إستشارات طبية

د. حسن صندقجي

TT

* حمية فصيلة الدم.. ليس لها أساس علمي

* هل صحيح أن هناك حمية غذائية خاصة بكل نوع من أنواع فصائل الدم؟

* مشاعل ع. - جدة - بإجابة مختصرة جدا، لا توجد أدلة علمية تدعم صحة أو فائدة فرضية أن تغذية الإنسان يجب أن تختلف بحسب نوع فصيلة دمه.

وبشيء من التفصيل، هناك أربعة أنواع من فصائل الدم لدى عموم البشر. وهي فصيلة «إيه» A)) وفصيلة «بي» (B) وفصيلة «إيه بي» AB)) وفصيلة «أو» (O).

وقد ظهرت «حمية فصائل الدم» عام 1997 كفرضية طرحها أحد المتخصصين في العلاج بالوسائل الطبيعية. وقام ببناء فرضيته على معلومة غير صحيحة مفادها أن فصائل الدم نشأت لدى مجموعات البشر خلال فترات متباعدة، ومعلومة أخرى غير صحيحة وهي أن تفاعل الجسم مع مادة غذائية تُدعى «ليكتين» يختلف سلبا أو إيجابا بحسب نوعية فصيلة الدم.

واستنتج واضع الفرضية أن المرء لكي يكون جسمه خاليا من الأمراض وتكون فرص بقائه على قيد الحياة أطول، فإن عليه أن يتناول الأطعمة التي كانت سائدة ضمن نمط غذاء البشر في تلك الفترة التي ظهرت فيها فصائل الدم تلك.

ومثلا، وحسب هذه الفرضية، فقد ظهرت فصيلة الدم «أو» (O) قبل 30 ألف سنة، وكان الإنسان فيها «صيّادا» يصطاد الحيوانات، فعليه أن يتناول البروتينات الحيوانية. وما يُناسب الشخص الذي لديه فصيلة الدم «A»، الأغذية النباتية لأن تلك الفصيلة ظهرت قبل 20 ألف سنة، وكانت تلك فترة الزراعة. وعليه فإن الغذاء الأفضل له هو الخضراوات والفواكه، وعليه تجنب تناول اللحوم الحمراء. أما من فصيلة دمه «بي» فيحتاج إلى التركيز على تناول مشتقات الألبان، لأن تلك الفصيلة ظهرت قبل 10 آلاف سنة.

ولأن فصيلة الدم «AB» ظهرت قبل ألف سنة، فإن الغذاء المناسب هو خليط بين ما يُناسب فصيلة «إيه» A))، وفصيلة «بي» (B).

ولا توجد أي إثباتات علمية تدعم صحة مقدمات هذه الفرضية، ولا توجد أدلة علمية تدعم صحة نتائج تكوين هذه الفرضية. وربما سأقوم في فرصة أفضل بتفصيل لهذه الفرضية والتعليقات العلمية المُفنّدة لها، لأن هذه الفرضية وغيرها هي من أنواع العبث بالمعلومات الطبية والبحث عن الشهرة عبر طرح آراء تمس صحة الناس ووسيلة وقايتهم من الأمراض دونما أي دليل علمي، خاصة أن مشكلة السمنة وتبعاتها هي من المشكلات الصحية العالمية التي تحتاج إلى حلول صحية سليمة وذات أساس علمي.

* ارتفاع نسبة الحديد

* عمري 43 سنة، وفحوصاتي أشارت إلى ارتفاع نسبة الحديد بالجسم، بماذا تنصح؟

* و. عثمان – بريطانيا - هذا ملخص سؤالك. وارتفاع نسبة الحديد بالجسم ليست شيئا طبيعيا. وتبعات وتأثيرات ارتفاع نسبة الحديد بالجسم تعتمد بدرجة مهمة على مقدار الارتفاع، وعلى السبب الذي أدى إلى ارتفاع هذه النسبة للحديد بالجسم. ولم يتضح لي من رسالتك بالضبط ما هو مقدار الارتفاع في نسبة الحديد لديك.

وفي أحيان كثيرة يحصل ارتفاع طفيف أو متوسط نتيجة لتناول حبوب «مجموعة الفيتامينات والمعادن» المحتوية على معدن الحديد، أو نتيجة لتناول البعض حبوب الحديد الدوائية، اعتقادا بأنها مفيدة للصحة ولتقوية الجسم. وفي هذه الحالة، يجب وقف تناول أي حبوب دوائية تحتوي على الحديد، وإعادة تحليل الدم لمعرفة نسبة الحديد بالجسم بعد بضعة أشهر، نحو 3 أشهر.

وهناك حالات تكون فيها لدى المرء جينات خاصة، يصاحبها زيادة امتصاص الأمعاء للحديد الموجود في الغذاء، وخاصة اللحوم ومشتقات الألبان. وهو ما يؤدي إلى زيادة التراكم في الجسم، وفي أعضاء مهمة بالذات، مثل القلب أو الكبد أو البنكرياس. وهذا الاستمرار في التراكم للحديد في تلك الأعضاء، قد يؤدي إلى تبعات صحية تطال عمل هذه الأعضاء. وهذه الحالة تتطلب إجراء فحوصات للشخص، وإجراء فحوصات للأفراد القريبين له في النسب، لأنها حالة وراثية. وهناك عدة وسائل علاجية لهذا الأمر يمكن الحصول عليها من الطبيب المتابع للحالة.

