استشارات

د. حسن صندقجي

TT

* بيضة على المرفق

* عمري 54 سنة، وليس لدي أمراض مزمنة، وأتناول يوميا حبة من دواء «ليبيتور» لخفض الكولسترول، وحبة أخرى من الأسبرين. مشكلتي أنه حينما أثني مفصل المرفق الأيمن تظهر لي كتلة لينة على سطح المنطقة الخشنة الجلد فيه، أشبه بكيس مائي أو بيضة صغيرة. ولا يؤلمني هذا الكيس، لكني قلق من السبب لأني أستغرب جدا وجود هذا الشيء. ما تنصح؟

عبد العزيز خ. - الدمام.

- هذا ملخص رسالتك. وهناك عدة أسباب لحصول تضخم أو انتفاخ في منطقة مفصل المرفق، الذي يصل في ما بين الساعد والعضد في الطرف العلوي للإنسان. ومن المهم بداية معرفة ما إذا كان هذا الانتفاخ أو التورم، أو الكيس كما وصفت، هو في مفصل المرفق نفسه أو في كيس الجراب الزلالي الملتصق بمفصل المرفق، وهو الكيس الذي يُسمى لدى الأطباء «بيرسا». وهذا الأمر مهم لأن الأسباب تختلف في كل منهما.

ولاحظ معي أنك حينما تضع مرفقك على الطاولة فإنك تعتمد على منطقة الجلد الخشن والداكن اللون، وهي التي يقع تحتها مباشرة كيس الجراب الزلالي. وهذا الكيس الجرابي عُرضة للإصابة أو الالتهاب بفعل الميكروبات أو اضطرابات حمض اليوريك، وبالتالي تتجمع فيه السوائل، وحينها يظهر شكله على هيئة بيضة متدلية في خلفية المرفق، أي في منطقة الجلد الخشن والغامق. وغالبا حينها لا تتأثر حركة المفصل في المرفق، ولكن عند ثني المرفق يقل حجم البيضة المتدلية وتتوزع السوائل مع هذا الثني للمرفق.

وغالبا ما يكون السبب وراء حصول الانتفاخ في الكيس الجرابي هذا هو حصول إصابة ارتطام بالمرفق أو التهاب ميكروبي أو اضطرابات حمض اليوريك. وحينما لا يكون ثمة ألم بشكل واضح يكون السبب غالبا هو إصابة سابقة ربما لم تتنبه لها، ومن المستبعد أن يكون الأمر نتيجة لالتهابات ميكروبية أو اضطرابات حمض اليوريك الخاص بمرض النقرس.

أما إذا كان التورم والانتفاخ لديك هو في كل المنطقة المحيطة بمفصل المرفق نفسه، ويتأثر بمدى القدرة على تحريك مفصل المرفق، فإن الحالة في الغالب هي التهاب مفصل المرفق. وهذا له عدة أسباب.

ولذا عليك مراجعة طبيب الباطنية المتخصص في أمراض المفاصل الروماتزمية، لفحص مفصل المرفق بدقة وإجراء الفحوصات له، وربما لإجرائه سحب عينة من السائل المتجمع الذي وصفته وتحليله لمعرفة مكوناته وخصائصه. ومن ثم تكون المعالجة بحسب السبب.

* تقليل الملح

* لدي ارتفاع في ضغط الدم، وينصح الطبيب بتقليل الملح. كيف يكون ذلك؟

توفيق جبران - لبنان.

- بداية، الطبيب لا ينصح بتقليل الملح لعلاج ارتفاع ضغط الدم، بل ينصح بتقليل تناول الصوديوم لعلاج ارتفاع ضغط الدم. وأحد أهم مصادر الصوديوم في غذائنا هو الملح، المكون من مركب «كلوريد الصوديوم». وعليه فإن طريقة المساهمة في خفض ضغط الدم هي من خلال تقليل تناول أي من المصادر الغذائية المحتوية على كميات غير طبيعية من الصوديوم، والملح أحدها، لكنه ليس كلها. كما أن علينا ملاحظة أن وجود الصوديوم في الطعام بكمية عالية وضارة على ضغط الدم لا يعني تلقائيا أن يكون طعم ذلك الطعام مالحا. ولذا فهناك أطعمة ومستحضرات غذائية تحتوي على كميات عالية من الصوديوم، ومع هذا لا يكون طعمها مالحا، بل ربما حاليا وسكريا.

هذه نقطة يجب استيعابها بعناية إذا أردنا أن نبذل جهدا مفيدا في غذائنا لحماية أجسامنا من ارتفاع ضغط الدم وتبعاته. وكمية الصوديوم التي علينا عدم تجاوزها لهذه الغاية هي أقل من 1500 مليغرام في اليوم الواحد.

ومن أعلى الأغذية الحاوية على الصوديوم المواد الغذائية المعلبة والمأكولات السريعة الغنية بمركب «صوديوم غلوتاميت» وغيرها من المركبات الكيميائية المضافة لتحسين الطعم، واللحوم المُعدّة للأكل نيئة، مثل المارتاديلا أو السلامي أو البسطرمة أو غيرها، وكذلك المقرمشات، كشرائح «شيبس» البطاطا والمكسرات المملحة وغيرها، والمخللات بأنواعها.

