محطات صحية

د. عبير مبارك

TT

التهاب ذات الرئة

* ذات الرئة، أو النيمونيا (Pneumonia)، التهاب ميكروبي يصيب أنسجة الرئة والحويصلات الهوائية بداخلها. وهو يختلف عن التهاب القصبات الهوائية الكبيرة أو التهاب الشعب الهوائية الصغيرة، التي في داخل الرئة.

الميكروبات التي قد تتسبب في التهاب النيمونيا قد تكون فيروسات أو بكتيريا أو فطريات. وحال تطور الالتهاب، قد تجتمع فيه الفيروسات مع البكتيريا، أو الفيروسات والبكتيريا والفطريات.

والميكروبات ليست وحدها التي قد تتسبب في النيمونيا، بل قد تحصل النيمونيا بوصول مواد كيميائية سائلة أو أبخرة الدخان لأنواع من المواد الكيميائية إلى داخل الرئة وحويصلاتها. مثل الأدخنة في حالات الحرائق، أو عند دخول سوائل فيء المعدة إلى الرئة، أو دخول السوائل الكيميائية لمستحضرات التنظيف أو غيرها إلى الرئة.

والأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالنيمونيا هم الذين لديهم أمراض مزمنة في الجهاز التنفسي، أو المصابون بتدني مناعة الجسم، كمرضى السكري أو فشل الكبد أو فشل الكلى أو الذين يتناولون أدوية لخفض قوة قدرات جهاز مناعة الجسم. أو الذين تجاوزوا 65 سنة من العمر، أو الأطفال الأقل من عمر سنتين.

وإذا ما حصل التهاب النيمونيا، يعاني المريض من بعض أو جميع الأعراض التالية. وهي:

* صعوبات في التنفس.

* سعال.

* إخراج بلغم ذي لون أصفر أو أخضر خفيف أو مختلط بالدم.

* ارتفاع في حرارة الجسم.

* ألم في الصدر.

ويتم تشخيص الإصابة من خلال مراجعة الطبيب والإجابة عن استفساراته الطبية، وإجرائه لفحص الجهاز التنفسي وتصوير الصدر بالأشعة السينية (أشعة إكس) وتحليل عينات الدم لأنواع من الميكروبات. وتتم المعالجة وفق إرشادات الطبيب، والتي من أهمها الراحة وتناول السوائل وتنشيط مناعة الجسم، وربما تناول المضادات الحيوية في حال وجود التهابات بكتيرية أو فطريات. وقد تستدعي الحالة الدخول إلى المستشفى لتلقي المعالجة، خاصة عند الحاجة إلى تلقي المضادات الحيوية عبر الوريد أو في حال حصول تدهور في عمل الجهاز التنفسي أو تدهور في الحالة الصحية العامة للجسم.

وللوقاية من النيمونيا، يقترح أطباء الصدر في كلية الطب بجامعة ميريلاند الأميركية اتباع الخطوات التالية. وهي:

- تكرار غسل اليدين.

- الامتناع عن التدخين.

- تلقي لقاح النيمونيا الخاص ببكتيريا نيموكوكس، وتلقي لقاح فيروسات الإنفلونزا الموسمية.

- مراجعة الطبيب عند ملاحظة عدم التحسن في أعراض نزلات البرد أو الإنفلونزا.

خدوش القرنية

* أكثر أجزاء العين عرضة للإصابات هي القرنية (cornea)، وهي غشاء شفاف يغطي مقدمة العين، وتمثل بهذا النافذة التي نرى من خلالها العالم حولنا، والطبقة الواقية لمقدمة العين. ولذا فإنها معرضة للإصابة بالخدوش من الغبار والرمل ونشارة الخشب وبرادة المعادن وحواف الأوراق، إضافة إلى خدوش الأظافر أو العدسات اللاصقة وغيرها من الأشياء التي قد تلامس سطح القرنية.

وغالبا ما تكون خدوش القرنية (corneal abrasions) خدوشا سطحية، لكنها ربما تكون أعمق من ذلك. ويشير أطباء العيون في مستشفى الأطفال ببوسطن في الولايات المتحدة إلى أهم ثلاثة أسباب لحصول خدوش القرنية لدى الأطفال، وهي:

* دخول جسم غريب إلى العين، مثل الغبار أو الرمل أو الحشرات.

* خدوش تتسبب بها الأظافر أو الألعاب.

* ارتداء الأطفال للعدسات اللاصقة.

وإضافة إلى تأثيرات خدوش القرنية على شكلها وسلامة وظيفتها في الإبصار، فإن تسلخ سطح القرنية قد يعرّض تلك الخدوش للالتهاب بالميكروبات، سواء كانت بكتيريا أو فيروسات أو فطريات. وهو ما قد يؤدي إلى نشوء قروح القرنية (corneal ulcer)، التي من الممكن أن تكون ذات عواقب وخيمة على قدرات الإبصار إذا لم تتم معالجتها مبكرا وبشكل سليم وتحت إشراف طبي مباشر.

