بين الخطأ والصواب

د. عبد الحفيظ خوجة

TT

مدير مركز المساعدية التخصصي ـ مستشفى الملك فهد بجدة متى تستوجب البثور زيارة الطبيب؟

من الأخطاء الشائعة عند الكثيرين مداعبة ما يظهر على الجلد من بثور وثآليل بأحد أظافر الأصابع، وخدشها، وتفريغ محتواها من سائل أو صديد، وتكون النتيجة الإصابة بالعدوى البكتيرية، وانتشارها في مساحة أكبر وأوسع.

البثور عبارة عن التهاب جلدي بكتيري، في أغلب الحالات، يظهر على هيئة نتوءات مؤلمة تحت الطبقة الخارجية للجلد، وتكون مليئة بالصديد حينما تصيب البكتيريا واحدة أو مجموعة من البصيلات الشعرية. وغالبا ما تظهر علي الوجه أو الرقبة أو الإبط أو الفخذ، وهي مناطق يكثر فيها الشعر، وعرضة للعرق والاحتكاك بين الجلد مع بعضه بعضا أو مع أجزاء الملابس. وظهور النتوءات هذه عموما ليس مدعاة للقلق، خاصة إذا لم تكن مؤلمة، إلا أن مصاحبة ظهورها مع بعض الأعراض تحتاج إلى الاستشارة الطبية لاستبعاد تطور الحالة إلى التهاب حاد.

ومن أهم الأعراض التي يجب عند ملاحظتها الذهاب إلى الطبيب ما يلي:

* وجود نزف من البثور، أو تسرب سائلها أو تصريف الصديد منها.

* ملاحظة ظهور خطوط حمراء، أو وجود ارتفاع في درجة الحرارة (حمى).

* ألا تستجيب البثور للعلاج، وتصبح مزمنة ويصعب اختفاؤها أو يتكرر ظهورها.

* وجود الرغبة لدى المريض لإزالتها.

* الألم الذي يسبب الانزعاج والقلق.

* ظهورها على الأعضاء التناسلية أو الشرج.

* كون المريض مصابا بداء السكري، أو لديه ضعف في النظام المناعي.

* ملاحظة تغييرات في مظهر أو لون البثرة.

ومن المهم في هذه الحالة، وحتى عند الذهاب إلى الطبيب، المحافظة على البثور سليمة، حيث يعتبر الجلد المغطي لها حاجزا طبيعيا ضد أي عدوى خارجية، ويتم ذلك بتغطيتها بضمادة لاصقة ذات مسامات.

قبل أن تأخذ الدواء! من الأخطاء الشائعة التي لا تزال تنتشر بين المرضى عدم الإدلاء بأحوالهم وأوضاعهم التي تتعلق بصحتهم إلى أطبائهم المعالجين، إما لاعتبارها من الأمور الخاصة، أو لجهلهم بأهمية أن يلم الطبيب بكل ما يمر به المريض من ظروف اجتماعية ونفسية، وأنه أهل للثقة والائتمان على أسرارهم.

ومن أكثر المضاعفات التي تحصل جراء هذا السلوك السلبي حدوث ردود أفعال مختلفة للأدوية التي يتناولها المريض، وكذلك حدوث تفاعلات بين أنواعها المختلفة، حتى أضحت أمرا شائعا جدا.

إننا نؤكد دوما على ضرورة وجود حوار صريح بين المريض وطبيبه المعالج، وعلى أهمية التحدث إليه قبل أخذ أي دواء، خصوصا الأدوية التي تؤخذ لأول مرة، وعلى أن يقوم المريض أو ذووه بإخبار الطبيب دائما بكل أحواله ومستجدات حياته، ومن ذلك:

* إذا كان هناك نوع من الحساسية أو رد فعل لأي دواء سبق أن أخذه المريض أو لغذاء معين أو مادة محددة.

* إذا سبق أن أخذ المريض أي منتج دوائي من دون وصفة طبية، ويشمل ذلك الأدوية، المنتجات العشبية، أو حتى الفيتامينات والمعادن.

* إذا كان المريض منتظما على حمية غذائية معينة، مثل طعام منخفض في محتواه من الصوديوم، أو يخضع لحمية مرضى السكري المنخفضة في السكريات والنشويات.

* وبالنسبة للمرأة، إذا كانت تشك في أنها حامل، أو حتى كانت تخطط لأن تصبح حاملا، أو إذا كانت ترضع وليدها رضاعة طبيعية من الصدر.

* إذا كان المريض يعاني أي حالة مرضية، حتى إن كانت بسيطة، ونسي أن يذكرها لطبيبه المعالج سابقا.

حذار من تلوث الهواء في الأماكن المغلقة

* كثيرا ما يتعرض الواحد منا لعرض أو أعراض مرضية ويصعب عليه تحديد المسبب لها، ويخطئ البعض في افتراض أسباب وعوامل بعيدة عن الواقع، وقد تجعل التشخيص صعبا حتى على الطبيب المعالج.

الصداع والغثيان والحكة والحساسية كلها أعراض مرضية شائعة تصيب أفراد الأسرة من وقت لآخر، ولكن إذا تكرر حدوثها مع أكثر من شخص في العائلة الواحدة، عندها يجب أن نوجه انتباهنا للبحث عن أسباب داخل بيئة المنزل، مثل الاستخدام اليومي للروائح، وكذلك المخلفات المنزلية من كيميائيات ومنتجات التنظيف ومبيدات الحشرات، وهناك مصادر تلوث أخرى هي أقل وضوحا للكثيرين مثل مخلفات الطهي والتدفئة المنزلية، فمن الممكن جدا أن تؤدي هذه كلها إلى تلوث الهواء في الأماكن المغلقة مسببة مجموعة من الأمراض التي تبدأ بأحد الأعراض التالية:

* الشعور بالتعب والدوار.

* الغثيان والتقيؤ.

* الشعور بالحكة في الأنف.

* الشعور بالخشونة في الحلق.

* الصداع المتكرر.

* الربو والمشكلات التنفسية الأخرى.

وفي هذه الحالة يتوجب علينا مصارحة الطبيب، فقد تكون هذه الأعراض ناجمة عن طريق الجو الداخلي الملوث، فيسهل عليه التشخيص والعلاج.

* استشاري في طب المجتمع