وهناك حالات أخرى قد يصاحبها ارتفاع نسبة الحديد بالجسم، مثل التهابات الكبد المزمنة، أو نتيجة لتلقي كميات من الدم لعلاج حالات صحية تتعلق بأمراض الدم الوراثية أو حالات النزيف المتكرر أو غيرها.

وبالعموم، على المرء أن يحرص على تزويد جسمه بالحديد، ولكن ضمن حدود ما يحتاجه منه. وهذا التوازن في تزويد الجسم، يحمي من حالات النقص فيه وتبعات ذلك على فقر الدم، كما يحمي من زيادة نسبته بالجسم وتبعات ذلك على سلامة أعضاء مهمة في جسمه. ولذا يجب عدم اللجوء إلى تناول حبوب «مجموعة الفيتامينات والمعادن» المحتوية على الحديد إلا تحت الإشراف الطبي. والحقيقة أن تناول هذه النوعية من أدوية الفيتامينات والمعادن لا يصح من دون الإشراف الطبي، ولا تُوجد نصيحة طبية بإطلاق حرية تناول هذه النوعية من الأدوية دونما حاجة طبية لها. كما يجب ضبط تناول الأطعمة التي تحتوي على الحديد، وخاصة من قبل الرجال، مثل اللحوم الحمراء أو أعضاء كبد الحيوانات. والنصيحة الطبية تتضمن تناول اللحوم الحمراء مرتين في الأسبوع بكمية معتدلة ما بين 200 إلى 300 غرام.

* البواسير والرياضة

* هل تتأثر البواسير بممارسة الرياضة، وهل هي حالة صحية خطرة؟

* سليم أ. - بيروت - هذا ملخص سؤالك، ولم يتضح لي نوع الممارسة الرياضية التي تقصدها، لأن هناك عدة أنواع من الرياضة، كالهرولة ولعب كرة القدم والسلّة والسباحة ورفع الأثقال وألعاب الحديد وغيرها.

وعلى كل حال، فإن البواسير قد تظهر لأول مرة، أو قد تزداد في حجمها والأعراض الناجمة عنها، نتيجة لممارسة أي نوع من الألعاب الرياضية التي تتسبب بارتفاع الضغط داخل البطن والصدر، مثل بذل المجهود البدني العنيف، وخاصة في رفع الأثقال وألعاب الحديد لتقوية وبناء العضلات، أي التي يشعر ممارسها بأن ثمة ضغط على البطن، شبيه بذاك الذي يبذله المرء حال الرغبة في التبرز. ومعلوم أن الإمساك المزمن، والسعال المزمن، أحد أسباب نشوء البواسير.

أما الأنواع الأخرى من الرياضة، كالهرولة وغيرها، فإن البعض ربما يشعر بأن ممارسة الرياضة تلك تُؤدي إلى زيادة المعاناة من أعراض البواسير الموجودة بالأصل. ولكن هذه المعاناة الوقتية لا تعني أن ممارسة الرياضة تلك، مثل الهرولة، ستؤدي إلى تفاقم مشكلة البواسير وحجمها. ولا يكون وجود البواسير عائقا عن ممارسة أنواع رياضة «إيروبيك» الهوائية، كالهرولة أو السباحة.

وعليك ملاحظة أن البواسير في الأصل هي تمدد وتوسع في أوعية الدم، الأوردة، التي في منطقة قناة المستقيم وفتحة الشرج. والنوع الذي يكون في قناة المستقيم يُدعى بواسير داخلية، وتسبب في الغالب نزيفا دمويا مع عملية إخراج الفضلات. أما البواسير التي تتواجد خارج الجسم، أي على فتحة الشرج، فتسمى بواسير خارجية. وغالبا ما تتسبب في الإزعاج والشعور بعدم الراحة في تلك المنطقة. وقد يحصل أن يحتبس الدم داخل البواسير الخارجية، مما يتسبب في الشعور بالألم ووجود كتلة مؤلمة في منطقة فتحة الشرج.

والبواسير بالعموم ليست من الأمراض الخطيرة، ولذا فإن علاجها يخضع لاختيار الشخص ورغبته. وهناك عدة وسائل للعناية المنزلية بها وتخفيف أعراضها والمعاناة منها، سبق عرضها في إحدى الاستشارات السابقة. ومع هذا عليك تذكر أن البواسير لا تلتئم وتزول نهائيا بذاتها، بل قد يصغر حجمها وتقل المعاناة منها، ويُمكن للمرء أن يعيش بها طوال العمر. وهناك عدة وسائل جراحية لمعالجتها متوفرة لدى مراجعة الطبيب الجراح المتخصص في علاج هذه المشكلة.