وكذا عليك التنبه من أنواع «الكاتشب» العادية، المحتوية على كميات عالية من الصوديوم. عليك ملاحظة أن «الكاتشب» شيء صحي مفيد جدا، ولكن غالبية الأنواع التجارية منه تحتوي على كميات عالية من الصوديوم على الرغم من أن طعمه ليس مالحا، بل سكري. وكذا أنواع صوص «الباربكيو» أو «صوص» ستيك شرائح اللحم وغيرها.

وأفضل نوعية من الأطعمة هي الأنواع الطازجة من الخضار والفواكه، والأطباق التي يتم طهيها في المنزل من منتجات غذائية طبيعية.

* الربو والوراثة

* أنا متزوجة من سبع سنوات، ولدي ثلاثة أطفال. أكبرهم عمرها 5 سنوات، والصغير عمره سنتان. وأنا مصابة بالربو والحساسية في الأنف والجلد، ووالد زوجي ووالدته لديهم ربو أيضا. سؤالي: هل أطفالي عُرضة للإصابة بالربو؟ وكيف أعرف ذلك؟

أم طلال - الكويت.

- بالنسبة لسؤالك عن دور الوراثة في التسبب بإصابة أبنائك أو أحفادك بالربو، فإن الإجابة صعبة جدا. وقد تكون «نعم» وقد تكون «لا». وسبب الصعوبة هو أن العلاقة غير واضحة طبيا بين الجينات الوراثية وتوريث الإصابة بالربو أو بالحساسية. ذلك أنه من جهة هناك ملاحظة أن أطفال الآباء والأمهات المُصابين بالربو هم أكثر إصابة بالربو مقارنة مع أطفال الآباء والأمهات غير المُصابين به. وكذا الشأن بالنسبة للحساسية في الأنف أو الجلد. وتحديدا فإن أكثر من نصف الأطفال المُصابين بالربو لديهم تاريخ عائلي لإصابة أحد الوالدين أو الأجداد أو الجدات بالربو. وإذا ما كان أحد الوالدين مُصابا بالربو فإن الاحتمالات تتضاعف ثلاث مرات لعُرضة إصابة الطفل بالربو. وإذا ما كان كلا الوالدين مُصابا بالربو فإن الاحتمالات تتضاعف ست مرات.

ولكن لا يُعرف ما هو نمط الانتقال الوراثي للأمر، خصوصا أن هناك حالات كثيرة من الربو التي لا علاقة لها بالوراثة. كما أن هناك حديثا علميا قويا مفاده ما يلي: صحيح أن للوراثة دورا في قابلية إصابة الأطفال بالربو، ولكن هذا الدور يتطلب توفر عوامل بيئية وغير بيئية ذات تأثيرات مباشرة في رفع خطورة الإصابة بالربو في الأصل، وتحديدا التعرض للمواد الملوثة للهواء ووجود اضطرابات في عمل جهاز المناعة تسببت بها عوامل بيئية كالالتهابات الميكروبية أو اضطرابات التغذية أو غيرها من العوامل. وهو ما يعني أن ثمة مجالا لوقاية الأطفال من أمرين بفاعلية: الأمر الأول هو الوقاية من الإصابة بالربو حتى في وجود عامل الوراثة. والأمر الثاني الوقاية من تكرار الإصابة بنوبات الربو ومن الإصابة بالنوبات الشديدة منه.

وفي كثير من مجتمعات العالم يُعتبر الربو من أكثر الأمراض المزمنة انتشارا في أوساط الأطفال، ولذا فإن المهم والمفيد هو وقاية الأطفال من الإصابة بالربو ومعالجتهم بطريقة صحيحة حفاظا على صحتهم ووقايتهم من تكرار حصول النوبات تلك.

وهذا يفرض على الأم والأب معرفة العوامل التي تثير حصول نوبات الربو، ومعرفة أعراض بدايات نوبات الربو، ومتابعة معالجتهم لدى الطبيب حتى حينما لا يكونون يعانون من أي مشكلات في الجهاز التنفسي.

وما يثير نوبات الربو ويتطلب مراقبة الطفل حين تعرضه لها هو الالتهابات الفيروسية في الجهاز التنفسي، والتي من أهمها وأكثرها شيوعا نزلات البرد والإنفلونزا، والتعرض للمواد المثيرة للحساسية مثل غبار لقاح طلع الأشجار والزهور والقشور الجلدية للحيوانات الأليفة وغيرها، والمواد المهيجة للجهاز التنفسي كدخان السجائر، وممارسة بعض الأطفال للرياضة والتعرض للهواء البارد وغيرها من العوامل البيئية.

والعلامات المهمة لبدايات نوبات الربو تشمل سماع صفير الصدر، ولو بصفة خفيفة حال إخراج الهواء من الصدر، أي الزفير. والسعال الجاف، وخصوصا في الليل، والتنفس بسرعة غير معتادة من قبل الطفل، ومواجهته صعوبات غير معتادة منه فيه، وشكوى الطفل من كتمة أو ضيق في الصدر، وشكوى الطفل من صعوبات في التنفس حال ممارسة الرياضة وبذل المجهود فيها، أو ملاحظة عدم قدرته على إكمال جمل وكلمات الكلام بطلاقة ودونما توقف.