الأطباء من جامعة ميريلاند بالولايات المتحدة يقدمون لائحة بعلامات حصول إصابة في طبقة القرنية، والذي يتطلب مراجعة الطبيب. وهي تشمل:

- نشوء حساسية غير معتادة لمواجهة ورؤية الضوء.

- زغللة وعدم وضوح في رؤية الأشياء من حولنا.

- ألم في العين، قد يكون شديدا ومفاجئا.

- صداع في الرأس.

- الشعور المزعج بأن ثمة غبارا أو رملا في العين.

- احمرار العين.

- تورم وانتفاخ الجفون.

ويتم تشخيص حصول خدوش قرنية العين من خلال فحص الطبيب لها. وهو ما قد يتطلب وضع الطبيب قطرات من مادة مخدرة، كي يسهل فتح جفون العين وفحص القرنية بعناية. كما قد يستخدم الطبيب قطرات تحتوي على صبغة فلوريسين الصفراء غير الضارة، لتأكيد التشخيص عبر فحص سطح القرنية.

الوقاية من عضة الكلب

* الإصابات الناجمة عن عضة الكلب شائعة في العالم. وتشير إحصائيات «المراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية» (CDC) إلى حصول نحو 5 ملايين إصابة بعضات الكلاب سنويا في الولايات المتحدة وحدها.

كما تشير تقارير «الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال» و«الرابطة الأميركية للطب البيطري»، إلى أن عضات الكلاب تشكل نحو 90% من إصابات العضات التي تصيب الإنسان، تليها القطط بنسبة 6%، وعضات القوارض بأقل من نسبة 2%، وعضات الإنسان لإنسان أخر بأقل من نسبة 2%. أما بقية الحيوانات فلا تشكل عضاتها نسبة 1%. وعضة الكلب غالبا ما تحصل من كلب يعرفه المصاب. والأطفال أكثر عرضة للإصابات بعضات الكلاب، خاصة أولئك الأطفال فيما بين سن 5 و9 سنوات. وأكثر من ثلثي إصابات الأطفال، ما دون سن الرابعة، بعضات الكلاب تقع في منطقة العنق والوجه. وتؤكد التقارير تلك على أن أي كلب يمكن أن يعض حينما يشعر بالخطر أو الاستفزاز، ولذا فإن الكلاب المنزلية هي الأكثر في التسبب في عضات الكلاب.

وتشمل عناصر الوقاية من عضات الكلاب:

* تجنب التعرض للكلاب.

* عدم العبث بالتعرض للكلاب الغريبة، حتى لو كانت أليفة ومنزلية للغير، والجري وراءها أو تهييجها.

* تحاشي الهروب الواضح أو الصراخ حينما يُهدد الكلب شخصا ما، والحرص على الهدوء التام.

* حينما يهاجمك الكلب، حاول التكور على نفسك، أي بالانحناء لحماية الوجه والعنق والبطن والأعضاء التناسلية.

* تجنب النظر المباشر إلى عيني الكلب.

* إذا ما عض الكلب شخصا ما، حاول إبعاد ذلك الشخص عن نظر الكلب، كي لا يرى جروحه.

وتذكر تقارير الرابطة الأميركية للطب البيطري ومركز السيطرة على الأمراض بالولايات المتحدة، عناصر يجب التنبه لها قبل اقتناء الكلاب ووضعها للسكن داخل المنزل، لأن الكلب في حقيقة الأمر حيوان غريب بالأصل عن الإنسان، وليس من طبعه الأصلي العيش داخل حجرات المنازل، بل إن محله الطبيعي خارج المنزل. ومن تلك العناصر:

- استشارة الطبيب البيطري حول أفضل الأنواع المناسبة للاقتناء والبقاء في المنزل، وتجنب أنواعها التي تشتهر بأذى الإنسان.

- مراعاة مخاوف الأطفال من الكلاب في داخل المنزل، وعدم اقتنائها آنذاك.

- التعرف على الكلب قبل اقتنائه وتمضية وقت معه قبل جلبه إلى المنزل، خاصة في حال وجود أطفال فيه.

- لا تدع مطلقا الأطفال، خاصة الرضع منهم، مع الكلب في المنزل وحدهم.

- تجنب اللعب العنيف مع الكلب، والتنبه دوما لحصول أي مشكلات معه، وتعليم الأطفال كيفية الوقاية من عضه أثناء التعامل معه.

- التدريب الجيد للكلب المنزلي على إطاعة الأوامر والتعامل الاجتماعي مع الناس.

- الاهتمام بصحة الكلب عبر المتابعة لدى الطبيب البيطري، وعرض الكلب عليه عند ملاحظة أي تغير سلوكي أو ميل للعنف لديه.

- لا تحاول مطلقا إزعاج الكلب حينما يهتم بصغاره أو يأكل أو أثناء نومه، وهو ما لا يستطيع الأطفال غالبا فهمه أو مراعاته.

* استشاري بقسم الباطنية في المستشفى العسكري بالرياض [email protected]