ماذا أفعل كي أتفادى حدوث إعتام عدسة العين؟

أسبابه لا تزال غير مفهومة.. وعلاجه يحسن الإبصار بـ90%

TT

* هل صحيح أن إعتام عدسة العين يحدث بسبب تكون طبقة من الكالسيوم؟ هل يمكنني فعل أي شيء لمنع حصول إعتام عدسة العين لدي؟ وأخيرا ما هي تأثيرات الغذاء على حدوث هذا المرض؟

* يحدث إعتام عدسة العين cataract (تراكم الماء الأبيض في عدسة العين)، عندما تصاب منطقة الإبصار في عدسة العين بغشاوة مضببة. ويصاب نحو نصف الناس بين أعمار 65 و74 سنة، و70 في المائة من الذين تبلغ أعمارهم 75 سنة فأكثر، بها. وتعتبر هذه الحالة السبب الرئيسي للعمى في العالم.

ومن حسن الحظ فإن العمليات الجراحية لعلاج إعتام عدسة العين، آمنة وفعالة. وفي الولايات المتحدة مثلا التي تشيع فيها العمليات الجراحية لهذه الحالة، فإنها تقود إلى تحسين حدة الإبصار بنحو 90 في المائة.

إن إعتام عدسة العين لا يحدث نتيجة تكون الكالسيوم، بل بالأحرى تكون مجموعات من البروتينات. وفي العادة فإن عدسة العين تعمل - مثل عدسة الكاميرا - على تركيز الضوء على الشبكية الموجودة في الجزء الخلفي من العين، وتعمل كذلك على ضبط بؤرة العين التي تسمح للإنسان رؤية الأشياء عند مسافات متغيرة، بوضوح.

وتتألف خلايا العدسات من الماء والبروتين، وتكون مصفوفة بشكل يوفر الصفاء للعدسة. ولأسباب لا تزال غير مفهومة تماما تأخذ جزيئات البروتين بالتجمع مع بعضها وتشرع في صنع غشاوة على العين. ويشبه البعض هذه الحالة بطهي بياض البيض.

إن العين تبصر الأشياء عندما ينعكس شعاع الضوء عن تلك الأشياء. ويدخل الشعاع الضوئي المنعكس عبر القرنية والعدسة، لكي يتم تركيزه على الشبكية في الجزء الخلفي من العين. وتبدأ القرنية عملية التركيز الضوئي هذه، أولا بالعمل على حرف الضوء بزاوية تتحدد قيمتها بدرجة تقوس القرنية وانحنائها. ثم تأخذ العدسة بعد ذلك بحرف الضوء مرة أخرى. أما في الشبكية فتقوم الخلايا العصبية بإرسال الطاقة الضوئية إلى الدماغ عبر العصب البصري.

* عوامل الخطر

* وقد لا تلاحظين في البداية أي أمر غريب، إلا أن حالة إعتام عدسة العين تظل تتقدم، لتؤدي إلى ازدياد غشاوة العدسة وتقليل حدة الإبصار. ومع الزمن فإن الإبصار سيتأثر كثيرا وبشدة، الأمر الذي يتطلب إجراء جراحة لإزالة العدسة ووضع عدسة صناعية بديلة محلها.

وتحدث حالة إعتام عدسة العين عادة في كلتا العينين، إلا أنها يمكن أن تتقدم بمعدلات متفاوتة لكل منهما. ويعرف الأطباء كيفية معالجة إعتام عدسة العين إلا أنهم لا يعرفون الكثير جدا عن أسباب ظهورها. والهرم بالطبع هو أحد العوامل - ربما لأنه يؤدي إلى تغيرات في التركيبة الكيميائية للعدسة أو يتسبب في البلى الجسدي. وتظهر لدى غالبية الناس لدى وصولهم إلى عمر 60 سنة حالة من تضبيب العدسة.

وتشمل العوامل الأخرى المؤثرة تعرض العين إلى الضرر، جراحة سابقة في العين، مرض السكري، استعمال الأدوية الاستريويدية القشرية أو وجود قريب في العائلة أصيب بالحالة.

وقد أرجعت دراسات كثيرة تأثير التدخين وتناول الكحوليات في حدوث الحالة. كما افترضت إحدى الدراسات أن العلاج الهرموني قد يزيد من خطر حدوثها. كما يبدو إعتام عدسة العين أكثر شيوعا لدى الأشخاص المتعرضين أكثر من غيرهم لأشعة الشمس.

* خطوات وقائية

* إلا أننا لا نعلم ما إذا كان بإمكان تجنب هذه العوامل أو معالجتها، درء حصول إعتام عدسة العين. ولكن الأمر الجيد هو تجنب التدخين والكحول وحماية العينين من أشعة الشمس بارتداء القبعات والنظارات الشمسية.

أما الدلائل على دور النظام الغذائي في حدوث إعتام عدسة العين، فهي مختلطة، إذ يعتقد بعض الخبراء أن الفيتامينات المضادة للأكسدة ربما تساعد في درء إعتام عدسة العين وذلك لأنها تخلص الجسم من الجذور الحرة التي يمكنها أن تحفز على تجمع البروتينات في عدسة العين.

ولكن، ورغم إجراء عدة دراسات فإنه لا توجد دلائل مقنعة حتى الآن بأن حبوب الفيتامينات تقي أو تبطئ من حدوث إعتام عدسة العين. وقد وجد باحثون في دراسة نشرت في مجلة «أرشيف طب العيون» نشرت عام 2008، أن حالات أقل من إعتام عدسة العين ظهرت لدى النساء بين أعمار 50 و79 سنة اللواتي كان غذاؤهن غنيا بمادتي «اللوتين» lutein و«زيزانثين» zeaxanthin. وهاتان المادتان من «المواد الفيتوكيميائية»، أي المواد النباتية الكيميائة، توجدان بكثرة في الخضراوات الورقية ذات اللون الأخضر الغامق مثل السبانخ، نوع من كرنب أو لفت «الكيل» kale، البقلة المائية watercress. إلا أن هذه الخضراوات تحتوي أيضا مواد صحية أخرى كثيرة، ولهذا فليس من الواضح في ما إذا كان اللوتين أو الزيزانثين هما فعلا المادتان المسؤولتان عن تلك الفوائد.

وعلى أي حال، فإن عليك فحص عينيك كل سنتين (وكل سنة بعد عمر 60). وحتى إن لم يكن بمقدورك درء حدوث إعتام عدسة العين أو إبطاء تقدمه، فإن بمقدورك تخفيف تأثيره على حياتك بطرق أخرى، مثل ضبط دقة إبصار نظاراتك، ارتداء نظارات شمسية واقية من الضوء الساطع، أو استخدام عدسات مكبرة أثناء القراءة، أو زيادة سطوع الضوء في المنزل أو المكتب.

* طبيبة، رئيسة تحرير رسالة هارفارد «مراقبة صحة المرأة».

* خدمات «تريبيون ميديا»