بين الخطأ والصواب

TT

تنظيم مواعيد وجبات مريض السكري خطأ شائع يتكرر مع كثير من أصحاب الأمراض المزمنة كمرضى داء السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب وسواها من الأمراض التي يعتمد نجاح علاجها على مدى تطبيق النظام الغذائي المناسب لكل منها، ليس هذا فحسب وإنما يعتمد أيضا على مواعيد تناول الوجبات الغذائية الرئيسية لارتباط تناول معظم الأدوية بموعد الوجبة، فإما أن تؤخذ قبل تناول الطعام أو أثناءه أو بعده.

وخير مثال على هذه الأمراض داء السكري، الذي يشكل الغذاء دورا مهما في علاجه، ليس فقط من حيث الكم والنوع، وإنما يجب أن يتناول المريض وجباته الغذائية الرئيسية في مواعيد منتظمة ووفق جدول يعد مسبقا لذلك.

الأطباء في جمعية السكري الأميركية يهتمون كثيرا بهذا الجانب من حياة مريض السكري، ويقدمون لمرضاهم مجموعة من التعليمات بهدف المحافظة والالتزام بتطبيق جدول طعام السكري، ومن تلك التعليمات ما يلي:

* اجعل أوقات تناول طعامك في الجدول متوافقة مع الأوقات العادية لتناول الآخرين وجباتهم الغذائية.

* إذا اضطررت لتناول وجبة العشاء في وقت متأخر جدا عن وقتك المعتاد، تناول وجبة خفيفة عندما يحين الوقت المعتاد لوجبة العشاء. وقم بإجراء أي تعديلات على جرعة الأنسولين، حسب الحاجة.

* عند الرغبة في تناول إحدى وجباتك الغذائية في أحد المطاعم، يفضل الحجز المبكر حتى تتجنب الانتظار في طابور طويل للحصول على طاولة، مما يؤثر على موعد الوجبة وأخذ العلاج.

* قبل أن تطلب أصناف وجبتك، تأكد من الوقت الذي يستغرقه إعداد أصنافك المختارة حتى تأخذ دواءك المقرر أخذه قبل الطعام في الوقت المناسب.

* إذا أخذت علاجك وشعرت بأي اضطراب يدل على انخفاض نسبة السكر في الدم لتأخر تقديم وجبتك الرئيسية، تناول قطعة من الفواكه أو النشويات من تلك التي تقدم عادة كضيافة في المطاعم.

إن الالتزام بهذه التعليمات وتطبيق جدول الأكل المنتظم لمريض السكري سوف يساعد في الحفاظ والسيطرة الجيدة على نسبة الغلوكوز في الدم.

* الوقاية من تليف الكبد

* من الخطأ أن يتهاون أصحاب بعض المهن التي تعرضهم أكثر من غيرهم للإصابة بأمراض معينة، كالذين يعملون في المجال الصحي، وكذلك الذين يتعاطون أدوية لأمراض مزمنة دون استشارة الطبيب، في اتخاذ الوسائل الوقائية الضرورية ضد الإصابة بأمراض خطيرة، يأتي في مقدمتها من حيث الخطورة تليف الكبد.

الإصابة بفيروس الالتهاب الكبدي الوبائي «بي» الذي له نفس تأثير فيروس سي، وكذلك تناول بعض الأدوية لمدة طويلة من دون استشارة الطبيب، والتعرض طويل الأمد للسموم البيئية، والعدوى المتكررة من البكتريا والطفيليات التي تصيب الكبد، إضافة إلى تراكم الدهون بإفراط.. كل ذلك من شأنه أن يؤدي إلى تكوين ندبات في نسيج الكبد ومن ثم الإصابة بتليف الكبد. تليف الكبد هو مصطلح طبي يستخدم لوصف التدهور البطيء في الكبد نتيجة لإصابة مزمنة في هذا العضو، ينتهي بإعاقة الكبد عن أداء وظائفه الحيوية مثل: عدم المقدرة على مكافحة العدوى، أو القضاء على السموم والبكتيريا من الدم، أو التعامل مع ما يدخل الجسم من أدوية وهرمونات ومواد مغذية مع الطعام، أو تصنيع البروتينات التي تساعد على تجلط الدم، أو قيام العصارة الصفراوية بعملها في المساعدة على امتصاص الدهون بما في ذلك الكوليسترول.

وعليه، فالوقاية خير من العلاج لأن العلاج هنا هو غالبا ما يكون للحفاظ على عدم تدهور الحالة بشكل سريع. وننصح بالتالي:

* التطعيم ضد الالتهاب الفيروسي (بي) الذي يساهم بنسبة 90% من الوقاية ضد هذا المرض.

* تجنب العدوى بالالتهاب الكبدي الوبائي الفيروسي (بي، سي) التي تحدث عن طريق الحقن بالمخدرات أو الممارسة الجنسية غير المشروعة مع أشخاص مختلفين.

* تجنب الوخز بالإبر بالنسبة للعاملين في المجال الصحي.

* الحذر والحيطة عند عمل الوشم، باستخدام الأدوات المعقمة والنظيفة.

* تجنب تناول الكحوليات.

* ترويض القولون العصبي

* من الأخطاء الشائعة عدم الانصياع إلى تعليمات الطبيب المعالج خاصة فيما يتعلق بنوعية الطعام الذي يتناوله الشخص على الرغم من تشخيص الحالة طبيا، إذ إن الكثير من الأمراض يتطلب علاجها اتباع نظام غذائي محدد ومقنن. ومن تلك الأمراض الجهاز الهضمي، والتي يأتي في مقدمتها القولون العصبي.

إن الشخص الذي يعاني من أعراض القولون العصبي (IBS)، هو خير من يصف مدى معاناته من الإزعاج الشديد بسبب هذا المرض، لدرجة أنه في بعض الأحيان يشعر بالعجز والإعاقة حيث يتعطل عن أداء الأعمال اليومية الروتينية وأحيانا يصبح غير قادر على عمل أي شيء، ومن ذلك الذهاب إلى المناسبات الاجتماعية، أو حتى السفر لمسافات قصيرة.

ويتميز هذا المرض بإحداث اضطراب في وظائف الأمعاء الغليظة (القولون) العادية، كما يؤدي إلى مجموعة من الأعراض المرضية مثل حدوث ألم وتقلصات في البطن، الانتفاخ، والإمساك والإسهال.

ويفاقم أعراض هذه الحالة تناول وجبات دسمة وكبيرة، أكل أو شرب بعض المنتجات الغذائية مثل القمح والشعير، والشوكولاته والحليب والمشروبات المحتوية على الكافيين أو الكحول، أو تناول بعض الأدوية. وأخيرا فإن انتفاخ البطن بالغازات الناتجة عن سوء الهضم والتعرض لإجهاد كبير غير معتاد، مما يصعب التحكم فيه، قد تكون من ضمن مثيرات ألم ونوبات القولون العصبي.

أطباء الجهاز الهضمي يقترحون بعض الأساليب لإدارة الإجهاد الذي يؤدي إلى نوبات القولون العصبي، نذكر منها:

* استخدام علاجات ووسائل الاسترخاء، مثل التأمل.

* العرض على الطبيب المختص والتماس المشورة والدعم من الجماعات.

* الحرص على ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، مثل المشي أو اليوغا.

* تغيير الأوضاع التي تنتهي بالإجهاد العصبي في الحياة اليومية.

* الحصول على النوم الكافي ليلا.

استشاري في طب المجتمع مدير مركز المساعدية التخصصي ـ مستشفى الملك فهد بجدة