استشارات

د. حسن صندقجي

TT

الحوامل وتناول السمك

* لدي أفكار متضاربة حول فوائد وأضرار تناول الحوامل للأسماك. فما النصيحة الطبية؟

العنود - الكويت.

- هذا ملخص رسالتك. ومعك حق في هذا الأمر لأن من جهة هناك تحذيرات للحوامل من الإكثار في تناول أنواع من الأسماك الملوثة بمعدن الزئبق، أو الملوثة بمواد أخرى، وهناك من جهة أخرى مدح علمي لفوائد دهون أوميغا - 3 في نمو الجنين، وخاصة الجهاز العصبي لديه.

وبداية، فإن إرشادات الهيئات الطبية العالمية، مثل رابطة القلب الأميركية ورابطة مرض السكري الأميركية حول التغذية الصحية، تذكر أن على المرء تناول الأسماك أو الحيوانات البحرية، على الأقل مرتين في الأسبوع. وهذه النصيحة موجهه بالعموم للرجال والنساء، وللأطفال وللحوامل، ولعموم الأصحاء والمرضى بأي نوع من الأمراض. والهدف هو الحصول على نوعية جيدة من البروتينات، إضافة إلى كمية جيدة من فيتامين «دي» ومعادن صحية مثل السيلينيوم والكالسيوم وغيرها. ولكن الأهم، هو الحصول على كمية معتدلة ودائمة من دهون أوميغا - 3 المفيدة لصحة الشرايين القلبية والدماغية، وضبط انتظام نبض القلب، وخفض ضغط الدم، وسلامة عمل الجهاز العصبي والقدرات الذهنية، وصحة العينين والجلد وغيرها من أجزاء الجسم، لدى البالغين. ولدى الأطفال والأجنة، تفيد هذه الدهون في سلامة نمو الجهاز العصبي وعمله.

والإشكالية في تناول الأسماك لعموم الناس تتعلق بطريقة طهيها وانتقاء أنواعها الغنية بدهون أوميغا - 3. أما ما يتعلق بالحوامل والأطفال، وبغيرهم أيضا، فهو حمايتهم من التلوث بالزئبق.

ولذا يكون الحرص على تناول أنواع الأسماك الدهنية. مثل السلمون أو غيرها من الأنواع المحلية المعروف غناها بالدهون. ويكون الحرص على طهيها بالشواء، أو بقليها كقطع صغيره أو شرائح رقيقة بالقليل من زيت الزيتون، أو على أضعف الإيمان تغليفها بالدقيق قبل القلي في أنواع الزيوت الأخرى، ثم نزع تلك الطبقة قبل الأكل.

أما لتقليل احتمالات التلوث بالزئبق، وخاصة للحوامل والأطفال، فيُنصح بالحرص على انتقاء الأسماك ذات العمر الأصغر، لأنه كلما زاد عمر السمكة زاد محتواها من التلوث بالزئبق، وخاصة تراكمه في طبقة الجلد للسمكة. كما يُنصح بالحرص على تناول الأسماك التي يتم صيدها من أماكن بعيدة عن السواحل. وهناك أسماك معلوم ارتفاع احتمالات تلوثها بالزئبق، مثل سمك الماكريل وسمك القرش، وسمك أبو سيف. وأسماك قليلة التلوث بالزئبق مثل السلمون، والتونا البيضاء الخفيفة المعلبة، وأسماك السردين الصغيرة في الحجم والعمر.

صداع الآيس كريم وشرايين القلب

* لدي مرض السكري وتضيق في أحد شرايين القلب، وأجري له توسيع بالبالون. وضعي مستقر وأتناول الأدوية الموصوفة لي من الطبيب. سؤالي يتعلق بالصداع الذي أشعر به كلما تناولت الآيس كريم أو المشروبات الباردة، هل له علاقة بالقلب أو السكري؟

أحمد - بريطانيا.

