داء السكري والسمنة تحولا إلى وباء كاسح في الولايات المتحدة

ازدياد عدد حالات المرض بمعدل 70 في المائة منذ عام 1990 ينذر بمضاعفات خطيرة * السكري من أهم العوامل المؤدية إلى العمى والفشل الكلوي وبتر الأطراف * ازدياد معدل السمنة بمقدار 12 في المائة

TT

ارتفع معدل الداء السكري في الولايات المتحدة حوالي %6 منذ عام 1999، الامر الذي اعتبرته الحكومة دليلا قاطعا على وجود وباء منتشر.

فقد صرح مركز مراقبة الامراض والوقاية CDC بأن معدل حدوث الداء السكري قد ارتفع بشكل حاد في غالبية الفئات السكانية. وقد عزا هذا الارتفاع الى السمنة التي لا تزال في تزايد منذ عام 1991 الى ان بلغت %57. ويقول الدكتور علي مقدر، عالم الأوبئة في الـCDC «يكمن خفض السكر في انقاص الوزن بزيادة الفعالية الفيزيائية وتغيير النظام الغذائي، لكن لا احد يصغي لذلك».

وذكر مركز مراقبة الامراض والوقاية ان معدل البالغين المصابين بالسكري قد قفز من حوالي %6.5 في عام 1998 الى %6.9 في عام 1999. وتزايد معدل السمنة من %12 في عام 1991 ليصل الى واحد من كل خمسة اميركيين. وقال مدير مركز مراقبة الامراض والوقاية منها سيكون اثر ذلك على تكاليف الرعاية الصحية كبيرا اذا استمرت الزيادة بهذا الشكل، واضاف بأن هذا دليل جديد يشير لوجود وباء في الولايات المتحدة.

هناك على الاقل 16 مليون اميركي مصابون بالداء السكري، وهو الداء الذي يعوق الجسم عن تنظيم سكر الدم وابقائه ضمن الحدود الطبيعية. ويعتبر السكري اهم العوامل المؤدية للعمى والقصور الكلوي والبتور ويزيد بشكل دراماتيكي من خطر الذبحات القلبية، وهو المسؤول عن مقتل 180.000 اميركي كل عام.

وقد القى الخبراء اللوم على حضارة الأريكة والبطاطا في احداث السمنة التي تقود للسكري، فنمط الحياة القائم على الكومبيوتر والوجبات السريعة السهلة واختفاء المساحات الخارجية المناسبة للقيام بالتمارين كلها اتهمت لمساهمتها في هذا الوباء. وقال مقدر ان الاميركي الذي يقوم بإجراء تمرينات لا يجريها بشكل كاف في معظم الاحيان، والعديد يلغون الدسم من وجباتهم بدون الانتباه الى مقدار الحريرات التي تحتويها حمياتهم الغذائية.

وقد ذكر مركز مراقبة الامراض والوقاية منها CDC حدوث زيادة كبيرة في معدل السكري بين السود في عام 1999 بلغت اكثر من %10 في عام واحد فقط، كما كانت معدلات الحدوث مرتفعة ايضا عند البيض واللاتينيين والمجموعات العرقية الأخرى، لكن لوحظ انخفاض معدل حدوث السكريين بين عامي 1998 و1999 عند مجموعة عمرية واحدة هي الاشخاص في الثلاثينات من العمر، إلا ان هذه المجموعة شهدت زيادة كبيرة في معدلات الحدوث بين عامي 1990 و1998 بلغت الـ %70.

وعلق مقدر «لقد اعتدنا ان نشاهد هذا المرض في اعمار متقدمة، اما الآن فإنه يصيب الاعمار المبكرة التي تصل الى 20 سنة، انه ناقوس خطر». وقال الدكتور روبرت شيروين، رئيس الجمعية الاميركية للداء السكري إنه يتوقع تفاقم المشكلة خلال السنوات المقبلة، واضاف «ان نمط الحياة الاميركية يميل نحو عدم الفعالية والكسل، وسنكون بحاجة لبرنامج تعليمي اساسي في المدارس لقلب وتغيير هذا النمط من الحياة».