سرطان الثدي.. الكشف المبكر يعجل في شفائه

حملة توعية لتشجيع النساء على رصده وتشخيصه

TT

سرطان الثدي هو أكثر أنواع السرطانات حدوثا في النساء، حيث يمثل 25% من حالات السرطان لديهن. ويتم تشخيص أكثر من 700 ألف حالة جديدة من سرطان الثدي سنويا على مستوى العالم.

أما عن الوضع إقليميا، فغالبية الحالات (نحو 64%) تحدث تحت سن الخمسين، كما أنها تشخص في المراحل المتقدمة من المرض، إذ تكون 40% من الحالات منتشرة موضعيا عند التشخيص.

تحدثت إلى «صحتك» الدكتورة منى باسليم، استشارية الجراحة العامة والمشرفة على وحدة أورام الثدي بمستشفى الملك فهد بجدة والمشرفة على حملة سرطان الثدي في جدة، مؤكدة على «اننا في حاجة ماسة إلى رفع مستوى الوعي الصحي في بلدنا عن (سرطان الثدي)، بعد أن أثبتت الإحصائيات العالمية وكذلك الوطنية أنه من أهم الأسباب المؤدية إلى الوفاة، ويحتل المركز الأول بالنسبة للسرطان لدى النساء (25%)».

لذا فقد قامت مديرية الشؤون الصحية بمحافظة جدة، متمثلة في مستشفى الملك فهد، ومستشفى الملك عبد العزيز، ومركز الأورام بجدة، بالتعاون مع مراكز الرعاية الصحية الأولية، وبرعاية شركة «سيمنز» للأجهزة الطبية وشركة «روش» الطبية وشركة «الليرجان» الطبية، بتنفيذ الحملة الوطنية للتوعية بسرطان الثدي، التي ترعاها الأميرة هيفاء بنت فيصل بن عبد العزيز، رئيسة مجلس إدارة جمعية «زهرة» لسرطان الثدي، وسوف تستمر الحملة لمدة ثلاثة أشهر، حيث تنتهي في 12 يناير (كانون الثاني) 2011. وأوضحت أهمية هذه الحملة الواسعة.. ومن نشاطاتها ما يلي:

- توزيع مطويات وكتيبات الحملة في المراكز الصحية والتجمعات النسائية ومراكز التسويق الكبيرة.

- رسائل توعية تدعو وتشجع عمل الماموغرام (أشعة الثدي) المسحي عبر الجوال (SMS).

- تم إنشاء موقع إلكتروني للتوعية بسرطان الثدي ويمكن الحصول منه على جميع المعلومات اللازمة للحملة وبرنامج الكشف المبكر «www.bcaed.net».

- عمل مسح إشعاعي للثدي (Screening Mammogram) للنساء السعوديات من سن 40 إلى 69 سنة من مختلف مناطق جدة. وتستبعد من المسح الحوامل والمرضعات، أو من يعانين من خراج في الثدي، أو من كان لديها سرطان في الثدي مسبقا أو حاليا.

- عمل الفحوصات الإشعاعية اللازمة للحالات المكتشفة والمشكوك فيها في وجود سرطان في الثدي، كما تؤخذ العينات إن لزم الأمر، في وحدة تصوير الثدي بمستشفى الملك عبد العزيز ومركز الأورام، ومن ثم يتم تحويل الحالة إلى عيادة الثدي في كل من مستشفى الملك عبد العزيز ومركز الأورام ومستشفى الملك فهد.

- برنامج تعليم مستمر وتوعية طوال العام بسرطان الثدي وأهمية الكشف المبكر. ويوجه هذا البرنامج إلى عموم الجمهور وكذلك إلى مقدمي الخدمة الطبية من أطباء الرعاية الصحية الأولية، وأطباء النساء والولادة، وأطباء الأشعة، والممرضات وفنيات الأشعة المعنيات بعمل تصوير الثدي الإشعاعي.

