الالتهاب الرئوي.. يحصد طفلا دون الخامسة كل 20 ثانية حول العالم

خبراء مصريون يطالبون بإدراج اللقاح الواقي ضمن اللائحة الإلزامية

TT

بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة الالتهاب الرئوي، عقدت الجمعية المصرية لطب الأطفال، بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة التنموي، مؤتمرا طبيا بالقاهرة يوم الأحد 14 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، طالب خلاله الخبراء بضرورة العمل على إدخال اللقاح المضاد للالتهاب الرئوي ضمن حزمة اللقاحات الإلزامية التي يحصل عليها الأطفال في مصر، كون الالتهاب الرئوي أصبح السبب الوبائي الأول لوفاة الأطفال وحديثي الولادة في العالم طبقا لإحصاءات المنظمات الصحية العالمية.

في حديثه أمام المؤتمر، أكد الدكتور حامد الخياط، أستاذ طب الأطفال بجامعة عين شمس، أن اللقاح المضاد للالتهاب الرئوي معتمد في نحو 90 دولة حول العالم، مشيرا إلى أن الجرعة الواحدة منه تتكلف نحو 340 جنيها (نحو 60 دولارا)، يمكن خفضها إلى نحو 100 جنيه (نحو 18 دولارا) في حال استخدامه على نطاق واسع.

ونوه الخياط بأن الطفل يحتاج إلى أربع جرعات أساسية من اللقاح، يتم حقنه بها عند بلوغه عمر شهرين وأربعة وستة أشهر، ثم جرعة تنشيطية رابعة ما بين 12 و15 شهرا.

وأكد الخياط أن الالتهاب الرئوي هو شكل من أشكال العدوى التنفسية الحادة التي تصيب نسيج الرئتين، جراء العدوى بالكثير من العوامل، بما في ذلك الفيروسات والجراثيم البكتيرية والفطريات. لكن البكتيريا تعتبر أكبر مسببات الالتهاب الرئوي الجرثومي لدى الأطفال، يليها الفيروس التنفسي. ويمكن للالتهاب الرئوي أن ينتشر بطرق عدة عن طريق الرذاذ المتطاير الناجم عن السعال أو عبر العدوى، خاصة أثناء الولادة أو بعدها.. كما يزيد التلوث البيئي والاكتظاظ السكاني من فرص العدوى بالمرض.

وأشار الخياط إلى أنه رغم توافر أنواع كثيرة من المضادات الحيوية لمقاومة تلك الأمراض، فإن تلك البكتيريا تظهر مقاومة كبيرة لتلك الأنواع، لذلك يعد التطعيم باللقاحات هو إحدى الوسائل الأساسية للحد من انتشار المرض وتقليل نسبة الوفيات دون سن الخامسة.

ويأتي الالتهاب الرئوي في مقدمة أسباب وفاة الأطفال في جميع أنحاء العالم، حيث يبلغ عدد الأطفال الذي يتوفون بهذا المرض سنويا نحو 1.6 مليون طفل دون سن الخامسة، مما يمثل نحو 20% من مجمل تعداد الوفيات التي تسجل لتلك الفئة العمرية في جميع أنحاء العالم.. إذ يصيب المرض نحو 155 مليون طفل سنويا، نصفهم تقريبا من بلدان نامية.

واعتبر الخياط أن أعراض مرض الالتهاب الرئوي تظهر في صورة سرعة وصعوبة في التنفس وسعال وحمى وفقدان شهية وغيرها، موضحا أن الأطفال الذين يعانون من ضعف في جهازهم المناعي، وبخاصة الرضع الذين لا يتغذون على لبن الأم، يواجهون مخاطر أكثر من غيرهم.

علاج ووقاية

* وفي كلمتها، قالت الدكتورة ماجدة بدوي، أستاذة طب الأطفال مديرة مستشفى أبو الريش «الياباني» للأطفال، إن علاج الالتهاب الرئوي يتم عبر استخدام المضادات الحيوية، التي عادة ما توصف للاستخدام المنزلي، إلا أنه يوصى باحتجاز الرضع ممن تتجاوز أعمارهم الشهرين ويعانون من المضاعفات بالمستشفى لتلقي الرعاية الصحية المكثفة المطلوبة.

