العلكة.. هل تعزز لذاكرة؟

نظريات أكثر من الدلائل الموثوقة

TT

الكثير من الناس يمضغون العلكة (اللبان) لتخفيف التوتر، بل إن بعضهم يعتقد أن العلكة تساعد في تركيز الذهن. وقد ظل علماء الأعصاب منذ عام 2000 يخوضون مناقشات حامية حول ما إذا كان مضغ العلكة يحسن الانتباه، الذاكرة، والجوانب الأخرى للإدراك.

* دراسات العلكة

* ومنذ عام 2002 الذي نشر فيه علماء إنجليز دراسة حول هذا الموضوع، ظهرت أكثر من دزينة من الدراسات المتتالية حول علاقة مضغ العلكة والإدراك.

ولا يوجد دليل كاف لدعم الادعاء القائل بأن مضغ العلكة يحسن الذاكرة العاملة working memory (أي المعلومات التي يحتاج إليها الإنسان مؤقتا، مثل الأرقام الهاتفية)، أو الذاكرة العابرة episodic memory (استرجاع المعلومات الفوري أو المتأخر، مثل الكلمات).

والأدهى من كل ذلك، هو أن شركات إنتاج العلكة قد أدلت بدلوها في هذا الأمر بعد أن قامت بتمويل عدد من الدراسات لتحقيق أرباح أكثر إن ظهر أن نتائجها تؤكد فوائد العلكة.

وقد يكون الاستهزاء واحدا من ردود الفعل تجاه مثل هذه الدراسات. إلا أن تلك الدراسات تذكرنا بأمر واحد وهو أن عمليات التعلم والتذكر هي نشاطات في الدماغ تتأثر بالعوامل الخارجية.

إن الوسط المحيط، أي البيئة، تؤثر على التعلم وعلى استرجاع المعلومات. وقد بحثت بعض الدراسات في تأثير مختلف أنواع طعم العلكة على عمليات اكتساب المعلومات وخزنها في الذاكرة واسترجاعها، أي ما يمكن وصفه في المصطلحات العلمية بأنه «التعلم المعتمد على الوسط». وقد دققت الدراسات في أنواع من طعم العلكة وقارنتها بمجموعة «مراقبة» تناول أفرادها علكة من دون طعم.. إلا أن النتائج لم تكن نهائية.

واعتمدت دراسات أخرى على فكرة مفادها أن الدماغ هو عضو جائع - لأنه عضو «أناني» في استهلاكه للطاقة. ورغم أنه لا يزن سوى 2 في المائة من وزن الجسم فإن الدماغ يستهلك نحو نصف موارد الطاقة للجسم.

ووفقا لهذه الفكرة فإن إحدى النظريات تشير إلى أن العلكة ربما تحسن الذاكرة لأن عملية العلك نفسها تجعل المعدة تعتقد بأنها على أهبة استقبال الطعام. ولذا تقوم المستقبلات الموجودة في المعدة بالتحفيز على إفراز الأنسولين، الهرمون الذي يسرع عمل الخلايا، ومنها خلايا الدماغ، لاستلام السكر. كما تقول نظرية مشابهة أخرى إن علك العلكة ربما يزيد من تدفق الدم نحو الدماغ، وهو ما يقدم له كميات إضافية من الأكسجين والعناصر الغذائية.

ولكن، وحتى الآن، فإن النظريات لا تزال تتقدم بخطى واسعة عن النتائج لأن الدلائل الموثوقة لا تزال غير متوفرة. ولذا فإن على الأشخاص الذين يرومون تعزيز ذاكرتهم، علك العلكة – إن أرادوا ذلك - غير أنه لا توجد أي ضمانات بأن العلكة ستساعدهم في ذلك!

* رسالة هارفارد للصحة العقلية، خدمات «تريبيون ميديا».