استشارات

د. حسن صندقجي

TT

فحص الإيدز

* قمت بعلاقة جنسية من دون وقاية، وبعدها بثلاثة أيام أجريت فحص الإيدز، هل هذه المدة كافية لكي يكشف الفحص عن مدى وجود المرض؟

نو نيم - اليونان.

- يعتمد فحص الإيدز على تتبع مدى وجود الأجسام المضادة التي ينتجها الجسم في محاولاته للقضاء على الفيروس الدخيل. ولذا إذا كانت تلك الأجسام المضادة الخاصة بمحاربة فيروس «إتش آي في»، أو فيروس الإيدز موجودة، فإن النتيجة تكون إيجابية. وتكون سلبية حينما لا توجد في الجسم تلك الأجسام المضادة.

الإشكالية في مدى دقة نتيجة التحليل في الأيام الأولى، أو الأسابيع الأولى، التي تلي تعرض الإنسان لظروف احتمالات الإصابة، هي أن الجسم يحتاج إلى وقت كي يلحظ وجود الفيروس، وكي ينتج تلك الأجسام المضادة. ولذا هناك مدة زمنية تفصل ما بين وقت دخول الفيروس إلى الجسم، ووقت إنتاج الجسم للأجسام المضادة. وهذه المدة الزمنية تتراوح ما بين أسبوعين إلى ثمانية أسابيع في الغالب. وقد تمتد إلى ما بين ثلاثة وستة أشهر. ولذا لو تم الفحص خلال الثلاثة أشهر الأولى، أي بدأ من بعد أسبوعين، وكان سلبي النتيجة، فإن من الضروري إعادته في الفترة التي تلي الثلاثة أشهر الأولى بعيد التعرض لتلك الظروف التي قد تحصل الإصابة من خلالها.

فشل القلب وحبوب منع الحمل

* أصيبت أختي بتضخم عضلة القلب عندما كانت حاملا، إلا أنها تتناول الآن أدوية القلب، كما تتناول حبوب منع الحمل، ولم تتحسن حالة القلب لديها، فهل السبب حبوب منع الحمل؟

روز - الإمارات.

- هذا ملخص رسالتك، لأن ضعف القلب لا يزال لديها وفق نتائج فحوصاتها التي ذكرت، فإنه بداية عليها الاحتياط من حصول الحمل، نظرا إلى احتمالات خطورة ذلك على صحة قلبها وصحة بقية جسمها وعلى سلامة حملها.

وعلى الرغم من ضرورة اتخاذها وسيلة لمنع الحمل، فإن من الصعب علميا الجزم بأن تناول حبوب منع الحمل المحتوية على الهرمونات هي السبب المباشر في عدم تحسن قوة القلب وعدم عودته للحجم الطبيعي. والواقع أنه لا توجد حالات تسببت فيها حبوب منع الحمل في ضعف القلب أو عدم تحسن قوته الضعيفة. ولذا فهي بين أمرين، إما أن تستمر في تناول حبوب منع الحمل التي تستخدمها في الوقت الحالي مع الاستمرار في تناول أدوية القلب التي يرجى أن تسهم في تحسين قوة القلب، وإما أن تتوقف عن تناول حبوب منع الحمل وتتخذ لها وسيلة أخرى لمنع الحمل، مثل تثبيت اللولب في الرحم أو ربط أنابيب فالوب، والاستمرار في تناول أدوية القلب لمعرفة ما إذا كان لحبوب منع الحمل تأثير سلبي على عضلة قلبها.

ولذا، فإن من المهم هنا في حالتها مراجعة أدوية القلب التي تتناولها، وما مدى توقع أن تحتوي على الأنواع التي من الممكن أن تسهم في تحسين قوة عضلة القلب.

الوقاية من المبيدات الحشرية

* أعمل مهندسا زراعيا، وأتعرض يوميا لاستعمال واستنشاق المبيدات الحشرية. السؤال الأول: ما هي وسيلة تنظيف الجسم منها؟ أما الثاني فهو: هل ملح أحادي الصوديوم الذي يستخدم كمعزز النكهة شيء صحي أو ضار؟

مهندس منير ز. - السعودية.

- هذا ملخص رسالتك. بالنسبة إلى التعامل مع المبيدات الحشرية، هناك إرشادات طبية حول كيفية حماية العاملين في مجالها، وخاصة الذين يتعاملون باستخدامها بشكل مباشر. وهي ما تتضمنها إرشادات الهيئات العالمية المعنية ببرامج السلامة المهنية والبيئية، مثل الوكالة القومية الأميركية لمعلومات السلامة (NASD) والوكالة الأميركية لحماية البيئة (EPA) التي يمكن الرجوع إليها.