«ماموغرام» نقال

* وأضافت د. منى باسليم أنه سيتم عمل الماموغرام داخل ناقلة ضخمة متنقلة وفرتها شركة «سيمنز» للأجهزة الطبية، حيث يوجد في الناقلة جهاز رقمي لتصوير الثدي (Full field digital mammogram) يعمل عليه طاقم من طبيبات وفنيات لعمل أشعة الثدي داخل الناقلة التي تقف بجوار مراكز الرعاية الصحية الأولية المشاركة في هذه الحملة.

والهدف من ذلك هو تشجيع زيادة الإقبال على الماموغرام المسحي، وبالتالي يمكن أن تستعمل المعلومات المجمعة كدراسة أولية (Pilot study) لبداية برنامج المسح الشامل لسرطان الثدي في المنطقة، ويسمى هذا المسح الإشعاعي في هذه المرحلة (Pilot Screening Program).

وستتم دراسة جميع الأشعات من قبل فريق طبي متخصص برئاسة الدكتورة إيمان باروم، ومن ثم حصر حالات سرطان الثدي المكتشفة خلال هذه الفترة لنتمكن من توفير إحصائيات تساعد في معرفة الحجم الحقيقي لسرطان الثدي في المملكة، ومن ثم إمكانية تطبيق برنامج الكشف المبكر على مستوى المملكة بشكل عام لرفع نسبة الشفاء وتقليص نسبة الوفيات.

معوقات

* ثم تحدثت إلى «صحتك» الدكتورة إيمان باروم، رئيسة قسم الأشعة واستشارية الأشعة التشخيصية بمستشفى الملك عبد العزيز ومركز الأورام بجدة ونائبة رئيس اللجنة المنظمة لفعاليات حملة التوعية بسرطان الثدي بجدة، موضحة أن المرأة في المجتمع الخليجي يمكن أن توصف بالمهملة نحو صحتها وسلامتها، فمعظم من هن في سن 40 وأكثر لم يقدمن على عمل الماموغرام من قبل، وهو ما أوضحته نتائج الاستبيان المصمم لهذا الغرض، وكانت تعليلات النساء كالتالي:

- إنني لا أحتاج الماموغرام لأنه لم يقم أي طبيب بطلبه مني.

- لم أفكر بتاتا في عمله.

- لا توجد لدي مشكلات في الثدي وبالتالي فإن الماموغرام غير ضروري.

- ليس لدي الوقت الكافي لعمله.

- أخاف من الألم أثناء عمل الماموغرام.

- أخاف من أن يكتشف لدي سرطان الثدي.

- تكاليف الفحص غالية بالنسبة لي.

- أسكن بعيدا عن المستشفى.

في حين أن هناك ملايين النساء اللاتي يعملن أشعة الثدي (الماموغرام) بصفة دورية كل سنة أو سنتين، في الدول الأوروبية والولايات المتحدة، حيث إن غالبية الحالات تحدث هناك بين 60 و65 سنة.

وتشير إلى أن بث أنشطة وبرامج التوعية بسرطان الثدي وتشجيع الكشف المبكر تعتبر متأخرة كثيرا لدينا في المملكة، مقارنة بدول العالم التي سبقتنا بما يزيد على العشرين عاما في البدء في البرامج الشاملة الوطنية للكشف المبكر عن سرطان الثدي.

دور المسؤولين

* وتضيف الدكتورة إيمان باروم أن برامج الكشف المبكر لسرطان الثدي والتوعية به لا تزال تجرى بمبادرات فردية رغم الحملات الموسمية للتوعية.. «ويجب أن نصل إلى أكثر من ذلك، يجب أن يكون لدينا برنامج متواصل للكشف المبكر يتم تطبيقه وفق إرشادات واضحة المعايير».

وهنا تكمن أهمية توفير برنامج تعده وزارة الصحة يشرف على الكشف المبكر عن سرطان الثدي، ويتضمن المراقبة والترخيص السنوي لمراكز التصوير الشعاعي وفق إرشادات ومواصفات علمية بالتعاون مع الجمعيات العلمية.

كما يجب أيضا السعي لتكوين سجل طبي لكل امرأة، بحيث تتم متابعة حالاتهن الصحية والتذكير بمواعيد التصوير السنوية.. «ولا بد أن نتخطى الصعوبات التي تحد من كفاءة السجل الوطني للسرطان وبالتالي تؤدي إلى إحصائيات غير دقيقة».

