عجز القلب الانبساطي.. وأعراضه

يحدث لعدم تمكن القلب من الاسترخاء

TT

يتشابه عجز القلب الانبساطي مع عجز القلب الانقباضي. وأهم أعراضه صعوبة التنفس، تورم في الرجلين، الكاحلين، أو منطقة البطن، الإجهاد من دون سبب، البروز الشديد للوريد الوداجي. ويمكن التمييز بين نوعي عجز القلب هذين بإجراء تخطيط كهربائي للقلب، الذي يمكنه إظهار حجم وشكل البطين الأيسر والتدقيق في حسن وظيفته. ويشير الجزء المتدفق القليل من الدم، إلى وجود عجز قلب انقباضي، فيما يشير الجزء المتدفق الاعتيادي إضافة إلى الأعراض إلى وجود عجز قلب انبساطي.

الاسترخاء مهم من كل الجوانب، للقلب، وبمثل أهميته لكل أجزاء الجسم.

ولذا، فإن حدث ولم يتمكن القلب - لأي سبب من الأسباب - من الاسترخاء والانبساط بين كل نبضتين من نبضاته، فسوف لن يكون بمقدوره الامتلاء كاملا بالدم. وحينذاك فإن كل دفقة من الدم يضخها القلب مع كل انقباضة له، تمهد الطريق لنوع «جديد» من عجز القلب الذي نطلق عليه مختلف الأسماء: «عجز القلب الانبساطي»، «عجز القلب المصاحب بجزء من التدفق الاعتيادي»، «عجز القلب المحافظ على وظيفة الانقباض»، وغيرها.

عجز القلب الانبساطي

* إن عجز القلب الانبساطي diastolic heart failure لا يعتبر حالة جديدة على الطب، بل الواقع أن الأطباء نجحوا أخيرا، ومن خلال توظيف أدوات مطورة، في التعرف على الفروق بينه وبين عجز القلب «المعتاد» وهو عجز القلب الانقباضي systolic heart failure.

ويعاني نصف الأميركيين المعانين من عجز القلب البالغ عددهم 600 ألف شخص سنويا من عجز القلب الانبساطي. ويؤدي كلا النوعين من عجز القلب -الانقباضي والانبساطي - إلى نفس النتيجة، وهي أن القلب يعاني من مشكلة في إمداد أعضاء وأنسجة الجسم من الدم الغني بالأوكسجين اللازم لاحتياجاتها.

التصلب وكبر الحجم

* تمر كل نبضة من نبضات القلب في طورين. وخلال طور الانقباض تنقبض ألياف عضلة القلب سوية، الأمر الذي يجعل القلب ملتفا، ومنغلقا على نفسه، دافعا الدم إلى الرئتين وباقي أجزاء الجسم. أما خلال طور الانبساط فإن ألياف عضلة القلب تسترخي وتتمدد، الأمر الذي يسمح لحجيرات القلب الأربع بالتوسع والامتلاء بالدم بعد أن يتحرر القلب من التفافه، سامحا بعملية امتصاص تساعد البطينين على جر الدم نحوهما.

إلا أن الشيخوخة تقود إلى تقليل مرونة العضلات في القلب، فارتفاع ضغط الدم، وانسداد الشرايين التاجية بترسبات الكولسترول، تضرر عضلة القلب نتيجة نوبة قلبية، سوء عمل صمام في القلب، السكري، فقر الدم، فرط نشاط الغدة الدرقية، ومشاكل صحية أخرى بمقدورها أيضا العمل على تصلب عضلة القلب وازدياد حجم العضلة الموجودة في داخل البطين الأيسر.

ويتشابه عجز القلب الانبساطي مع عجز القلب الانقباضي كما يماثله في تأثيراته. وأهم أعراضه هي صعوبة التنفس عند بذل الجهد أو عند الاستلقاء على الفراش، تورم في الرجلين، الكاحلين، أو منطقة البطن، الإجهاد من دون سبب، البروز الشديد للوريد الوداجي jugular vein.

والوسيلة الرئيسية للتمييز بين نوعي عجز القلب هذين هي إجراء تخطيط كهربائي للقلب، الذي يمكنه إظهار حجم وشكل البطين الأيسر والتدقيق في حسن وظيفته. كما يمكنه أيضا تحديد الجزء المتدفق ejection fraction - أي جزء الدم الذي تم ضخه خلال طور الانقباض ونسبته المئوية من كل كمية الدم التي امتلأ بها البطين الأيسر.

ويشير الجزء المتدفق القليل (أقل من 35 في المائة) إضافة إلى الأعراض، إلى وجود عجز قلب انقباضي، فيما يشير الجزء المتدفق الاعتيادي إضافة إلى الأعراض إلى وجود عجز قلب انبساطي.

ما العمل؟

* إن المشكلة الكبرى المرتبطة بعجز القلب الانبساطي هي أن الأطباء لا يعرفون حتى الآن أفضل الطرق لعلاجه. فالعلاجات التي توجه لحالة عجز القلب الانقباضي (التي يكون فيها البطين الأيسر رقيق الجدران ومترهلا ضعيفا) لا تؤدي نفس مفعولها بالضرورة لعلاج عجز القلب الانبساطي (الذي يكون فيه البطين الأيسر سميكا ومتصلبا). وتجرى حاليا أبحاث عديدة على العلاجات المحتملة لعجز القلب الانبساطي إلا أنه لم يتم التوصل إلى نتائج محددة.

وتوصي جمعية القلب الأميركية والكلية الأميركية لعلوم القلب في الوقت الحاضر، بضبط:

ضغط الدم الانقباضي والانبساطي.

تورم الرجل واحتقان الرئة، وبتناول مدرات البول.

سرعة نبضات البطينين للأشخاص المصابين بالرجفان الأذيني atrial fibrillation.

أما أنواع العلاج المقترحة فهي: إجراء عمليات إزالة تضيق الشرايين جراحيا، أو وضع مجاز مواز للشرايين التاجية إن كانت مسدودة بترسبات الكولسترول وتمنع تدفق الدم وتضر بوظيفة القلب، وتناول الأدوية من مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين ACE inhibitors، حاصرات بيتا، أو حاصرات أقنية الكالسيوم التي تخفف الأعراض. وقد تساعد أيضا مراقبة كميات الملح المتناولة، وممارسة التمارين الرياضية.

ما بين عجزي القلب الانبساطي والانقباضي

* يختلف عجز القلب الانبساطي الذي يكون فيه البطين الأيسر متصلبا وكبيرا، عن عجز القلب الانقباضي الذي يكون فيه البطين الأيسر ضعيفا.

الجزء المندفع من الدم هو مقياس لقدرة ضخ القلب، وهو طبيعي في حالة عجز القلب الانبساطي بينما يكون قليلا في حالة عجز القلب الانقباضي.

مع محاولة الباحثين التعرف على أفضل أنواع العلاج لحالة عجز القلب الانبساطي، فإن ضبط ضغط الدم وكمية السوائل في الجسم هي أهم الاستراتيجيات لعلاجه، كما أن تناول الأدوية قد يكون مفيدا.

* رسالة هارفارد للقلب، خدمات «تريبيون ميديا».