جبهة مضادة لملح الطعام

الحد من تناوله ينقذ 100 ألف أميركي سنويا

TT

المساعدة آتية لتمكين الناس من تقليل تناول الملح، بطريقة لن ترصدها براعم التذوق في اللسان، إلا أن القلب والشرايين سوف تقدر أهميتها! ففي دراسة طال انتظارها، وتقرير تم إعداده لصالح الكونغرس الأميركي، أوصى معهد الطب Institute of Medicine بأن تدفع وكالة الدواء والغذاء FDA باتجاه تقليل كمية الملح الموجودة في الأطعمة الجاهزة للبيع تجاريا. ويهدف هذا المقترح إلى التحكم بكميات الصوديوم الغزيرة (كلوريد الصوديوم هو واحد من مركبين في ملح الطعام) في غذاء الأميركيين.

وتؤدي زيادة الصوديوم إلى زيادة ضغط الدم وتضر بالشرايين. ووفقا لتصورات معهد الطب فإن تقليل تناول الأميركيين للملح بمقدوره إنقاذ حياة 100 ألف شخص سنويا.

ولا يشكل هذا المقترح منطلقا لفرض رقابة من الأعلى موجهة للتعرف على كمية الملح المتناولة في المنازل الأميركية، إذ أن كميات الملح تلك لا تمثل لأكثرية الناس سوى جزء بسيط يقل عن 25 في المائة من كل الكميات المتناولة من الملح يوميا.

ولذا يوصي المعهد الوكالة بأن تضع منطلقات للتخفيض التدريجي لكميات الملح الموجودة في الأطعمة الجاهزة في فترة تمتد بين عامي 2010 و2020. وسوف تمثل هذه الخطوة تقدما كبيرا على نهج خفض الشركات لكميات الملح في الغذاء الأميركي.

* ملح «خفي»

* يتناول الفرد الأميركي يوميا نحو 1.5 ملعقة شاي، أي ما يقابل 8500 ملغم من الملح - أو نحو 3400 ملغم من الصوديوم. وهذه الكمية أعلى من مقدار 5700 ملغم من الملح (2300 ملغم صوديوم) التي توصي بها الإرشادات الغذائية الفيدرالية للأميركيين الأصحاء، وضعف ما توصي به جمعية القلب الأميركية (3800 ملغم من الملح، أي 1500 ملغم من الصوديوم) للأشخاص من كبار السن أو الذين يكون ضغط الدم لديهم على الحافة التي تجعله مرتفعا، أو المصابين بأمراض في القلب، أو مشكلات في الكلى، أو السكري.

إن غالبية هذا الملح المتناول هو ملح «خفي»، يوجد في كل مكان - في مأكولات رقائق الحبوب للإفطار الصباحي (كوب من نخالة الحنطة بالزبيب يحتوي على 354 ملغم منه)، في شطيرة (ساندويتش) من سمك التونة (1300 ملغم)، وفي كوب من الجبنة الريفية البيضاء (900 ملغم) وفي الكعك الجاهز للبيع. ويلعب الملح أدوارا كثيرة في الغذاء، ابتداء من دوره كعامل حافظ أو عامل يساعد على انتفاخ الخميرة. كما أنه عامل رخيص لتحسين مذاق الطعام.

وتجدر الإشارة إلى أن عددا من الشركات تطوعت بنفسها لتخفيض كميات الملح تدريجيا في منتجاتها. إلا أن الكثير من الشركات الغذائية تتوجه لتنفيذ مهمة معاكسة - وهي زيادة الملح في منتجاتها. ولهذا السبب توجه معهد الطب لمناشدة وكالة العقار والغذاء.

وكلما تناولت كميات أكثر من الملح ازداد تعود براعم التذوق عليه، الأمر الذي يقودها إلى عدم الشعور بلذة الطعام الآخر الأقل ملحا.

* هجمة ضد الملح

* إن هذه الهجمة ضد الملح تأتي بعد عقود من السنين أخفق فيها الخبراء في التوصل إلى معرفة مدى ضرر الصوديوم الزائد في الأطعمة ومدى فائدة خفضها. إلا أن التوافق حصل أخيرا.

ويوجد الملح طبيعيا في الكثير من الأغذية، كما أن الجسم يحتاج إلى الصوديوم لمساعدة العضلات على الانقباض، ولتيسير نقل الأعصاب للإشارات، والحفاظ على توازن السوائل في الجسم.

وقد حظيت توصية معهد الطب بدعم مسؤولي السلطات الصحية إلا أنها جوبهت بمقاومة من قبل معهد الملح وهو مجموعة من الشركات المنتجة للملح، ظلت تحارب لسنوات الفكرة القائلة بأن فائض الصوديوم في الغذاء يساهم في حدوث أمراض القلب، كما حاربت توجهات الحد من استخدام الملح.

ولا يزال من غير المعروف موقف وكالة الدواء والغذاء من دعم التوصيات الجديدة. ولذا علينا في الوقت الراهن أن نخفف من كميات الملح التي نتناولها.

* نقاط مهمة

* غالبية الأميركيين تستهلك يوميا كميات من الملح، وبالتالي الصوديوم، أكثر مما تحتاجه أجسامهم. وأكثر هذا الملح «مخفي» في الأطعمة التجارية الجاهزة.

* أوصى معهد الطب أن تتدخل وكالة الدواء والغذاء لتنظيم كمية الملح في الأطعمة الجاهزة.

* لا تنتظروا حتى الوقت الذي تقرر فيه وكالة الدواء والغذاء قرارها - لأنها قد تتخذه أو لا تتخذه، بل كونوا واعين بكمية الصوديوم الموجودة في الأطعمة الجاهزة.

* رسالة هارفارد للقلب، خدمات «تريبيون ميديا»