اللحوم الحمراء.. تناول الطازجة المطهية وتجنب أنواعها المعالجة

الشرائح الباردة والمقددة والمحفوظة والسجق تؤثر على القلب

TT

ينتاب الكثير من الناس، الذين يرغبون في اتباع نظام غذائي صحي، نوع من الشعور بالذنب لدى تناولهم اللحوم الحمراء. إلا أن الدراسات تفترض أن تناول لحوم البقر والضأن وغيرها من اللحوم الحمراء لا تؤثر على القلب والشرايين.. اللهم إلا إذا كانت من اللحوم المدخنة (التي تم تحضيرها بتعريضها للدخان)، أو من اللحوم المقددة، أو المملحة، أو المحفوظة بشكل أو بآخر. ثم بالإضافة إلى ذلك، علينا تجنب تناول شرائح اللحم الباردة واللحوم المعالجة صناعيا وكذلك السجق.

جمعت ريناتا ميكا الاختصاصية في التغذية وزملاؤها في كلية الصحة العامة في جامعة هارفارد معلومات حول 20 دراسة سابقة وحالية حول الغذاء والصحة. وقد حصل فريقها على بيانات مفصلة عن الغذاء ومن ضمنها بيانات حول استهلاك اللحوم من قبل 1.2 مليون من الأشخاص المشاركين في الدراسات الأصحاء أصلا الذين ظهرت أمراض القلب والسكري والسكتة الدماغية لدى 27 ألفا منهم لاحقا.

ولم تكن معدلات هذه الأمراض الثلاثة لدى مشاركين في الدراسات تناولوا اللحوم الحمراء أكثر من معدلاتها لدى مشاركين آخرين، تناولوها مرة واحدة في الأسبوع أو أقل. أما تناول اللحوم الحمراء المعالجة فله قصة أخرى تماما: فقد أدى تناول حصة منها يوميا إلى زيادة خطر ظهور أمراض القلب بنسبة 42 في المائة وزيادة خطر ظهور مرض السكري بنسبة 19 في المائة.

وقدم الباحثون نتائج عملهم أمام مؤتمر جمعية القلب الأميركية في سان فرانسيسكو في مارس (آذار) 2010، ثم نشروها في عدد الأول من يونيو (حزيران) من مجلة «سيركوليشن».

وتتماثل اللحوم الحمراء الاعتيادية واللحوم الحمراء المعالجة، تقريبا، من الناحية الغذائية. إلا أن اللحوم المعالجة تحتوي على كميات أكثر قليلا من الدهون ومن السعرات الحرارية، وكميات أقل من البروتينات والكولسترول لكل حصة مقارنة بنفس الحصة من اللحوم غير المعالجة.

ويتمثل أكبر الفروق الغذائية بين نوعي اللحوم الحمراء غير المعالجة، والمعالجة في كمية الملح (إذ تزداد بأربع مرات في اللحوم المعالجة مقارنة بغير المعالجة)، وكمية المواد الحافظة غير الملحية (وهي أعلى في اللحوم المعالجة). ويفترض الباحثون أن زيادة الملح والمواد الحافظة قد تفسر جزئيا الفروق في تأثير هذين النوعين من اللحوم على القلب والأوعية الدموية.

* تطورات علمية

* وقد ردت عدة مجموعات من العلماء وبعض المتشائمين من اختصاصيي التغذية، بل وحتى من الكوميديين، على الإعلان بأن اللحوم الحمراء غير ضارة بأنه إعلان «متقلقل» أو متقلب.

إلا أن هذا الرد لا يأخذ بنظر الاعتبار طبيعة ارتقاء الأبحاث العلمية والطبية، إضافة إلى قدرات الباحثين المتزايدة في التدقيق بشكل مفصل في التأثير الصحي لكل نوع من الغذاء بدلا من التدقيق في تأثير مجموعة من الأغذية.

خذ مثلا الدهون الغذائية، إذ منذ الستينات من القرن الماضي كان الأطباء يطلبون منا تجنب تناول الدهون التي اعتبرت العدو الغذائي رقم 1. ومنذ ذلك الحين كشفت الأبحاث أن أنواع الدهون المختلفة لها تأثيرات مختلفة على أمراض القلب. وتشمل هذه الأنواع من الدهون: الأنواع السيئة (الدهون المتحولة)، والمحايدة (الدهون المشبعة)، والجيدة (الدهون غير المشبعة). كما أن معارفنا تزداد أيضا وتتطور حول دور أنواع الكربوهيدرات.

وبدلا من النظر إلى النتائج الجديدة بوصفها أنها «متقلقلة»، فعلينا النظر إليها بوصفها أنباء جيدة لمتناولي اللحوم. ويقول الدكتور داريوش مظفريان الأستاذ المساعد في الطب في مستشفى بريغهام والنسائية التابعة لجامعة هارفارد إن «اللحوم ستظل في غذائنا لوقت طويل. وعلينا البدء بالتدقيق في أنواعها الصحية والضارة».

* دروس صحية

* لم يجد الباحثون أن تناول اللحوم مفيد لنا، إلا أن الذي وجدوه هو أنه لا يبدو أن تناول اللحوم يؤثر على خطر الإصابة بأمراض القلب. أو السكري. وقد افترضت أبحاث أخرى أن تناول اللحوم الحمراء بشكل متكرر يزيد من احتمالات سرطان القولون وأنواع أخرى من السرطان، وهو الجانب الذي لم يدرسه باحثو هارفارد هذه المرة.

وعلينا أن نتذكر أن هذه التحليلات لن تكون الكلمة الأخيرة في هذا الموضوع. إذ أن النتائج المذكورة ترتبط بمدى جودة المعلومات التي استحصلت من الدراسات الـ20 الأصلية، ولذلك فإنها لن تعوق الباحثين الآخرين من التدقيق في العلاقة بين تناول اللحوم وبين أمراض القلب والأوعية الدموية.

كما يجب أن لا تقودك هذه النتائج إلى تناول اللحوم بكثرة. ويظل السمك والفاصوليا والمكسرات والدجاج أفضل مصادر البروتينات. إلا أن النتائج تفترض أن تناول اللحوم الحمراء مرات قليلة في الأسبوع ربما يصبح جزءا من النظام الغذائي الصحي.

وعلينا الانتباه إلى النتائج التي تشير إلى أن تناول اللحوم المعالجة بشكل دائم يزيد من فرص الإصابة بأمراض القلب والسكري. وهنا يمكن اعتبار تناول حصة واحدة من اللحوم غير المعالجة أسبوعيا على أنه يقع في صنف «الغذاء المعتدل». أما تناول حصص أكثر من ذلك فقد يقودك إلى مخاطر على قلبك.

* اللحوم الحمراء.. نقاط رئيسية في دراسة جديدة

* اللحوم الحمراء قد لا تكون ضارة لقلبك كما افترضت الدراسات المبكرة.

* أظهرت دراسة كبيرة لجامعة هارفارد أنه لم تظهر أمراض القلب أكثر لدى الأشخاص الذين تناولوا حصة واحدة من اللحوم الحمراء غير المعالجة (البقر، الضأن، وغيرهما) يوميا، مقارنة بالآخرين الذين لم يتناولوها إلا نادرا.

* تناول اللحوم المعالجة، مثل شرائح اللحم والسجق، يزيد من خطر ظهور أمراض القلب، والسكري.

* رسالة هارفارد للقلب، خدمات «تريبيون ميديا»