حصيات الغدد اللعابية.. وأحدث طرق علاجها

منظار الغدد اللعابية أحد الوسائل الجراحية المبتكرة لإزالتها

TT

الغدد اللعابية هي عبارة عن أزواج من الغدد التي تقع في الرأس والعنق، تكون تحت الفك أو على جانبي الفكين، وتحت اللسان. ويفرز كل زوج من هذه الغدد سوائل وإنزيمات بنوع وتركيز مختلفين لتسهيل عميلة الهضم داخل الفم. ويستطيع الإنسان، بوجود هذه السوائل التي تفرزها الغدد، الهضم بسهولة، ولكن أحيانا يحصل أن تصاب هذه الغدد بـ«حصى الغدد».

تحدث إلى «صحتك» الدكتور راشد العبري، استشاري أول في تخصص الأنف والأذن والحنجرة رئيس وحدة الأنف والأذن والحنجرة بقسم الجراحة في مستشفى جامعة السلطان قابوس بسلطنة عمان، وأوضح أن وجود الحصى في الغدد اللعابية يؤدي إلى سد طريق القنوات الداخلية لهذه الغدة المصابة، التي بدورها تغلق طريق السوائل والإفرازات، فيتسبب ذلك في إيقاف الإفرازات اللعابية أو تقليل تدفقها. وكنتيجة لذلك تتجمع الإفرازات خلف الحصاة متسببة في الإصابة بالالتهاب والانتفاخ.

علامات التشخيص

* ومن العلامات التشخيصية لوجود حصيات بالغدة اللعابية، ازدياد الألم أثناء هضم الطعام بسبب إفراز الغدة سوائلها وإنزيماتها أثناء المضغ وتجمع السوائل بسبب الانسداد، وعادة ما يكون الالتهاب مصحوبا بالحمى.

وفي حال عدم التشخيص المبكر للحالة ومن ثم عدم إزالة السبب «الحصيات في الغدد» فإن الالتهاب سوف يتكرر أكثر من مرة في السنة بسبب وجود الحصاة التي تؤدي إلى الانغلاق وتواتر الالتهاب.

ويمكن أن تكون في الغدد حصاة واحدة أو أكثر، ولا يكون لها شكل ثابت، فأحيانا تكون دائرية، وفي أحيان أخرى تتخذ أشكالا أخرى، ويعتقد بأن سبب الحصاة هو التكلس من بعض السوائل في القنوات الداخلية.

العلاج

* يقول الدكتور راشد العبري إن إزالة حصيات الغدد اللعابية بواسطة الجراحة تعتبر إحدى الطرق الأكثر شيوعا حتى وقتنا الحاضر. ويمكن العلاج بإزالة الحصيات وحدها عن طريق الفم، أو أن تتم إزالة الغدة المصابة كاملة. وتتم عملية جراحة إزالة الغدة تحت التخدير العام، وتعتمد هذه الجراحة على موقع الحصاة، فإن كانت داخل القناة وفي متناول الجراح، أي في منطقة الفم، فتتم إزالتها عن طريق الفم، بحيث يتم عمل قطع في القناة. أما إذا كانت متعمقة داخل القناة، أو كانت كبيرة من حيث الحجم، ففي هذه الحالة يتم إزالة الغدة كاملة.

وبعد إزالة الغدة المصابة يكون هناك نقص في الإفرازات بحيث يصبح الإفراز من غدة واحدة بدلا من غدتين. وحيث إن الغدد اللعابية تقع مجاورة لبعض الأعصاب، لذلك يجب على الجراح أخذ الاحتياطات اللازمة حتى لا يتسبب في إصابة الأعصاب القريبة أثناء إجراء العملية التي قد تحدث نادرا، وذلك حسب معطيات العملية.

طريقة علاجية جديدة

* أوضح الدكتور راشد العبري أن منظار الغدد اللعابية هو واحد من الطرق المبتكرة في السنوات الأخيرة في مجال جراحة الأنف والأذن والحنجرة والرأس والعنق. وحيث إن حصيات والتهابات الغدد اللعابية تعتبر واحدة من أكثر أمراض الغدد اللعابية انتشارا، يجب أن يتم تشخيصها مبكرا بواسطة الأشعة ثم معالجتها سواء عن طريق الجراحة من داخل الفم أو التفتيت الحصوي الصوتي أو إزالة الغدة المصابة كاملة جراحيا، وهي أكثر الإجراءات تطبيقا.

ويستخدم منظار الغدد اللعابية طريقة أقل ضررا جراحيا التي تسمح باستخدام المنظار المرئي لاكتشاف قنوات الغدد اللعابية وإزالة الحصيات بواسطة سلة مخصصة لهذا الغرض. ويستخدم منظار الغدد اللعابية للتشخيص والعلاج في آن واحد على حسب الاستنتاجات السريرية. ومن إيجابيات هذه الطريقة أنه يمكن أن يتم إجراؤها في جناح العناية اليومية تحت التخدير العام وكذلك في العيادة الخارجية تحت التخدير الموضعي.

ندوة المناظير المرئية للغدد اللعابية.. الأولى من نوعها في منطقة الشرق الأوسط

* اختتمت يوم الثلاثاء الماضي 26 أكتوبر (تشرين الأول) أعمال الندوة الأولى لمناظير الغدد اللعابية التي جاءت تزامنا مع الندوة الخامسة للجمعية الخليجية لأطباء الأنف والأذن والحنجرة والرأس والعنق والملتقى الخامس عشر لرابطة أطباء الأنف والأذن والحنجرة والرأس والعنق في جامعة السلطان قابوس بسلطنة عمان. وتعتبر هذه الندوة الأولى من نوعها في منطقة الشرق الأوسط. كان من أهم أهداف هذه الندوة تدريب الأطباء على هذه الطريقة الجديدة ورفع كفاءة الكادر الطبي وتبادل الخبرات.

تضمن برنامج الندوة في اليوم الأول محاضرات علمية لمحاضرين من جامعة جنيف بسويسرا، وليون بفرنسا، والجمعيات الخليجية، والرابطة العمانية، والمركز العالمي الأوروبي لمناظير الغدد اللعابية. وتضمن برنامج اليوم الثاني نقلا حيا لعمليات جراحة ومناظير الغدد اللعابية من المستشفى الجامعي إلى قاعة المؤتمرات في الجامعة حيث تضمن شرحا مفصلا عن كيفية إجرائها، وتحاور المشاركون حول هذه الطريقة وتفاصيلها. أما برنامج اليوم الثالث فقد كان استكمالا للمحاضرات العلمية ومناقشة أوراق العمل المقدمة من جامعة السلطان قابوس ووزارة الصحة وأطباء الأنف والأذن والحنجرة المتدربين بالمجلس العماني للاختصاصات الطبية.