إن الكشف المتأخر يضاعف تكلفة العلاج 7 مرات.

دور المجتمع

* وتضيف الدكتورة إيمان باروم أنه يجب تحالف الجمعيات الأهلية لمكافحة سرطان الثدي بهدف توسيع شبكة الجمعيات المجتمعية وتمكينها من الأدوات العملية لمكافحة سرطان الثدي. وعليه لا بد من توحيد جميع البروتوكولات المتبعة في التشخيص الشعاعي لسرطان الثدي وطرق وضوابط أخذ العينات من الثدي في جميع مستشفيات المملكة والمراكز المعنية بالكشف المبكر عن سرطان الثدي. ويشمل ذلك أيضا توحيد تصميم البرنامج المعلوماتي للحاسب الآلي الذي يتم من خلاله إدخال معلومات المراجعات ونتائجهن الإشعاعية من جميع أنحاء المملكة لتقوية وتعزيز قاعدة البيانات وزيادة مصداقية الإحصائيات المحلية. ويجب أن يحرص الأطباء والتقنيون على التعليم المستمر لتطوير الذات والخبرات لمنع حدوث أخطاء في المهنة.

حقائق حول سرطان الثدي

* سرطان الثدي يصيب النساء من جميع فئات العمر وبالذات في الأربعينات حتى لو أرضعت المرأة أطفالها. وهو مرض غير معد، أي لا ينتقل باللمس أو استخدام الأواني نفسها أو الاتصال الجنسي أو الرضاعة أو نقل الدم أو ما شابه.

* استخدام الهرمونات الأنثوية قد يساعد في تنشيط خلايا الثدي وتحولها لخلية سرطانية، لذا يجب استخدام هذه العقاقير تحت إشراف طبي.

* فحص عينة من الدم لا يشخص وجود سرطان مبكر بالثدي. ويتم الاكتشاف المبكر بواسطة أشعة الماموغرام.

* الاكتشاف المبكر لسرطان الثدي يساعد على التحكم في المرض بشكل أفضل وبالتالي الشفاء. ويختلف العلاج حسب مرحلة المرض والعمر والحالة الصحية العامة.

* إخفاء تشخيص السرطان عن المريضة من قبل ذويها مراعاة لشعورها يفقدها الثقة في من حولها. إن من حقها أن تعرف ذلك لكن بطريقة لبقة فهي التي ستخضع للعلاج.

* سرطان الثدي يحتاج لدعم اجتماعي ونفسي أثناء وبعد العلاج.

* تصبح المرأة طبيعية بعد العلاج، تقوم بأدوارها كسواها في البيت أو العمل. وعليها أن تأخذ نصيبها في الحياة والسعادة.

* يتم عمل الأشعة التلفزيونية للثدي للفتيات والنساء دون سن الأربعين، وفي حالات محددة تُعمل لهن أشعة الماموغرام.

* تُعمل أشعة الماموغرام للنساء فوق سن الأربعين، وتتم إضافة أشعة تلفزيونية في حال وجود كثافة في نسيج الثدي.

* يتم عمل أشعة الماموغرام روتينيا، ومن دون وجود أي شكوى، لأي امرأة في سن الأربعين.

* إجراء أشعة الماموغرام سنويا لا يعرض المرأة لخطر إشعاعي.

* إن أخذ عينة بالإبرة من نسيج الثدي يعتبر إجراء بسيطا جدا يساعد في تشخيص الحالة من دون اللجوء للجراحة في معظم الحالات.

* استئصال الثدي كليا لا يعني أنك تخلصت من الورم، فلا بد من العلاج المكمل سواء الكيميائي أو الهرموني أو الإشعاعي، وذلك يعتمد على عدة عوامل منها العمر ومرحلة الورم وخصائص النسيج تحت المجهر.

* استئصال الورم مع الحفاظ على الثدي - إذا أمكن - مع العلاج الإشعاعي للثدي يعطي نسبة نجاح مماثلة لاستئصال الثدي كليا.