وأكدت بدوي أن وقاية الأطفال من الالتهاب الرئوي تعد أحد العناصر الرئيسية للحد من معدلات وفيات الأطفال، وأن توفير التغذية المناسبة من الأمور الأساسية لتحسين المناعة الطبيعية لدى الأطفال، مشيرة إلى أن ذلك يتحقق نتيجة للرضاعة الطبيعية خاصة في الأشهر الستة الأولى عقب الولادة.

ومن جانبه، قال الدكتور شريف عبد العال، سكرتير عام الجمعية المصرية لطب الأطفال، إن منظمة الصحة العالمية أعلنت 6 أمراض قابلة للوقاية مسؤولة عن أكثر من 70% من وفيات الأطفال بالعالم. وتضمنت اللائحة على رأسها مرض الالتهاب الرئوي، المسؤول عن نحو 20% من إجمالي وفيات الأطفال دون الخامسة، يليه الإسهال والولادة المبكرة والملاريا والأمراض الخاصة بعدوى الدم والمشكلات التنفسية الناجمة عن مضاعفات الولادة.

وفي سياق متصل، صدر تقرير عن الائتلاف العالمي لمكافحة مرض الالتهاب الرئوي في الأطفال (Global Coalition against Child Pneumonia) يوم الخميس 11 نوفمبر الحالي، متضمنا أن جهود 15 دولة تنوء بأعباء مرض الالتهاب الرئوي لم تلق الحد الكافي من المساعدة لتحقيق الأهداف المرجوة.

وأشار التقرير إلى أن دولا تشمل أفغانستان وأنغولا وبنغلاديش وبوركينا فاسو والصين والكونغو الديمقراطية وإثيوبيا والهند وإندونيسيا وكينيا والنيجر وباكستان وتنزانيا وأوغندا، وهي مرتبة وفق الأبجدية الإنجليزية، مسؤولة عن نحو ثلاثة أرباع تعداد وفيات الأطفال جراء الإصابة بالالتهاب الرئوي حول العالم، وأن الطفل في هذه الدول معرض للوفاة بما يوازي 17 إلى 400 ضعف نظيره بالولايات المتحدة الأميركية بسبب الإصابة بالالتهاب الرئوي.

عدوى قاتلة

* وأكد التقرير أنه وفقا لخطة منظمتي اليونيسيف والصحة العالمية، الخاصة بالوقاية ومكافحة الالتهاب الرئوي (GAPP) التي أطلقت في عام 2009، فإن ثلثي حالات الوفاة جراء الإصابة بمرض الالتهاب الرئوي حول العالم، والمقدرة بنحو 1.6 مليون حالة سنويا، من الممكن تفاديها في حال اتخاذ الإجراءات الوقائية والعلاجية السليمة.

وبدورها، دللت هيلين إيفانز، مديرة الاتحاد العالمي للمصل واللقاح، على خطورة الوضع قائلة إن هناك طفلا يقضي نحبه كل 20 ثانية حول العالم جراء الإصابة بالالتهاب الرئوي، مما يعني أن 4300 روح تزهق يوميا، أغلبهم ينتمون إلى دول نامية.

ومن جانبه، أعرب البروفسور أورين ليفين، المدير التنفيذي للمركز العالمي لإتاحة اللقاحات (IVAC) عن تفاؤله بوجود تقدم ملموس في مختلف دول العالم، فيما يختص بمكافحة المرض وما ترتب عليها من إنقاذ أرواح ملايين الأطفال دون الخامسة سنويا، قائلا إن «الكثير من دول العالم بدأت فعليا في اتخاذ خطوات جدية نحو إدراج اللقاح المضاد للالتهاب الرئوي ضمن لائحة اللقاحات الإلزامية بها، جنبا إلى جنب مع اللقاحات الأخرى، مثل تلك المضادة للالتهاب الكبدي الوبائيB (HIB)، والحصبة (Measles) والسعال الديكي (Pertussis).