس سوى هدر للأموال.
إلا أني سأقترح عليك أن تستمر في تناول الفيتامينات المتعددة. وعلى الرغم من أن بعض الأطباء والباحثين أخذوا ينأون بأنفسهم عن الفيتامينات المتعددة، فإني أعتقد أنها مثل بوليصة تأمين ضد النقص في العناصر الغذائية خصوصا مع تقدم العمر.
* فقدان الطاقة ولكن ما الذي عليك الآن عمله حول فقدانك للطاقة؟
إن الكثير من المشكلات الصحية تتسبب في حدوث الإجهاد - أمراض القلب، والسرطان، والكآبة. وإن حدث وعانيت من فقدان مفاجئ في الطاقة فإن من المهم مراجعة الطبيب.
ولكن، إن وجد طبيبك أنك سليم ومعافى وأن طاقتك تتدهور بالتدريج، فإن الإجابة هنا تكون عمومية وهي الحصول على قسط أوفر من النوم، أو تقليل التوتر والإجهاد.
تذكر دوما أننا نفقد عضلاتنا مع تقدم العمر، ولذا فإن النشاطات الاعتيادية تصبح متعبة لنا، لأن العضلات التي تنفذ تلك النشاطات أصبحت أقل من السابق.
والتمارين الرياضية لن تعوض، مثل العصا السحرية، عن فقدان العضلات الناجم عن تقدم العمر، إلا أن بمقدورها إحداث تأثير معاكس لها بشكل مؤثر. ولذا فإن برنامجا للتمارين الرياضية مصمما بمساعدة الطبيب واختصاصي في العلاج الرياضي سيكون مساعدا حينما تكون في أعمار التسعينات بل وحتى في عمر المائة أو أكثر!
* رسالة هارفارد الصحية، خدمات «تريبيون ميديا»