- يشعر البعض بالصداع حال السرعة في تناول الآيس كريم (البوظة) أو المشروبات الباردة. وهذا أمر يُعاني منه نحو 30% من الناس، من آن لأخر، وخاصة عند سرعة وضع الأشياء الباردة تلك في الفم. وغالبا ما يشعرون بالألم في منطقة الصدغ على جانبي الرأس، أو في الجبهة، أو في تجويف الرأس. وغالبا أيضا ما يزول ذاك الألم خلال بضع دقائق. والسبب أن ملامسة المادة الباردة جدا فجأة لمنطقة سقف الحلق أو منطقة البلعوم، تتسبب في انقباض مفاجئ للأوعية الدموية في تلك المناطق. ثم بعد ذلك تعود الأوعية الدموية لحالتها الطبيعية المتوسعة بشكل سريع أيضا. هذا الانقباض والتوسع السريع يُثير إرسال رسائل من الشعور بالألم إلى الدماغ، عبر عصب في جانبي الفك. ويُفسر الدماغ تلك الرسائل على أنها ألم في الجبهة أو الصدغ، عبر آليات معقدة في تفسير شعور الدماغ بمنطقة إثارة تلك الرسائل العصبية.

وعلى الرغم من محاولات الأطباء فهم هذا النوع من الصداع، فإنه من غير الواضح لماذا يُصيب البعض من الناس دون غيرهم. ولكن المؤكد، وفق ما هو متوفر من أدلة علمية، أنه لا علاقة له بأمراض شرايين القلب أو بمرض السكري أو بعلاجات أي منهما. كما أن وجوده لا يعني أي شيء سلبي في مستقبل صحة الإنسان. ولا يجب القلق منه. وأفضل وسيلة لمنع حصوله هو التأني في تناول الأشياء الباردة وعدم تعريض سقف الحلق أو البلعوم لها بشكل مباشر.

ضغط الدم والسكري

* والدتي عمرها نحو 65 سنة. ومُصابة بمرض السكري وارتفاع ضغط الدم، وتتناول أدوية لهما. ألاحظ أن هناك فرقا كبيرا في قراءة ضغط الدم، التي تتراوح غالبا بين 135 و130، على ما بين 50 إلى 40 ملم زئبق. الطبيب لم يُبد لي اهتماما بالأمر، بم تنصح؟.

و. خوري - لبنان.

- لم يتضح لي المقصود بعدم «إبداء طبيب والدتك اهتماما بالأمر». وبداية أفترض أنه تم قياس ضغط الدم لدى والدتك في العضد اليمنى والعضد اليسرى للمقارنة بين نتائج قياسه.

وبالنسبة لمقدار قراءات ضغط الدم، وخاصة الرقم الأول العالي، المطلوب في حالة والدتك التأكد من سلامة عمل الكلى. لأن هذا المقدار مقبول إذا كانت وظائف الكلى سليمة، أما إذا كان فيها ضعف، فالمطلوب حماية الكلى أكثر عبر خفض ضغط الدم الانقباضي إلى مستويات تقارب 125 مليمتر زئبق.

وبالنسبة لمقدار قراءات الرقم المنخفض الثاني، أو ما يُسمى ضغط الدم الانبساطي، فهناك عدة احتمالات لانخفاضه بهذا القدر. الاحتمال الأول أن يكون نتيجة لتأثر شبكة الأعصاب التي تغذي الشرايين بعدم انضباط نسبة سكر الدم. وهذا الاحتمال يُمكن التأكد منه طبيا عبر فحوصات معينة يُجريها الطبيب للتأكد من كفاءة مرونة تكيف الجهاز العصبي اللاإرادي. وإذا ما كان كذلك، يكون الحل في تحسين ضبط نسبة سكر الدم.

الاحتمال الثاني، أن يكون جزءا من فقد مرونة الشرايين جراء تأثير مرض السكري وارتفاع ضغط الدم عليها. وهذا أمر قد يُصاب كبار السن به، وليس بالضرورة له تأثيرات سلبية ما دامت شرايين القلب بالذات سليمة. ولاحظي معي أن الفجوة تكون ضيقة لدى صغار السن فيما بين مقدار ضغط الدم الانقباضي والانبساطي، والأمر قد لا يكون كذلك لدى الكبار الذين تتأثر لديهم مرونة الشرايين.

الاحتمال الثالث، الذي أتوقع أيضا أن الطبيب أجرى الفحوصات اللازمة له، هو التأكد من عدم وجود تسريب في الصمام الأورطي. والصمام الأورطي هو المخرج الذي يتدفق منه الدم أثناء ضخ القلب للدم إلى كافة أرجاء الجسم. وغالبا يُمكن التأكد من سلامته عبر إجراء فحص بالموجات فوق الصوتية للقلب.