إن الحماية الشخصية أساس الوقاية من الآثار الصحية السلبية للمبيدات الحشرية بأنواعها الكيميائية أو العضوية، على المدى القصير أو بعد سنوات. ولكن للأسف، ووفق ما تشير إليه الإحصاءات الحديثة التي ذكرتها الوكالة القومية الأميركية لمعلومات السلامة، حول مدى اهتمام المزارعين والعاملين في الوسط الزراعي بالولايات المتحدة بهذا الأمر، فإن 44 في المائة فقط منهم يرتدون قفازات اليدين عند التعامل المباشر مع المبيدات الحشرية، و22 في المائة فقط يلتزمون دائما بوضع وسيلة حماية العينين، و8 في المائة فقط يلتزمون بارتداء الكمامة الواقية للجهاز التنفسي، و4 في المائة فقط يرتدون الرداء الخاص لتغطية كامل الجسم.

ولا يجب أن يكون طبيعيا استنشاقك للمبيدات الحشرية، ولا يجب أن ينحصر اهتمامك فقط في كيفية تنظيف الجسم منها، كما ذكرت في رسالتك. بل، حفاظا على سلامتك وصحتك، عليك أن تتعامل مع المبيدات الحشرية بطريقة صحيحة من أول خطوة. وأول خطوة هي قراءة المعلومات التحذيرية الملصقة بعبوات المبيدات الحشرية، كي تعلم مكوناتها الكيميائية، وطريقة تحضيرها وتهيئتها للاستخدام، وأعراض التسمم بها، وما هي الإسعافات الأولية والعلاجات المضادة في حال إصابتها للجسم.

والخطوة الثانية: وسائل الحماية، وأولها قفازات اليدين التي أثبتت التجارب العلمية أنها تحمي بنسبة 99 في المائة من تعرض الجسم المباشر لتلك المواد الضارة بالإنسان. وهناك إرشادات طبية حول نوعية المواد التي تصنع منها هذه القفازات الواقية، كي تكون ذات فاعلية عالية. وثالثها الكمامة الخاصة للأنف والفم، وليس أي كمامة عادية، ذات القدرة على تصفية وتنقية الهواء بدرجة عالية، وتسمى Respirators Pesticides. ورابعها، ارتداء ملابس سابغة ذات قدرة على الحماية من المواد الكيميائية عند التعامل المباشر مع تلك المواد، وارتداء ملابس سابغة من نوعية قطنية عند التعامل عن بعد مع تلك المواد. وخامسها، وضع النظارات الخاصة لحماية العين، مع ملاحظة عدم وضع العدسات اللاصقة مطلقا في الظروف التي من المحتمل فيها حصول تلوث بتلك المواد. وسادسها ارتداء أحذية تغطي الجزء السفلي من الساق.

ويبقى أمران مهمان، الأول يتعلق بما يسمى «عودة التعرض» للتعامل مع تلك المواد الكيميائية، التي تتراوح ما بين 12 إلى 48 ساعة، وفق ما يذكر على الملصق التعريفي بعبوات تلك المواد. والثاني يتعلق بغسل الجسم جيدا بالماء مباشرة بعد خلع ملابس العمل وقبل مغادرة مكان العمل.

أما بالنسبة إلى ملح أحادي الصوديوم المستخدم لتعزيز النكهة، فإني أفترض أنك تقصد به «غلوتاميت أحادي الصوديوم» المستخدم على نطاق واسع في صناعة الأغذية للغاية التي ذكرت. وهذه المادة دارت حولها نقاشات علمية وطبية، خاصة بعد الاستفسارات المتكررة من المستهلكين. وملخص الكلام العلمي حولها أن وكالة الغذاء والدواء الأميركية تتبنى أنها مادة غير ضارة بالصحة لعموم الناس، إذا تم تناول كميات قليلة منها. وأن هناك بعض مرضى الربو الذين ربما تثير لديهم هذه المادة الكيميائية نوبات الربو. وأن على عموم الناس، وخاصة مرضى القلب وارتفاع ضغط الدم، تجنب هذه المادة لأنها تحتوي على عنصر الصوديوم. ومعلوم أن الإرشادات الطبية تنصح بتقليل تناول الصوديوم، وهذه النصيحة لا تختص فقط بملح الطعام، بل جميع مصادر الصوديوم الغذائية.